جاءت العاذلات شيئا فريا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

جاءت العاذلات شيئاً فريا

​جاءت العاذلات شيئاً فريا​ المؤلف ابن نباتة المصري


جاءت العاذلات شيئاً فريا
وظمئنا الى لقاك فريّا
يا قريباً من المحب بعيداً
وعذاباً الى المحبّ شهيا
وغزالاً لناظريه فتورٌ
تركا القلب كالزناد وريا
غلب الصبر في هوى ناظريه
وضعيفان يغلبان قوياً
و على وجنتيه نار أراني
إن تسليت عن هواها شقيا
يا خليلي عندها خلياني
أنا أولى بوجنتيه صليا
أنا أدري بأن لي من سناها
في الجبين طالعاً قمريا
لا أرى حين حل عقرب صدغ
سفر القلب في هواها رديا
بأبي غصن معطفيه على القر
ب وفي البعد جانياً وجنيا
و يتيم من لؤلؤ الثغر حلوٌ
راح في مثله الرشيد غويا
ذو ابتسام بالسهد أرمد عيني
مع أني اكتحلته لؤلؤيا
تارة في بضائع الحسن يأتي
جوهرياًُ وتارةً سكريا
فتنة الحسن فوق خديه لا تب
رح قيسيّ رأيه يمنيا
أنظم الشعر وهو يبسم عجباً
ولهذا أتى به جوهريا
عامرياً من التغزل فيه
ومن المدح بعده قرشيا
حبذا من قريش في الشام فرع
أبطحي أكرم به بهنسيّا
شمس عليا عمَّت منافعها الخ
لق قريباً من الورى وقصيا
و كريم زاكي الأصول هززنا
منه للمكرمات فرعاً زكيا
فإذا ما دعى رسول رجاء
فضل أبوابه دعى خزرجيا
و اذا ما سقى نداه نباتي
طاب مدحي في الحالتين رويا
كم سبرنا له تقىً ونوالاً
فوجدنا في الحالتين وليا
كم ثناء وإلى لعلياه مدحاً
حسناً في الورى وقدراً عليا
و معان يحيى لها فلقد أو
تي حكم الفخار فيها صبيا
تالياً في العلى وزيراً شهدنا
ه لآمالنا وفياً حفيا
قال إحسانه تهنوا نوالاً
وزكاة منه وكان تقيا
حبذا تلو ذاك شمساً تلونا
مدح أيامه جليلا جليا
خطبته مناصب الدين والدن
يا كما قد نرى فكان الكفيا
عن تفاريق يمنه فاسأل الجا
نع تسئل لسان صدق عليا
ياله في الورى فتى قريشاً
عمَّ بالخير جامعاً أموياً
و رئيساً نجا ذوو القصد لما
قربت منها الملوك نجيا
و رأوا عزمه لدين ودنيا
شافياً كافياً غنياً مليا
سائرات أقلامه يوم حفظ
وعطاء على الصراط سويا
فترى الحق كالصباح رواءً
وترى الخير كالغمام رويا
و ترى اليراع يجري بجود
وبيان جواده العربيا
صان وجهي عن الورى بأياد
وأياد غيرن حالي الرزيا
فأنا اليوم والزمان بخير
ها كأن السعيد كان شقيا
جنة من دمشق نرتع فيها
ولنا الرزق بكرة وعشيا
يا كريماً يخفي أياديه لو كا
ن شذا المسك والصباح خفيا
أصلح الباطن افتقادك والظا
هر اذ كنت جائعاً وعريا
فابق ما شئت كيف شئت مرجى
مستفاض النعمى سنياً سريا
يلتقيك الثنا ويزداد طيباً
مثلما يلتقي الرياض الوليا