تجري على آمالك الأقدار

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تجري على آمالك الأقدار

​تجري على آمالك الأقدار​ المؤلف جبران خليل جبران


تجري على آمالك الأقدار
فكأنهن مناك والأوطار
ومن اصطفته عناية من ربه
تأتي الأمور له كما يختار
يا ابن الأعزين الأكارم محتدا
لك من طريفك للنجار نجار
شيم مطهرة وعلم راسخ
ونهى وجاه واسع وفخار
ومكارم تحيي المكارم في الملا
كالبحر منه الصيب المدرار
يستنبت البلد الموات فيجتلي
حسن يروق وتجتني أثمار
وبناء مجد مثلته للورى
هذي القباب الشم والأسوار
ومآثر سطعت كبعض شعاعها
هذي الشموس وهذه الأقمار
وخلائق جملت ولا كجمالا
هذي الرياض وهذه الأزهار
لله يوم زفافك الأسنى فقد
حسدت عليه عصرك الأعصار
أشهدت فيه مصر آية بهجة
أبدا يردد ذكرها السمار
من عهد إسماعيل لم تر مثلها
مصر ولم تسمع بها الأمصار
جمعت بها التح الجياد قديمها
وحديثها والعهد والتذكار
وتنافس الشرفان حيث تجاورت
فيها عيون العصر والآثار
واستكملت فيها الطرائف كلها
فكأنها الدنيا حوتها دار
يهنيك يا عمر ابن سلطان الندى
ليل غدا بالصفو وهو نهار
زفت به لك من سماء عفافها
شمس تنكس دونها الأبصار
من بيت مجد فارقته فضمها
بيت كفيلة مجده الأدهار