بكى النار سترا على الموقد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بكى النارَ ستراً على الموقدِ

​بكى النارَ ستراً على الموقدِ​ المؤلف مهيار الديلمي


بكى النارَ ستراً على الموقدِ
و غار يغالطُ في المنجدِ
أحبَّ وصان فوري هوىً
أضلَّ وخاف فلم ينشد
بعيد الإضاحة عن عاذلٍ
غنيُّ التفردِ عن مسعدِ
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ
صبورٌ عن الماء وهو الصدى
وقورٌ وما الخرقُ من حازمٍ
متى ما يرحْ شيبهُ يغتدي
و يا قلبُ إن قادك الغانياتُ
فكم رسنٍ فيك لم ينقدِ
أفقً فكأني بها قد أمرَّ
بأفواهها العذبُ من موردي
و سودَ ما ابيضَّ من ودها
بما بيض الدهرُ من أسودي
و ما الشيبُ أولُ غذرِ الزمان
بلى من عوائده العودِ
لحا اللهُ حظي كما لا يجودُ
بما أستحقّ وكم اجتدى
و كم أتعللُ عيشَ السقيم
أذممُ يومي وأرجو غدي
لئن نام دهريَ دون المنى
و أصبح عن نيلها مقعدي
و لم أك أحمدُ أفعاله
فلي أسوةٌ ببني أحمدِ
بخير الورى وبني خيرهم
إذا ولدُ الخيرِ ولم يولدِ
و أكرمِ حيّ على الأرض قام
و ميتٍ توسد في ملحدِ
و بيتٍ تقاصرُ عنه البيوتُ
و طال عليا على الفرقدِ
تحومُ الملائكُ من حولهِ
و يصبحُ للوحي دارَ الندى
ألا سلْ قريشا ولمْ منهمُ
من استوجبَ اللومَ أو فندِ
و قل ما لكم بعد طول الضلا
ل لم تشكروا نعمة المرشدِ
أتاكم على فترةٍ فاستقام
بكم جائرين عن المقصدِ
و ولى حميدا إلى ربه
و من سنَّ ما سنهُ يحمدِ
و قد جعلَ الأمرَ من بعده
لحيدرَ بالخبر المسندِ
و سماه مولى بإقرارِ من
لو اتبعَ الحقَّ لم يجحدِ
فملتم بها حسدَ الفضل عنه
و من يكُ خيرَ الورى يحسدِ
و قلتم بذاك قضى الاجتماعُ
ألا إنما الحقُّ للمفردِ
يعزُّ عل هاشمٍ و النبيَّ
تلاعبُ تيمٍ بها أو عدى
و إرثُ عليًّ لأولاده
إذا آيةُ الإرثِ لم تفسد
فمن قاعدٍ منهمُ خائف
و من ثائرٍ قامَ لم يسعدِ
تسلطُ بغيا أكفُّ النفا
ق منهم على سيدٍ سيدِ
و ما صرفوا عن مقام الصلاةِ
و لا عنفوا في بني المسجدِ
أبوهم وأمهمُ من علم
تَ فانقصْ مفاخرهم أو زدِ
أرى الدينَ من بعد يومِ الحسين
عليلاً له الموتُ بالمرصدِ
و ما الشرك لله من قبله
إذا أنت قستَ بمستبعدِ
و ما آل حرب جنوا إنما
أعادوا الضلال على من بدى
سيعلم من ناظمٌ خصمهُ
بأيّ نكالٍ غداً يرتدي
و منْ ساءَ أحمدَ يا سبطهُ
فباءَ بقتلك ماذا يدي
فداؤك نفسي ومنْ لي بذا
ك لو أن مولىً بعبدٍ فدى
و ليتَ دمي ما سقى الأرضَ منك
يقوتُ الردى وأكون الردى
و ليتَ سبقتُ فكنتُ الشهيدَ
أمامك يا صاحبَ المشهدِ
عسى الدهرُ يشفي غداً من عدا
ك قلبَ مغيظٍ بهم مكمدِ
عسى سطوةُ الحقّ تعلو المحالَ
عسى يغلبُ النقصُ بالسؤددِ
و قد فعلَ اللهُ لكنني
أرى كبدي بعدُ لم تبردِ
بسمعي لقائكم دعوةٌ
يلبي لها كلُّ مستنجدِ
أنا العبدُ والاكمُ عقدهُ
إذا القولُ بالقلبِ لم يعقدِ
و فيكم ودادي وديني معاً
و إن كان في فارسٍ مولدي
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديتُ
و لولاكمُ لم أكن أهتدى
و جرتموني وقد كنتُ في
يد الشرك كالصارم المغمدِ
و لا زال شعريَ من نائجٍ
ينقل فيكم إلى منشدِ
و ما فاتني نصركم باللسان
إذا فاتني نصركم باليدِ