بعدت وما حكم البعاد يعادل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ

​بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ​ المؤلف الباخرزي



بعدتَ وما حكمُ البعادِ يعادلِ
 
أما مِن نصيبٍ فيك غيرُ البعادِ لي
طوى خالَكَ المسكيَّ عنِّي وخدَّكَ الـ
 
جميلَ غداة َ الجزعِ وخدُ الحمائلِ
وأسقطْتَـني لمّـا ظننتُكَ واصلاً
 
كأنيَ حرفُ الراءِ في لفظِ واصلِ
وأوحَشني ربعٌ لأهلـكَ مُقفـرٌ
 
فلذتُ بقلبٍ من جوى الشوقِ آهلِ
وغادرتَ عيني كالغدير بطلعة ٍ
 
هِيَ الروضُ غِبَّ السارياتِ الهواطل
فكنْ جامعاً بـينَ الغَديـرِ ورَوْضة ٍ
 
ليخضرَّ لي عَيْشي وأحظـى بطائِلِ
ومن لي بأن لخضرَّ عيشي والنوّى
 
دويهة ٌ تصفرُّ منها أناملي
أسَّركَ مني أنَّ هجـركَ مُدنفـي
 
وغرَّك مني أنَّ حبـكَ قاتِلي؟
بحسبكَ أنَ البينَ راشَ نباله
 
وفوَّقَها نَحوي فأصمَت مقاتلي؟
وخوَّفني مـاءٌ منَ العـينِ نـازلٌ
 
عمى هو من ماءٍ إلى العينِ نازلِ
وخطبٌ سمينٌ مثلُ رِدفِكَ ذقتُهُ
 
بجسمٍ نحيفٍ مثلِ خَصركَ ناحـلِ
فهبني خِـلالاً ثمَّ هبـني تَداخُلاً
 
خلالَ ثناياكَ العذابِ المناهلِ
ومُذ أَعلقتْني الأربعونَ حِبالَها
 
تراءَتْ لعيني الأرضُ كِفّـة َ حابِلِ
وما شعراتي البيضُ إلا مشاعلٌ
 
ومِن نارِ قلبي نورٌ تلـك المشاعلِ
وما الشيبُ إلا شائبُ الصّفوِ بِالقَذى
 
ولا وخطه إلا نذيرُ الغوائلِ
يردُّ قناة القدِّ قوساً وينتضي
 
على الوفراتِ السودِ بيضُ المناصلِ
ولولا حصادُ العمرِ لم تكُ تنثني
 
لدى الكِبرِ القاماتُ مثـلَ المناجلِ
وغيم شبابٍ جادَ روضَ مسرتي
 
فزالَ وفعلُ الغيمِ ليسَ بزائِـلِ
ففي مقلتي ودقٌ صدوقٌ بفيضه ِ
 
وفي عارضي برقٌ كذوبُ المَخائِلِ
سقى اللهُ أيامَ الصّبا فهـي حقّها
 
لبان ضروعٍ للنعيمِ حوافلِ
وطّرب أُذْنَيْهـا بنغمـة ِ مَعْبَد
 
وحرَّكَ عِطْفَيْهـا بخَمرة ِ بابِـلِ
وعشّبَ مَرْعاهـا كساحة ِ مُجْتـد
 
حبتهُ يد الشيخ الأجل بنائلِ
وليسَ نظامُ الملـكِ إلاّ سحابَـة ٌ
 
يشيمُ حَياها كـلُّ حـافٍ وناعِلِ
فكالبحرِ إلاّ أنّـهُ غـيرُ آسنٍ
 
وكالبدرِ إلا أنَّـهُ غـيرُ آفِـلِ
ذراهُ ربيعٌ للرجاءِ إذا شتا
 
وفيهِ لقـاحٌ للأمـاني الحَوافِـلِ
إذا الركبُ زمُّوا عِيسَهم عن فِنائِهِ
 
وشَدُّوا قُتودَ النّاجِياتِ المَراقِلِ
رأيت العِيابَ البجرَ ينشرْنَ شُكرَهُ
 
وإنْ كانَ تَشكوهُ ظُهورُ الرَّواحِلِ
فأوْهامُهم من مَدحِـه في دقائقٍ
 
وأَحكامُهم من مَنْحِـهِ في جَلائِلِ
وأكرمُ شيٍ عندهُ صوتُ سائلٍ
 
وأهونُ شيءٍ عندهُ قولُ عاذلِ
ليالٍ لبِسْناهـا ومِسْنا تَجمُّلاً
 
ندي الكفِّ طلقُ الوجهِ لدنُ الشمائلِ
أشمُ طويل الباع مستغزر اللهى
 
أغر عريض الجاه جمُّ الفضائل
فتى ً أنستْ منهُ الوِزارَة ُ رُشْدَهـا
 
إذ اسْتَودعتْهُ المهد أيدي القوابل
توسّدَ حجرَ الأكرِمينَ أُولي النُّهى
 
وأُلقَم ثديَ المُحصَنـاتِ الغَوافِلِ
فجاءَ كما يلفي وزرُّ قميصهِ
 
على مُستقِلٍّ بالمَعالي حُلاحِلِ
لهُ الله من قرمٍ إلى المجدِ سابقٍ
 
وبالخيرِ أمّارٍ وللميَرِ بــاذِلِ
ولِلملْكِ مِعوانٌ وللمُلكِ حارِسٌ
 
وللدرِّ حلابٌ وللنصحِ ناخلِ
إذا خطَّ كفَّ الوَشْي فَضلة َ ذَيْلِهِ
 
حياءً وغضَّ الجفنَ نورُ الخمائلِ
وإنْ سلَّ صمصامَ الفّصاحة ِ ناطقاً
 
تحـيّرتَ في تَطبيقِـهِ للمَفاصِلِ
به اخضرَّ عودُ الدهرِ واهتزَّ نبتهُ
 
ودلَّ على مقصوده كلُّ فاضلِ
أذُمُّ عليهِ الدَّهرِ إذ حلَّ بّرْكُهُ
 
عليَّ وحَسّاني كُـؤوسَ البَلابِلِ
وزَلزلَ رُكني فانهـدمْتُ لهـدِّهِ
 
وقد هدمَ الأركانَ هدُّ الزلازلِ
فطارت عصافيري وشالت نعائمي
 
وهاجَتْ شَياطيني وفارَتْ مَراجلي
وكيفَ أرى نفسي مَداسَ مناسِمٍ
 
تطامنُ مني أو مناخَ كلاكل؟
 
على عاجزات النهض حمر الحواصل
وقد أطمعتني منهُ قدمة ُ خدمتي
 
ودعْوى انتماءٍ أُكِّدَتْ بالـدَّلائل
ولي أملٌ غضُّ الشبـابِ طَريُّـهُ
 
وذاكَ لشيبٍ في نَواصي وسائلـي
وصحبـة ُ أيامٍ مضَتْ وكأنّمـا
 
هواجِرُها تُكْسى ظِلالَ الأصائِلِ
ليالٍ لبسناها ومسنا نجملاً
 
به فوجدناها رقاقَ الغلائلِ
وكـم لي فيـهِ من سَوارٍ سوائِرِ
 
حوالٍ على الأحوالِ غيرِ عواطلِ
قوافٍ كأني لاعبٌ من نسيبها
 
بعطشانة ِ الزنارِ ريا الخلاخلِ
مغررة ٌ في كلِّ نادٍ رواتها
 
مصنعجة ٌ في كل واد جلاجلي