بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية)/الفصل الخامس عشر: العمران

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الفصل الخامس عشر
العمران

أثر الغرب الحديث: وكان ما كان من أمر الثورة الصناعية في أوروبة الغربية، فكثر الانتاج وتراكمت رؤوس الأموال واشتد الزحام على المواد والأسواق. ووقع أعظم هذه الأسواق في آسية ولا سيما شرقيها وجنوبيها. وبلغت الدولة العثمانية أقصى الكبر وعجزت وضعفت وقاربت الأجل. فاهتمت الدول الصناعية بمصيرها لوقوعها عبر الطريق إلى الشرق ولا سيما في أطرافها العربية مصر والشام والعراق والجزيرة. وراجت سلع لانكاشير القطنية رواجاً عظيماً في أسواق الدولة العثمانية وكثر طلابها فارتفع مجموع ما صدر منها من ثلاث مئة وخمسة وخمسين ألف جنيه استرليني في السنه ١٧٨٠ إلى ثلاثين مليوناً وثمان مئة ألف في السنة ١٨٢٥ وقتلت مثيلاتها المحلية لرخصها ومتانتها وجمـال شكلها. وتدفق بن المستعمرات البريطانية وسكرها إلى هذه الأسواق نفسها فطرد غيره منها نظراً لرخصه وجودته1. وجرى مثل هذا وإن لم يكن بالنسبة نفسها في تجارة الطليان والفرنسيس وغيرهما من شعوب أوروبة الغربية مع الدولة العثمانية وارتفعت صادرات هـذه إلى الجزر البريطانية وحدها مما كانت قيمته توازي مئتين وثلاثة وأربعين ألف جنيه في السنة ١٨١٢ إلى مليون ومئتي ألف في السنة ١٨٢٥2. وكان معظم هذه الصادرات العثمانية المصفر الشامي والحرير اللبناني والقطن الفلسطيني ولا سيما قطن عكة ونابلس والنيلة الأردنية.

واشتدت عناية الفرنسيس بالحرير اللبناني. وكان انتاج الشيخ بشير جنبلاط وحده أكثر من ألف وأربع مئة آقة وإنتاج لبنان بكامله إلف إلى إلف وخمس مئة قنطار وكان حله على دواليب خاصة تحرك باليد وتوضع قرب الينابيع، وقبيل الفتح المصري جاء إلى بيروت نقولا بورتاليس ابن إتيان بورتاليس الشهير فوجد الحرير اللبناني رخيصاً للغاية وعول على إنشاء معمل لحله بالطريقة الأوروبية ولكن الشهابي الكبير عارضه في ذلك. وعلى الرغم من هذا ابتاع الخواجه بورتاليس لنفسه قطعة من الأرض في قرية بتاتر في كنف المشايخ الملكيين. ثم أنشأ أخوه فورتوني أول معمل لحل الحرير فيها بالطريقة الأوروبية سنة ١٨٤١ وفي السنة ١٨٤٧ أنشأ مورك ذلك الإفرنسي ورفيقاه سليجان وكروزي معملاً أكبر من هذا في عين حمادة من قضاء المتن3.

وزاد عدد الأوروبيين في بر الشام وتجمعوا في بيروت مؤثرينها على غيرها لقربها من الشهابي الكبير مستظلين بأمنه وحزمه وعدله فبلغوا في أواخر النصف الأول من القرن الماضي الأربع مئة وجعلوا منها مركزاً لأعمالهم في بر الشام ناثرين عملاءهم الوطنيين في دمشق وحمص وحماة واللاذقية وطرابلس وصيدا وعكة ونابلس ويافة، واحتفظت حلب بجاليتها الإفرنجية القديمة ولكن ما ساد عاصمة الشمال من الاضطراب والفوضى من جراء تناحر الإنكشاريين والأسياد أبقى عدد الإفرنج فيها قليلاً جداً. أما دمشق وحمص وحماه فإنها لم تشجع هؤلاء على الإقامة فيها. وقل الأمر نفسه عن سائر المدن الشامية خارج لبنان4.

وأدى اهتمام الدول الأوروبية بالشرق الأقصى وبمصير الدولة العثمانية إلى تشجيع البحث والتنقيب عن بلدان الشرق الأدنى والأقصى والمتوسط وإلى إنشاء الجمعيات العلمية لهذه الغاية. فظهرت في السنة ١٨٧٨ الجمعية الهولندية الآسيوية في بتافية واقتصرت في أعمالها على ما يختص بالمستعمرات الهولندية. وقامت في السنة ١٧٨٤ جمعية بريطانية مماثلة في كلكوتة، وفي السنة ١٧٩٥ أنشأت الحكومة الفرنسية في باريز مدرسة لتعليم اللغات الشرقية الحية كان للعربية فيها نصيب وافر. وفي السنة ١٨٢١ أسس سلفيستر دي ساسي الجمعية الآسيوية الفرنسية وظهر بعدها في لندن وفي السنة ١٨٢٣ جمعية بريطانية العظمى وأرلنـدة الآسيوية الملكية. أما الجمعية الآسيوية الألمانية فإنها لم تبرز إلى حيز الوجود قبل السنة ١٨٤٥.

وكانت الأوساط الأميريكية الخالصة لا تزال مستمسكة بآراء دينية خاصة راغبة في إحياء الكنيسة عن طريق تجريدها من بعض العقائد والطقوس والعودة بها إلى بساطة الكتاب المقدس فأوفدت لجنة الإشراف على الإرساليات الأجنبية جماعة من المبشرين إلى بيروت وفي طليعتهم لاوي بارسنس وبلينيوس فسك. وصل هذان إلى بيروت في السنة ١٨١٩ واستقاما فيها. وما أن باشرا أعمالها في الأوساط الأرثوذكسية والمارونية حتى لمسا جفاء لا حد له ما لبث أن انقلب إلى عداء بغيض واضطهاد شديد إدى إلى وفاة أحد اتباعهما أسعد يوسف الشدياق وإلى دخول أخيه فارس في دين الإسلام. فأيقنا أن لا مفر من إنشاء كنيسة إنجيلية مستقلة وأن لا بد من تعليم الصغار والأحداث وإعداد نشء جديد. وكان قد لحق بهما كل من يوناس كنغ وإسحق برد ففتحوا مدرسة للذكور وأخرى للبنات. وفي السنة ١٨٣٤ استقدموا مطبعتهم العربية من مالطة وأقاموها في بيروت. وفي السنة ١٨٤٨ أنشأوا مدرسة عاليـة لتعليم الذكور في عبيه برئاسة إسحق برد فنالت شهرة كبيرة.

وقامت رومة وقعدت لوصول هؤلاء إلى لبنان فأوعزت إلى العازاريين واليسوعيين أن يهتموا للأمر وأناطت أمر الدفاع عن الكثلكة في الشرق. ففتح الأب فروماج العازاري مدرسة عينطورة سنة ١٨٣٤ وأنشـأ اليسوعيون مدرسة للذكور في بيروت سنة ١٨٤١ وفي السنة ١٨٤٣ حول أحدهم الأب بلانشه دار الأمير حسن الشهابي في غزير إلى مدرسة إكليريكية لجميع الطوائف الكاثوليكية في الشرق على الرغم من تعليمات رومه الأولى التي قضت باهتمام خاص بطلبة الروم الكاثوليك الإكليريكيين. وفي السنة ١٨٤٥ أنشأ الأب بلانشه نفسه رهبانية مار يوسف للراهبات في بكفيا وتلاه الأب ريكادونه فنظم رهبانية راهبات المحبة في معلقة زحلة في السنة ١٨٤٧. فخدمن العلم والدين بتربية الصغيرات في القرى المهملة.

وأدى هذا الاحتكاك بالغرب إلى تطور مادي كبير. فراجت سلع الغرب ومنتوجاته الصناعية وأقبل الناس على شرائها واستعاضوا بها عما كانوا يصنعون. فعلت البفتة البيضاء (عنبركيس) محل الأنسجة القطنية اليدوية القديمة والجوخ الأوروبي محل الصوف المحلي وبدأت حرائر فرنسة تستغوي النساء فيستعضن بها عما كان ينتج محلاً في حلب وحمص ودمشق. وكانت أزياء الرجال والنساء غريبة مستغربة أليق بالمراسح منها بالبيوت تشبه ملابس الأكراد بعمائمها وسراويلها وقنابيزها المفقشة وطرابيشها المشموطة وزرابيلها المقيطنة. وكان الرجال يلبسون القميص على أبدانهم ثم السروال القطني المصبوغ والمنتيان. ثم يضعون العمة على رؤوسهم ويتباهون بحجمها. ويحتذون المـداس من السختيان الأحمر ونعله من جلد البقر وقليل من جلد الجمل. وكان لباس الشبان سروالاً من المقصور الأبيض وقميصاً ومنتياناً وفوقه كوبران أزرق. والأمراء منهم لبسوا السروال الأبيض والمنطقة الحريرية الطرابلسية والقميص والمنتيان والكوبران الأزرق المطرز وعمة من الحرير أو الكشمير ومستاً. والنسوة لبسن القميص الطويلة والقمباز المنقش أو القنابيز المنقشة الملونة متراكمة بعضها فوق بعض بقـدر المستطاع. ووضعن على رؤوسهن الربطات الكبيرة أو الطاسة أو القرص، وشاع الطرطور في لبنان قرن مخروطي الشكل قاعدته عند الرأس يصعد منطقاً إلى الأمام حتى يتجاوز طوله نصف ذراع. وكان يصاغ من الذهب أو الفضة ويوضع فوق الطربوش على الرأس ويرسل فوقه الشنبر فيخطيه ويدل على الراس كاسياً جميع البدن أو معظمه. وقد وصف المعلم بطرس كرامة إحداهن به فقال:

ومطنطر فتكت لواحظه بنا
وأذاع فينا الفتك ثم أشاعا
فكأن خلقته لدى طنطوره
بدر أقام على الجبين ذراعـا

ومن لباسهن المقارص وهي كرات فضية في أسفلها شراريب حريرية. ومنه أيضاً القفوية تؤلف من نحو خمسين جديلة حريرية مشبكة يعلق بأطرافها نقود ذهبية وتطرح على الأكتاف مسترسلة. ومنه الشكة وهي تقود ذهبية ترصف على قطعة القماش يعصب بها الجبين. ومنه المالويات رقاقات فضية شبه دائرة توضع إلى جانب الرأس مقابل الطرطور. ومنه الصنوبريات والصفا والعقد والسوار والخلخال والخاتم والحلق5. وعاب الإفرنج الشرقيات للطنطور الذي لم يكن له مسحة من الكمال فحرم الأساقفة والكهنة لبسه فأبطل نحو السنة ١٨٤٨ واستبدل بالطرحة أو المنديل، وأدت ظروف الحرب إلى استبدال العمة الثقيلة بالطربوش فأوعز إبراهيم باشا إلى الشهابي الكبير وأولاده أن يطرحوا العمائم ويلبسوا الطرابيش فشاع لبسها تدريجاً ولبس الشهابي الكبير الطربوش العسكري والعامة لبست المغربي وكان أحمر طويلاً مسترسل الشرابة الزرقاء.

وبدأ استعمال الزجاج للنوافذ وشاع استعمال الأواني الزجاجية الأوروبية وأقدم الناس على شراء الصحون الصينية والكاسات والملاعق والشوكات ودخل مع هذه تدريجاً بعض الكراسي الأوروبية والمناضد فبدأت تحل محل الدشك والطبلية. وفي السنة ١٨٣٣ كرَّت العربة الأولى في بر الشام. وكان قد استقدمها قنصل إنكلترة في دمشق المستر فرن فوصلت إلى بيروت آتية من لندن وحملت على ظهور الجمال إلى دمشق. وما أن جرى تركيبها من جديد وكرت بها الخيول في خارج البلدة حتى خرج الألوف من الناس للتفرج عليها.

أثر الشرق المجاور: واضطرب الأتراك لمصيرهم وانزعجوا فهبوا يحاولون محاربة الغرب بسلاحه وأخذوا عنه أشياء وأشياء في فنون الحرب وما تطلبته من علوم. وكان سليم الثالث من أفضل ملوكهم دمث الأخلاق مغرماً بالآداب محباً لترقية شعبه ورعاياه. ثم صار الملك إلى ابن عمه مصطفى الرابع فلم يملك أكثر من سنة. وقام بعـده أخوه محمود الثاني فطالت مدته (۱۸۰۸-١٨٣٩) وكان كسليم هائماً بترقية شعبه ساعياً لإنجاحه. فنقلت الكتب من اللغات الإفرنجية إلى التركية وعززت الطباعة في الآستانة فطبع من المراجع العربية نيف وأربعون كتاباً منها المحيط للفيروزبآدي وحاشية السيلكوتي على مطول التفتراني ومراح الأرواح لأحمد بن علي بن مسعود وعدد من كتب النحو والصرف وكافية ابن حاجب وغيرها6. وشعر بعض الولاة بواجبهم في هذا المضمار أو حدث مطامعُهم الشخصية فهبوا ينفخون ببوق الإصلاح أو يحاولون شيئاً منه. وبين هؤلاء يوسف كنج باشا في دمشق وسليمان باشا وعبدالله باشا في عكة الذي أوجب التعليم الإجباري في أحد مراسيمه إلى متسلم بيروت7. ومنهم أيضاً سليمان باشا القتيل أول من أيقظ العلوم والمنتمين إليها في العراق فأنشأ في بغداد مدارس عدة وخلفه داود باشا الذي اقتفى أثره فأيقظ العراق بعد سبات عمیق8.

وكان ما كان من أمر العزيز وبعد نظره وطموحه ورحابة صدره وقد أشرنا إليه فلا مجال لإعادته هنا. وإنما لا بد من الإلماع إلى قرب مصر من الشام وكثرة الشوام في دمياط والقاهرة والإسكندرية وغيرها من مدن القطر الشقيق وعدم انقطاعهم عن بلدهم الأم وإلى اتساع التجارة بين البلدين وتوطدها وثباتها. فالبلدان آنئذٍ تکاملا بتجارتهما فصدرت مصر إلى الشام أرزها وقمحها وتمرها وسمسمها وسمكها المجفف وماء وردها وصوفها وحصرها واستوردت من بر الشام حريره وقطنه ونيلته وزيتونه وزيته وصابونه وتبغه وشمعه وعصفره وعفصه وقباقيبه وغير ذلك9. ثم دخل الشوام في تبعة العزيز فجنوا ثمار أمنه وعدله وإصلاحه كما سبق وقلنا في تضاعيف هذا الكتاب ولا سيما في الكلام عن الإدارة. وما يجدر أن العزيز عني بالعلم والتعليم بالشام فأمر بإرسال الطلبة من الشام إلى مصر للالتحاق بمدارسها فأرسل محمد منيب أفندي في صيف السنة ١٨٣٢ مئة واثنين من هؤلاء10. وألحق سامي بك نفسه أولاد من نفي من الشام إلى مصر بالمدارس11. ثم رغب العزيز نفسه في صيف السنة ١٨٣٣ باستقدام بعض أولاد العرب من الألايات الجديدة ممن ألم بالقراءة والكتابة والحساب والرسم كي يدرسوا فن حصار القلاع12. وفي أواخر السنة ١٨٣٤ أنشئت في دمشق مدرسة حربية دعيت مدرسة الجهادية برئاسة «علي آغا»13. وفي خريف السنة ١٨٣٠ نرى إبراهيم باشا يقترح إنشاء مدرسة لتخريج الضباط «المحليين» في كل من حلب وعينتاب وكلس14. ونراه في أوائل السنة يكتب إلى سامي بك عن الورق والحبر اللازمين لطلاب المدفعية في حلب15. ولعل هذه المدارس كانت على غرار مدرسة البيادة في الخانقاه التي أنشئت في أيلول من السنة ١٨٣٢ لتخريج ضباط الفرق. فيكون والحالة هذه منهاج الدروس فيها قد شمل مبادئ التحصين الأولية – مهاجمة الحصون والدفاع عنها والطوبوغرافية ورسم الخطط وحركات البيادة واستخدام السلاح وواجبات الخدمة الداخلية ونظام الحاميات والأورط والبلوكات. أو أن يكون كما أبانه الدكتور عزت عبد الكريم صرفاً ونحواً ولغة فارسية ولغة تركية وحساباً وتدريب النقر والبلوك والأورطة والألاي16. ومهما يكن من أمر برامجها فالواقع الذي لا مفر منه هو أنها كانت محاولة جديدة في بابها لم يسبق للشوام أن رأوا مثلها من قبل وإن من رعاها بعنايته فكان واعياً يود اللحاق بالقرب في مضمار التعليم العسكري وإتحاف شعبه بأفضل ما توصل إليه العلم الحديث. ولذا فإننـا نراه يكتب إلى سامي بك فيلفت نظره إلى مؤلفات الحاج إسحف أفندي رئيس المهندس خانه البرية السلطانية «في الحساب والجبور الهندسة وقطع للخروط وحساب التفاصل والتكامل والحكمة الطبيعية وجر الأثقال والأجسام الصلبة والأجسام المائية والهوائية وعلم المناظر» لطبعها وتعميم فائدتها17. واهتم إبراهيم بتعميم القراءة والكتابة بين أفراد جيشه وكتب إلى والده في ذلك في العشرين من كانون الأول سنة ١٨٣٥ يفيد أن الضباط العرب أقدموا على درس الهندسة والمساحة وما شاكل ذلك من العلوم اللازمة لرجال المدفعية وأن اللواء أحمد بك أكد أنهم سيتعلمون هذه العلوم في وقت قصير وأنه سر بهذا الخبر سروره بموقعة حمص، ثم يشير إلى أثر التعليم في معنويات الأنفار فيقول وقد كانت تقع حوادث الفرار من ألايات المشاة والفرسان في أثناء وقوف الأعمال الحربية فأردنا ألا نترك الجنود عاطلين فأنشأنا مدارس في جميع الألايات ووضعنا قانوناً يقضي بعدم ترقية ضباط الصف من رتبة أونباشي إلى رتبة يوزباشي إلا بعد أن يتعلموا القراءة والكتابة، ومن ليس له قابلية للقراءة والكتابة عليه أن يتعلم من الصناعات. وقد قلت حوادث الفرار مـذ باشرنا في تعليم القراءة والكتابة والصناعة18. فوافق العزيز على ترقية البارزين من أولاد العرب في القراءة والكتابة إلى رتبة يوزباشي19. وذهب إبراهيم إلى أبعد من هذا فكتب في مطلع ١٨٣٦ يشير إلى طريقة اتبعها نابوليون لاستعطاف العساكر واستغوائهم ويحبذ تطبيقها فيرجو أن يعين الكل ذكر من أولاد العساكر في بر الشام نصف الراتب الذي يتقاضاه والده شرط أن يتعلم القراءة والكتابة فوافق والده على ذلك ولكنه لفت نظره إلى ما عانته أوروبة من تعميم التعليم بين أبنائها واكتفى بتعليم عدد معين من أبناء هؤلاء20.

وكان الدكتور كلوت بك قـد أسس مدرسة الطب البشري في مصر في السنة ١٨٢٧ وجمع حوله عدداً من الأطباء الأجانب وأسس المستشفيات الثابتة والنقالة فلما دخل بر الشام في حوزة العزيز أنشأ كلوت بك عدداً من هذه المستشفيات في مدنه في عكة وصيدا ودمشق وحلب وغيرها كما ألحق بفرق الجيش عدداً كبيراً من مستشفياته النقالة. وأخذ هو يتجول في البلاد يتفقد شؤونها الصحية ويتعرف إلى أطبائها المحليين فرأى أن يلحق بعض الطلبة من أبنائها بمدرسة الطب. فخص هؤلاء بعشرة مقاعد من مئتين وخمسين. ووافق هذا كله رغبة شديدة في صدر الشهابي الكبير فانتقى كلوت بـك نصف العشرة من اللبنانيين. ونزل هؤلاء إلى مصر في السنة ١٨٣٧ وكان أولهم وأسبقهم غالب البعقليني. وجاء بعـده إبراهيم النجار ويوسف الجلخ ويوسف مرهج فمملوك الأمير خورشید. وُلد غالب في بعقلين سنة ١٨١٨ وتعلم في مدرسة مار عبدا هرهريا وتخرج من مدرسة القصر العيني سنة ١٨٤٥ فخدم البطريرك يوسف حبيش ثم أقام في المختارة طبيباً خاصاً لسعيد بك جنبلاط21.

اليقظة الوطنية: بدأت هذه عندما بدأ الأخذ بأساليب أوروبة الحديثة. وبدأت في لبنان ثم انتقلت إلى سورية وفلسطين. ويعود الفضل في بدئها في لبنان إلى الأفواج الأولى من خريجي مدرسة الموارنة في رومـة الذين عادوا تباعاً إلى لبنان حاملين أشياء وأشياء. فقد قال البطريرك الدويهي عندما تخرج من هذه المدرسة وعرض عليه أن يدرس اللغات الشرقية في جامعة رومة قال خير لي أن أعود إلى وطني فأنشيء مدرسة ابتدائية في قريتي من أن ألتحق بهذه الجامعة التي قد تستغني عني. وهكذا كان على حد قول الأستاذ فؤاد أفرام البستاني فإن هذا البطريرك الماروني أنشأ لدى عودته إلى لبنان في أواخر القرن السابع عشر مدرسة مارت مورا في إهدن التي تستحق أن تذكر في فجر النهضة. ويقابلها مدرسة مار يوسف في زغرتا التي درس فيها العربية والسريانية الراهب جبرائيل فرحات من صار فيما بعد المطران جرمانوس فرحات باعث النهضة التدريسية واللغوية22. وتتابع ظهور المدارس في لبنان طوال القرن الثامن عشر من حوقا وبقرقاشا حتى مشموشة ووادي شحرور في السنة ١٧٥١ وجميعها يدرس العربية والسريانية ويؤمها الطلاب من جميع طبقات الشعب. وفي السنة ١٧٨٩ أنشأ المطران يوسف أسطفان مدرسة في عين ورقة على طراز مدرسة الموارنة في رومه جمعت بين التعليم الابتدائي والثانوي والعالي ودرست اللاتينية والإيطالية إلى جانب العربية والسريانية كما عنيت بالجغرافية والتاريخ وسائر العلوم العصرية حتى الفلسفة واللاهوت. وقام من أبنائها رهط من رجال الدين والدنيـا يعملون في تأسيس نهضة علمية مباركة نذكر منهم أربعة بطاركة هم يوسف حبيش ويوسف الخازن وبولس مسعد ويوحنا الحاج وثلاثة من العلمانيين المعلم بطرس البستاني وأحمد فارس الشدياق والشيخ رشيد الدحداح.

وتحول بفضل هذه الحركة عدد من الأديان إلى مدارس كدير مار يوحنا مارون في كفرحي (۱۸۱۲) ودير مار أنطونيوس بعبدا (١٨١٥) ومار جرجس الرومية (١٨١٨) ومار يوحنا مارون صربا (۱۸۲۸) ومار عبدا هرهريا (۱۸۳۱) ومار سرکیس ریفون (۱۸۳۲). وفي السنة ١٨٣١ عاد إلى لبنان المطران مكسيموس مظلوم بإيعاز من البابا غريغوريوس السادس عشر يرافقه ثلاثة من الرهبان اليسوعيين الذين كانوا قد تعلموا العربية على يده ليعنى بمدرسة إكليريكية لطائفته. ولدى وصوله إلى لبنان سار إلى بتدين ومثل بين يدي الشهابي الكبير وأطلعه على مهمته فأجله صاحب لبنان وأكرم وفادته. وعندئذ عاد إلى عين تراز إلى دار الشيخ سعد الخوري وكان قد اشتراها البطريرك أغابيوس مطر سنة ١٨١١ ليجلها مدرسة للطائفة فشرع في ترميم هذه الدار وتوسيعها وتدبيرها وجمع إليها تلامذة لدرس العلوم وأنشأ فيها مكتبة وعلم إلى جانب العلوم الدينية العربية والإفرنسية واليونانية واللاتينية «وأنفق عليها نحوا من عشرة آلاف ريال». وظهرت في الوقت نفسه تقريباً مدرسة دير المخلص فوق صيدا لتهذيب الرهبان المخلصيين وغيرهم من أبناء الطائفة الكاثوليكية الملكية23. وفي السنة ١٨٣٣ أنشأ الروم الأرثوذكس مدرستهم الشهيرة في دير البلمند بالقرب من طرابلس وبعد ذلك بسنتين ظهرت مدرسة الثلاثة الأقمار في بيروت للعناية بالنشء الأرثوذكسي العلماني فشمل برنامجها الإفرنسية إلى جانب العربية نظراً لتطور الموقف. وكانت مدرسة خالكة الإكليريكية تعد قسماً وافراً من أخبار هذه الطائفة فتزودهم بالعلوم الضرورية وتبعث بهم إلى بر الشام متقنين إلى جانب اليونانية لغة الكنيسة المقدسة اللغة التركية.

وكان الأمراء والمشايخ كسالف عادتهم يلجأون إلى معلمين خصوصيين لتعليم أبنائهم القراءة والكتابة وعلم الحساب وشيئاً من الأدب. وقد يوسعون حلقة التدريس هذه فيسمحون لأبناء خاصتهم بحضور الدروس مع أبنائهم فيصبح لديهم مدارس صغيرة منثورة هنا وهناك من أنحاء لبنان في عواصم إقطاعاتهم وقد ضاعت أخبار هذه المدارس بوفاة رجالها وتبعثر أوراق رجال الإقطاع. بيد أنه لا يزال لدينا وصف إحدى هذه المدارس كما عرفه أحد روادها في حداثته في السنة ١٨٥٦. قال الدكتور شاكر الخوري: «في هذه السنة أحضرني والدي معه إلى المختارة لأنه كان مستخدماً في المقاطعة بصفة كاتم أسرار المقاطعجي سعيد بك جنبلاط، واتصالنا بآل جنبلاط قديم العهد فأول حاكم منهم علي جنبلاط وكل جدنا أبو عساف رزق الله الخوري بالحكم والأملاك في إقليم جزين وجبل الريحان. أركبني والدي حمـاراً وعليه فرشتي وأخذني مسافة ثلاث ساعات نحو الشمال إلى المختارة. وكان سعيد بك قد استحضر الشيخ إبراهيم الأحدب الطرابلسي العالم العلامة والشاعر العظيم ليعلم ولديه نجيب بك من عمري ونسيب بك أصغر مني. وكانت المدرسة في حارة المشايخ ببيت نجم جنبلاط في المحل الذي قتل فيه نعمان بك أولاد عمه فوق الميدان الشرقي. وكان الشيخ إبراهيم المذكور يعلمنا وكنا سبعة ما عدا البيكين الشيخ صالح والشيخ حسن أولاد الشيخ قاسم حصن الدين مستشار البيك والشيخ قاسم ابن الشيخ حسين شمس من غريفه صراف البيك ثم حسن ابن الماس من عبيد البيك وأسعد أبو صوان الذي كان والده ووالدته من خدم البيك وعلي حسن طليع ابن شيخ العقل من الجديدة. فكنا نجلس نحن الآخرون في الغرفة. فكل منا يسمع درسه بعد انتهاء البكوات. وكان يدرسنا في ديوان ابن الفارض غيباً بحيث كنت أقول القصيدة اليائية إلى آخرها غيباً وكذلك ألفية ابن مالك وقصيدة لامية العرب التي لم أزل حافظها للآن بعد طول هذه المدة فلا شك أن هذه الكتب العظيمة وخصوصاً الشعر كان يعلم العربية على حقها وحيث الشعر موزون فيلزم قابله أن يلفظ جميع حركاته فيقود على اللفظ الصحيح. وكذلك لسهولة حفظ الشعر تبقى القواعد المذكورة فيه مدة مديدة24.

وكان بعضهم لا يزال يدرس مستقلاً بذاتـه ومن هؤلاء الشيخ نصيف اليازجي والمعلم نقولا الترك والمعلم بطرس كرامة والدكتور مخائيل مشاقة وكان هذا أكثرهم موهبة وأطولهم صبراً وأوسعهم اطلاعاً. فإنه درس على والده القراءة والكتابة وأتقن بعض المهن. بيد أنه كان أكبر من أن يقف عند هذا الحد وقد ظهر فيه ميل فطري إلى درس الفلك والعلوم الطبيعية ولم يكن في بلدته دير القمر من يعرف من علم الحساب الضرب والقسمة. وكان يعلم أن اليهود يدركون الكسوف والخسوف فتردد على أحدهم ليأخذ عنه ذلك فلم يفلح لأن يهود دير القمر أنما عرفوا الكسوف والخسوف عن الروزنامات التي كانت ترد عليهم من أوروبة. وحصل له مثـل هذا عندما بعثه والده بمهمة إلى القس كيرلس الكاثوليكي إذ شاهد هذا يطالع كتاباً مخطوطاً وفيه أسماء الشمس والقمر متوالية فظن أنـه حظي بضالتة وسأل الراهب عما يقرأ فأجابه إنه مما لا تدركه عقول العامة. غير أن مخائيل ثابر فيما طلب وما زال حتى حصل على نسخة من هذا الكتاب. ولما طالعه رأى أن معارفه لم تزل كما هي. وفي السنة ١١٤ جاء من دمياط إلى دير القمر خاله بطرس عنحوري ومعه صندوق كامل من الكتب الخطية منها كتاب في علم الهيئة لديلاند الفرنساوي وآخر في تقويم الكواكب له أيضاً وغيره في علم الطبيعة لبنيامين فرانكلين الأميريكي ومنها أيضاً كتاب في تقويم الكسوفات لخاله بطرس. فطالها مخائيل وما فتئ حتى تمكن من تعيين خسوف القمر. وفي السنة ١٨١٧ سافر إلى دمياط طلباً للرزق فاشتد احتكاكه برجالها ولا سيما الشوام منهم الذين أخذوا شيئاً من العلوم الحديثة عن علماء الحملة الفرنساوية وفي طليعة هؤلاء الترجمان باسيليوس فخر ودرس الموسيقى العربية وألف رسالة فيها ثم عاد إلى دير القمر فعينه الشهابي الكبير كتخدا من قبله لدى نسيبه الأمير سعد الدين الشهابي في حاصبيا. فأصيب في السنة ۱۸۳۸ بالملاريا واضطر أن يعود إلى دير القمر نظراً لما قاساه من عناء في معالجتها فصمم على درس الطب وبدأ يطالع ويدرس على نفسه ويحتك بكل طبيب يأتي إلى بلدته. وما فتئ حتى أصبح من أطباء زمانه. وفي السنة ١٨٣٣ انتقل إلى دمشق ومارس الطب فيها فاتصل بالدكتور كلوت بك وأخذ ما أخذ عنه. وأعجب الطبيب الفرنسي بمخائيل فأهداه الكتب والأدوات وأصبح رئيس أطباء دمشق ثم نصح إليه صديقه كلوت بك أن ينزل إلى مصر ويتابع دروسه في مدرستها الطبية ففعل ونال شهادتها25.

وظل السواد الأعظم من طلاب العلوم الابتدائية في أمهات المدن والقرى في جميع الأقطار الشامية يتناولون هذه العلوم في الكتاتيب. فإذا ما مست الحاجة في جهـة ما إلى كتاب يقوم فقيه أو عريف لفقيه فيجمع حوله بعض الأطفال إما في المسجد أو في الزاوية أو في بيته ويحفظهم القرآن فيتعلمون القراءة والكتابة لحفظه. وربما حفظ بعضهم القرآن ولم يتعلم القراءة والكتابة. أما مبادئ الحساب فقد يأخذها الطالب عن فقيهه أو عريفه أو والده أو أحد التجار.

وإذا ما أراد أحدهم أن يستريد طلب علمه على يد أحد الأشياخ إما في المسجد أو في بيت الشيخ. وقل من رحل منهم في طلبه. فهذا إمام أئمة دمشق وأستاذ أساتذتها وحبر أخبارها وجهبذ جهابذتها «الذي شاع ذكره في القرى والأمصار واشتهر كالشمس في رابعة النهار بركة الخاص والعام وحسنة الليالي والأيام» إمام الشافعية في جامع بني أميـة الشيخ أحمد العطار فإنه قرأ القرآن قراءة تدبر وإتقان على الشريف ذيب بن خليل وأخذ الحديث والفقه عن الشيخ علي كزبر والشيخ محمد الغزي مفتي الشافعية وقرأ في المنقول والمعقول على كل من الشهاب أحمد المنيني وعلي أفندي الطاغستاني26. وهذا الشيخ عبد الرحمن الكزبري «مسند الشام وشيخ علمائها الأعلام الإمام العلامة والحبر البحر الفهامة محدث الديار الشامية وابن محدثها وعالمها وابن عالمها» فإنه أخذ عن شيوخ أجلاء منهم والده الشمس محمد الكزبري «وكان جميع انتفاعه منه وغالب مروياته عنه حضر دروسه في داره وفي المدرسة السليمانية وتحت قبة النسر وبين العشائين في الجامع الأموي»27. وما يصح عن دمشق من هـذا القبيل يصح عن غيرها من المدن الشامية.

وانحصر التعلم والتعليم ومعها الفكر والتأليف في اللغـة كأداة وفي القرآن والحديث والفقه كوسيلة لكسب رضى الله تعالى وضمان الآخرة. وأصبحت دراسة هذه المواضيع جامدة تحفظ عن ظهر قلب بعد أن كانت موضع دراسات مستفيضة. وقلَّ الاهتمام في علوم الحياة إلا ما كان ضرورياً منها لحساب المواريث وضبط المواقيت وتحديد مواعيد الصلاة. وقامت كلها على النقل دون العقل. وما قاله شيخ الأزهر عن زملائه في مصر ينطبق كل الانطباق على معاصريه في بر الشام وعلى خلفائهم في النصف الأول من القرن الماضي. قال المؤرخ الجبرتي: كان الوزير أحمد باشا كور المتولي على مصر سنة ١١٦١ يميل إلى دراسة العلوم الرياضية. فلما استقر بمصر قابله كبار العلماء ومنهم الشيخ عبدالله الشبراوي شيخ الأزهر، فتكلم معهم في الرياضيات فقالوا لا نعرف هذه العلوم. فتعجب وسكت. وقال الباشا يوماً لشيخ الأزهر: المسموع عندنا بالديار الرومية أن مصر منبع الفضائل والعلوم وكنت في غاية الشوق إلى القدوم إليها فلما جئتها وجدتها كما قيل تسمع بالمعيدي خيراً من أن تراه. فقال له الشيخ هي كما سمعتم معدن العلوم والمعارف. فقـال أين هي وأنتم أعظم علمائها وقد سألتكم عن بعض العلوم فلم تجيبوني وغاية تحصيلكم الفقه والوسائل ونبذتم المقاصد. فقال الشيخ نحن لسنا أعظم علمائها وأنما نحن المتصدرون لقضاء حوائجهم وأغلب أهل الأزهر لا يشتغلون بالرياضيات إلا بقدر الحاجة الموصلة إلى علم المواريث كعلم الحساب والغبار، فقال له وعلم الوقت ذلك من العلوم الشرعية بل من شروط صحة العبادة كمعرفة دخول الوقت واستقبال القبلة ووقت الصوم وغير ذلك. فقال الشيخ نعم فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين. وهذه العلوم تحتاج إلى آلات وصناعات وأمور ذوقية كرقة الطبع وحسن الوضع والخط والرسم. وأهـل الأزهر غالبهم فقراء وأخلاط مجتمعة من القرى والآفاق فيندر فيهم القابلية لذلك»28. هذا ولم يبـدأ الأخذ بأساليب أوربة الحديثة في سورية وفلسطين إلا بعد أن صدرت الأوامر به في أواخر عهد السلطان عبد المجيد أي بعد السنة ١٨٦٤ وبعد أن حظيت الشام بولاية مدحت باشا. ففي السنة ١٨٧٩ لم يكن للحكومة العثمانية سوى أربع مدارس رشدية في دمشق أمهـا مئتان وخمسون طالباً ومكتب عربي استعدادي فيه ستون تلميذاً ومدرسة حربية كلية فيها مئة طالب. ومثل هذا في عاصمة الشمال29.


  1. تاريخ شركة اللفانت لألفرد وود ص ۱۹۲-۱۹۳
  2. المؤلف نفسه ص ۱۹٣
  3. تجمع المسرات للدكتور شاكر الخوري من ١٦٠ – ١٦١ راجع أيضاً دواني القطوف لعيسى إسكندر المعلوف ص ٢٥٥
  4. بيروت ولبنان لهنري غيز ج ١ ص ٨-١٤
  5. دواني القطوف لعيسى إسكندر المعلوف ص ٢٦٣ – ٢٦٤ ومجمع المسرات للدكتور شاكر الخوري ص ۱۱-۱۲ والروضة الغناء في دمشق الفيحاء لنعمان القساطلي ص ١٢٦ وتاريخ سورية لجرجي بني ص ۳۰۲-۳۰٣ وبحث الأمير موريس الشهابي مدير الآثار في مجلة متحف بيروت ج۱ ص ٤٧ - ٧٩
  6. تاريخ الدولة العثمانية لفون هامر ج ١٦ ص ٤٩٢-٥٠٧ وفيه جدول بهذه المطبوعات.
  7. المحفوظات اللبنانية: ملف التعليم والمدارس.
  8. اطلب لغة العرب ج ١ ص ۹۸
  9. كتابنا المحفوظات المصرية وأسباب الحملة على سورية ص ٧١-٧٦
  10. محمد منيب أفندي إلى سامي بك: المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۷۲
  11. المعية السنية إلى محمود بك: المحفوظات نفسها ج ٢ ص ١٦٨
  12. باقي بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات أيضاً ج ٢ ص ٢٤٤
  13. مجلس شورى الجهادية إلى ديوان الجهادية: المحفوظات ج ۲ ص ٤۸۸
  14. إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج ۳ ص ٥۳
  15. المحفوظات ج ۳ ص ۸۷
  16. التعليم في عصر محمد علي ص ۳۹۳-۳۹٥
  17. المحفوظات ج ۳ ص ۷۷
  18. إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات نفسها ج ۳ ص ۷۲-۷۳ و٩٤
  19. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۹۷
  20. إبراهيم باشا إلى سامي بك ومحمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ۱۰۳ و۱۰۸
  21. مجمع المسرات للدكتور شاكر الخوري ص ۳۰۷-٣۰۸ راجع أيضاً التعليم في عصر محمد علي للدكتور عبد الكريم ص ۲۸۲-۲۸۳ ومشهد العيان بحوادث سوريا ولبنان للدكتور مخائيل مشاقة ص ١٠ - ٢٢
  22. تاريخ التعليم في لبنان: محاضرة ألقيت في نادي الندوة اللبنانية في ٢٧ تشرين الثاني سنة ١٩٥٥
  23. تاريخ طائفة الروم الملكيين الكاثوليكيين لمؤرخ مجهول ص ٨٦-۸٧
  24. مجمع المسرات له ص ۱۹-۲۱
  25. راجع كلامه عن نفسه في مخطوطته الجواب على اقتراح الأحباب وقد ورد شيء عنه في مشهد العيان المشار إليه آنفاً ص ۹ -۱۲
  26. روض البشر في أعيان القرن الثالث عشر للشيخ محمد جميل الشطي ص ۳٣-٣٥
  27. المرجع نفسه ص ۱۳۹-١٤٠
  28. عجائب الآثار في التراجم والأخبار ج ۱ ص ۱۹۳
  29. الروضة الغناء في دمشق الفيحاء لعثمان القساطلي ص ۱۱۹-۱۲۰