باليمن ما رفع الأمير وشيدا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا

​باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا​ المؤلف السري الرفاء


باليُمْنِ ما رفع الأميرُ وشيَّدا
و بِجَدِّه النَّعماءُ ما قد جدَّدا
قصرٌ أنافَ على القصورِ بحُلَّةٍ
مَلِكٌ أنافَ على المُلوكِ مؤيَّدا
قُلناو قد أعلاه جَدٌّ صاعِدٌ
في الجوِّ حتى ما يُصادِفُ مَصْعَدا
أَبِنِيَّةٌ ببنائِها فُضِحَ البِنَا
أَم فَرقَدٌ بسَناه شانَ الفَرقَدا
غُرَفٌ تَألَّقُ في الظَّلامِفلو سَرى
بضِيائِهاساري الدُّجُنَّةِ لاهتدَى
عُنِيَ الرَّبيعُ بها فَنَشَّرَ حولَها
حُلَلاً تُدَبِّجُ وَشْيَها أيدي النَّدى
فكأنَّما تُزجي السَّحائبُ فوقَها
جَيشاً يهُزُّ البَرقُ فيه مِطْرَدا
و كأنَّما نَشَرَ الهواءُ بجوِّها
في كلِّ ناحيةٍ رِداءً مُجسَدا
و كأنَّ ظِلَّ النَّخلِ حولَ قِبابِها
ظِلُّ الغَمامِإذا الهجيرُ تَوقَّدا
من كلِّ خَضراءِالذَّوائبِ زُيِّنَتْ
بثِمارِها جِيداً لها ومُقَلَّدا
خرَقَتْ أسافلُهنَّ رَيَّانَ الثَّرى
حتى اتَّخَذْنَ البحرَ فيه مَورِدا
شَجَرٌ إذا ما الصُّبحُ أسفرَ لم يَنُحْ
للأمنِ طائرُهو لكن غَرَّدا
غَنِيَتْ مَغانيها الحِسانُ عنِ الحَيا
ماراحَ في عَرَصَاتِهِنَّو ما اغتدَى
بمُشَمِّرٍ في السَّيْرِ إلا أنَّه
يَسري فيمنَعُه السُّرى أن يَبعُدا
وَصَلَ الحَنينَ بِعَبْرَةٍ مَسفوحَةٍ
حتى حَسِبْناه مَشُوقاً مُكْمَدا
مُستَرْفِدٌ أمواجَ دِجلةَ رافدٌ
وجهَ الثَّرى أَكْرِمْ بهِ مُستَرْفِدا