بالغور ما شاء المطايا والمطر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بالغور ما شاء المطايا والمطرْ

​بالغور ما شاء المطايا والمطرْ​ المؤلف مهيار الديلمي


بالغور ما شاء المطايا والمطرْ
بقلٌ ثخينٌ ونميرٌ منهمرْ
و سرحةٌ ضاحكةٌ وبانةٌ
غنى الربيعُ شأنها قبلَ السحرْ
و أثرٌ من ظاعنينَ أحمدوا
من عيشهم على الأثيلات الأثرْ
فراخِ من حبالها وخلها
تأخذُ من هذا اللباخ وتذرْ
كم المنى ترعى لها وكم ترى
يمسك من أرماقها رجعُ الجررْ
أما تجمُّ لمساقطٍ لها
يطرحهنّ بالفلا طول السفرْ
الله فيها إنها طرق العلا
و عدةُ المرء لخيرٍ ولشرّْ
ظهورها العزوفي بطونها
كنزٌ لليل الطارقين مدخرْ
نعم لقد طاولها مطالنا
و حان أن يعقبها الصبرُ الظفرْ
فالغورَ يا راكبها الغورَ إذنْ
إنْ صدق الرائدُ في هذا الخبرْ
لسا وخضما أو يعودَ تامكا
الغاربُ التامكِ والجنبْ المعرّْ
و إن حننتَ للحمى وروضهِ
فبالغضا ماءٌ وروضاتٌ أخرْ
هل نجدُ إلا منزلٌ مفارقٌ
و وطنٌ في غيره يقضى الوطرْ
و حاجةٌ كامنةٌ بين الحشا
و الصدر إن ينبضْ لها البرقُ تنرْ
يا دين قلبي من صباً نجديةٍ
تجري بأنفاس العشاءِ والسحرْ
إذا نسيتُ أو تناسيتُ جنتْ
عليَّ بالغور جناياتُ الذكرْ
آهِ لتلك الأوجهِ البيضِ على
رامةَ في تلك القبيباتِ الحمرْ
ينزو بجنبيّ متى غنيَّ بها
قلبٌ متى ما شربَ الذكرى سكرْ
كنا وكانت والليالي رطبةٌ
بوصلنا والدهرُ مقبولُ الغيرْ
أيام لا تدفع في صدري يدٌ
و لا يطاع بي أميرٌ إن أمرْ
و عاطفُ العيون لي وشافعي
ذنبي إليها اليومَ من هذا الشعرْ
وسماً رجعتُ مهملا غفلاتهِ
إذا البهامُ نصعتهنَّ الغررْ
ما خيلَ لي أن الراري قبله
ينكرها ساري الظلام المعتكرْ
قالوا تجملتَ بها غديرةً
مردعةً عن الخنا ومزدجرْ
ردوا سفاهي وخذوا وقارها
بيعَ الرضا وندما لمن خسرْ
رحتُ بها بين البيوتِ أزوراً
مواريا شخصيَ من غيرِ خفرْ
أحملُ منها بقلةً ذاويةً
بالعيش كانت أمس ريحانَ العمرْ
يا قصرتْ يدُ الزمان شدما
تطول في ثلمي وفي نقض المررْ
شظايا ومشيبٌ عنتٌ
و منزلٌ نابٍ وأحبابٌ غدرْ
و صاحبٌ كالداء إن أبديتهُ
عورَ وهو قاتل إذا أسرّْ
أحملهُ حملَ الشغا نقيصةً
و قلةً ما زاد ألاًّ وكثرْ
يبرزه النفاقُ لي في حلةٍ
حبيرةٍ من تحتها جلدُ نمرْ
مبتسمٌ والشرُّ في حملاقهِ
خفْ كيف شئت أرقما إذا كشرْ
لأنفضنَّ عن ظهري كما
قطرَ بالراكبِ مجلوبٌ عقرْ
فرداً شعاري لا مساسَ بينهم
منفردَ الليثِ وإن شئتَ القمرْ
نفسي حبيبي وأخي تقنعي
و ربما طرفتِ الدنيا بحرْ
إن يكُ يأسٌ فعسى غائبةٌ
تظهرُ والنارُ كمينٌ في الحجرْ
قد بشرني بكريم هبةٌ
بمثلها ريحُ الجنوبِ لم تثرْ
تقول لي بصوتها الأعلى ضحىً
و بالنسيم في الدجى الحلوِ العطرْ
إنَّ فتىَ ميسانَ دون داره
قد بقيَ المجدُ وحيدا وغبرْ
يعرفُ ما قد أنكر الناسُ من ال
فضل ويحيى في العلا ما قد دثرْ
و أنه جرى بخيرٍ ذكرهُ
حنّ وقد عرض باسمي وذكرْ
و علقتْ بقلبه ناشطةٌ
مرت عليه من بنياتِِ الفكرْ
فمن هو الراكبُ ملساءَ القرا
مصمتةَ الظهر ببطنٍ منقعرْ
رفعْ ذناباها وخفضْ صدرها
مشرفةَ الحاركِ وقصاءَ القصرْ
تحدو بها أربعةٌ خاطفةٌ
تنحى عليها أربعٌ منها أخرْ
إذا المطايا خفنَ إظماءَ السرى
فربها من شرقٍ على حذرْ
يعدُّ أبراجَ السماء عنقاً
في مثلها تصعدا ومنحدرْ
يرفعُ عنها حدبَ الموج إذا أس
تنتْ صناعُ الرجل في خوض الغمرْ
لو لم يلاطفها على اعتسافه
بخدعةٍ من الليان لم تسرْ
اسلمْ وسرْليس إلا سالما
من راح في حاجةِ مثلي أو بكرْ
قلْ لأبي القاسم يا أكرمَ منْ
طوى إليه درجُ أرضٍ أو نشرْ
و خيرَ من موطلَ جفنٌ بكري
في مدحه فلم يضعْ فيه السهرْ
و ابنَ الذي قيل إذا ولى عن ال
دنيا تولتْ بعده على الأثرْ
و استشرفَ الملوكُ من عطائه
و الخلفاءُ ما استعزَّ واحتقرْ
و منْ تكونُ الكرجُ الدنيا بأن
أوطنها وعجلُ ساداتُ البشرْ
لو لم يكن إلا ابنُ عيسى لكمُ
فخرا كفى ملء لسان المفتخرْ
ساقي العوالي من دمٍ ما رويتْ
و عاقرُ البدنِ وعاقرُ البدرْ
ناصبتم الشمسَ بحدَّ سيفه
و دستمُ بسعيه حدَّ القمرْ
و صارت الشمسُ تسميكم به
أنجادَ عدنانَ وأجوادَ مضرْ
مضى وبقي سؤرة المجد لكم
ملآى إذا ما شرب الناس السؤرْ
لكرماءَ التقموا طريقهَ
و ألقوا بينهمُ تلك السيرْ
و شغلوا مكانهُ من بعده
كالشمس سدَّ جوها الشهبُ الزهرْ
زكية طينتهم حديدة
شوكتهمُ طاب حصاهم وكثرْ
لا يتمشون الضراء غيلةً
لجارهم ولا يدبون الخمرْ
كلُّ غلام ذاهبٌ بنفسه
مع العلاء إن بدا وإن حضرْ
إما زعيمُ فيلقٍ يطرحهم
في لهواتِ الظلم حتى ينتصرْ
مغامرٌ مسلطٌ بسيفه
على الردى منتصفٌ من القدرْ
أو تاركٌ لفضله من دينه
ما عزَّ من سلطانهِ وما قهرْ
عفَّ عن الدنيا وقد تزخرفتْ
ممكنةً وعافها وقد قدرْ
محكمٌ في الناس يقضي بينهم
بمحكم الآي ومنصوص السورْ
فكلكم إما ابن عزًّ حاضرٍ
بسبقه أو ابن عزًّ مدخرْ
و حسبكم شهادةً لقاسمٍ
مجدُ أبي القاسم عيناً بأثرْ
حدثَ عنه مثلَ ما تحدثتْ
عن كرم الأغصانِ حلواءُ الثمرْ
مواهبٌ في هبةِ الله لكم
أوفى بها على مناكم وأبرْ
يا مسلفي تبرعا من وده
سلافةَ الخمرِ ووسميَّ المطرْ
و منزلي من شرفاتِ رأيه
مكانَ ينحطُّ السهي وينحدرْ
لبيك قد أسمعتني وإن يغبْ
سمعيَ عنك ففؤادي قد حضرْ
عوائدٌ من الكرامِ عاد لي
ميتهن بعلاك ونشرْ
كم فيّ من جرحٍ قد التحمتهُ
بها ومن كسرٍ عصبتَ فجبرْ
ملكتَ رقى وهواي فاحتكمْ
ملكَ اليمين لم أهبْ ولم أعرْ
لثمتُ ما خطت يدُ الكاتب من
وصفكَ لي لثمَ المطيفين الحجرْ
و قلتُ يا كامنَ شوقي ثرْ ويا
قلبيَ إما واقعا كنتَ فطرْ
و يا ظمائي هذه شريعةٌ
يدعو إليها الواردين من صدرْ
فلو علقتُ بجناحِ نهضةٍ
حومَ بي عليك سعيٌ مبتدرْ
و لرأيتَ معَ فرط حشمتي
وجهي عليك طالعا قبلَ خبرْ
لكنها عزيمةٌ معقولةٌ
تئنُّ من ضغط الخطوبِ والغيرْ
و همةٌ عاليةٌ يحطها
أسرُ القضاء لا يفكُّ من أسرْ
و ربما تلتفتُ الأيام عن
لجاجها أو يقلعُ الدهرُ المصرّْ
و إن أقمْ فسائراتٌ شردٌ
يزرن عنيّ أبدا من لم أزرْ
قواطعٌ إذا الجيادُ حبستْ
إليك أمراسَ الحبالِ والعذرْ
كلُّ ركوبٍ رأسها إلى المدى
لم تزجر الطيرَ ولما تستشرْ
نهارها مختلطٌ بليلها
ترمي العشياتُ بها على البكرْ
تحملُ من مدحكمُ بضائعا
يمسي الغبينَ في سواها من تجرْ
كأنما حلَّ اليمانون بهالم يمض من قبلي فمُ لأُذُنٍ بمثلهِنّ مُوعَبَّا ولم يَطِرْ
عطارَ دارين وأفوافَ هجرْ سقط بيت ص
سلمهاِ فحولُ هذا الشعر لي
ضرورةً ما سلموها عن خيرْ
شهدٌ لمن أحبكم وأقطٌ
و في أعاديكم سمامٌ وصبرْ
لتعلموا أن قد أصاب طولكم
من عرفَ النعمةَ فيه فشكرْ