المجد أوله للصارم الخذم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

المجد أوله للصارم الخذم

​المجد أوله للصارم الخذم​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


المجد أوله للصارم الخذم
ثم السياسه والتدبير للقلم
يقول فصلا إذا كان المداد له
مما تمج المواضي من نجيع دم
ولا أرى حجة كالسيف بالغة
فان تكليمه يغنى عن الكلم
ما ضاع حق يحوط السيف جانبه
ولا ابيح حمى والمشرفي حمى
من ذاد عن حوظه بالسيف طاب له
ورد الحياة فلم يظمأ ولم يضم
ان اسس السيف مجدا واليراع له
مشيد كان مجدا غير منهدم
وليس مستغبا عن مرهف قلم
والمرهف العضب يستغني عن القلم
محا أبو مسلم ما كان نمقه
عبد الحميد من الأحكام والحكم
لم تنفع الكتب إذ صالت كتائبه
فاستهزم العلم ايماء من العلم
إذا القضية لم تحفل بساتها
فلسي غير صليل السيف من حكم
كم أمة طلبت حقاً فاعجزها
طلابه بلسان ناطق وفم
حتى إذا نطقت صدقاً صوارمها
أصغى لحجتها من كان ذا صمم
أما ترى الحق لفظا لا يوافقه
معنى بغير دوي المدفع الضخم
أما القوي فمشغوف بلذته
عن الضعيف الذي قد بات في ألم
في فوز منتصر محو لمنكسر
فلا يقال لعاً من زلة القدم
ما أسعد الأرض لو ساد السلام بها
لكن للحرب سلطانا على السلم
لو كان للحق نهج لا تقام به
لا هله عقبات ذات مصطلم
سادت على القضب الأقالم قائلة
يا أرض قد سعدت أهلوك فابتسمى
لكن تنازعنا حب البقا خلق
ولا محيد عن الاخلاق والشيم
عصر تروق به ألفاظ ساسته
والرقص فيه على الأيقاع والنغم
نستعذب القول فيه والعذاب به
ويحفظ الله من سم مع الدسم
لا اجحد القلم الأعلى فضيلته
فانه ذو اليد البيضاء في الأمم
كم ارتقى فيه شعب عند نهضته
أوج الحضارة ذات المجد والشمم
إذا جرى فوق اطراف البنان جلا
سحر البيان بمنثور ومنتظم
ان الحقائق ما شقت غياهبها
الا بشق اليراع الناصع العتم
يمر طورا وتحلو لي عواطفه
ان هز عطفيه في بأس وفي كرم
كل يحرر أهليه واسرته
من الأسرار وكل خير معصم
فأعجب لضدين قد حازت صفاتها
تساوياً فهما صنوان من رحم
قد فلت حقاً على اني أخو قلم
إذا جرى فهو لم يقصر ولم يخم
لكن ضميري وهو الحي متبع
حقيقة حبها من افضل القسم