العلم بالله والعرفان لي ولقد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ

​العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


العلمُ باللهِ والعرفانُ لي ولقدْ
جمعتُ بينهما شرعاً وما جمعا
فالعلمُ يجمعُ ما العرفانُ يفردُه
في الحد يجتمعان إنْ نظرت معا
ولا يقال بأنَّ الحقَّ يعرفنا
وهوَ العليمُ بنا وهكذا شرعا
لا تعلمونَهُمْ اللهَ يعلمُهُمْ
هذي النيابةَ مهما كنتَ مستمعا
ولمْ يقلْ فيهِ إنَّ اللهَ يعرفهُمْ
فقلْ بهِ إنْ تكنْ للحقِّ متبعا
إنَّ الأديبَ الذي يمشي على قدر
يوافق الحقَّ إنْ أعطى وإنْ مَنَعا
قد اقتفى أثراً ما عندهُ خبرٌ
بمنْ تفرَّد في التعبيرِ فاخترعا
اللهُ كرمَهُ إذ كانَ فضلَهُ
على سواهُ فلمْ يسنن ولا ابتدعا
وإنْ تضاعفَ فيهِ الأجرُ فاستمعوا
ما يستوي مقتد فيه بمن شَرَعا
لولا الشريعةُ كان الشخصُ في عمه
إذا أراد اقترابا بالذي صنعا
فبين الحقِّ ما الألبابُ تجهله
فمقبلٌ قابلٌ لكلِّ ما سمعا
ومعرضٌ عنهُ في خسرٍ وفي حيد
عن الصوابِ الذي عنه قد امتنعا