انتقل إلى المحتوى

الروض العاطر في نزهة الخاطر/باب في المحمود من الرجال

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

(( الباب الأول في المحمود من الرجال ))

اعلم يرحمك الله فيها الوزير أن الرجال والنساء على أصناف شتى، فمنهم محمود ومنهم مذموم. فأما المحمود من الرجال عند النساء فهو كبير المتاع القوي الغليظ البطيء الهراقة والسريع الإفاقة والألم الشهوة، وهذا مستحسن عند النساء والرجال. وأما النساء وحدهن إنما يردن من الرجال عند الجماع أن يكون وافر المتاع، طويل الاستمتاع، ضعيف الصدر، تقيل الظهر، بطيء البراقة، سريع الإفاقة، ويكون أيره طويلا ليبلغ قعر الفرج فيسده سدا ويمده مدا وهذا المحمود عند النساء. وقيل في ذلك شعرا:

رأيت النساء يشتهين من الفتى
خصالا تكاد إلا في الرجال تكون
شبابا وما لا وانفرادا وصحة
ووفر متاع في النكاح يدوم
ومن بعد ذا عجز ثقيل نزوله
وصدر خفيف فوقهن يعوم
وبطيء الاهراق لأنه كلما
أطال أجاد الفضل فهو يدوم
ومن بعد اهراق يفيق معجلا
ليأتي بإكرام عليه يحوم
فهذا الذي يشفي النساء بنكحه
ويزداد حبا عندهن عظيم

( حكي ) والله أعلم: أن عبد الملك بن مروان التقى يوما بليلى الاخيلية فسألها عن أمور كثيرة ثم قال لها عبد الملك: يا ليلى ما الذي تشتهي النساء من الرجال. فقالت ليلى من خده كخدنا. فقال لها ثم ماذا؟ فقالت من شعره كشعرنا. فققال ثم ماذا؟ قالت مثلك يا أمير المؤمنين فالشيخ إذا لم يكن سلطانا ولا ذي نعمة فليس له في ودهن نصيب. ولذا قال الشاعر :

يردن ثراء المال حيث علمنه
وصرح الشباب عندهن عجيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله
فليس له في ودهن نصيب

وأكفى الايور اثنى عشر إصبعا وهي ثلاث قبضات وأقلها ستة أصابع وهي قبضة ونصف. فمن الرجال من عنده أثناء عشر إصبعا وهي ثلاث قبضات. ومن الرجال من عنده عشرة أصابع وهي قبضتان ونصف. ومنهم من عنده ثمانية أصابع وهي قبضتان. ومنهم من عنده ستة أصابع وهي قبضة ونصف. فمن كان عنده أقل من هذا لا خير للنساء فيه.

واستعمال الطيب للرجال والنساء يعين على النكاح. فإذا استنشقت المرأة رائحة الطيب على الرجل انحلت انحلالا شديدا وربما استعان على وصال المرأة برائحة الطيب. ( حكى ) والله أعلم: أن مسيلمة بن القيس الكذاب، لعنه الله، ادعى النبوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو وجماعة من العرب فأهلكهم الله جميعا. وكان مسيلمة قد عارض القرآن كذبا وزورا. فالسورة التي ينزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بها المنافقون إليه فيقول، قبحه الله، وأنا أيضا أتاني جبريل بسورة مثلها فكان مما عارض به القرآن سورة الفيل فقال لعنة الله عليه (( الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وذيل، وخرطوم طويل، إن هذا من خلق ربنا الجليل )) ومما عارض به أيضا سورة الكوثر (إنا أعطيناك الجماهر فاختر لنفسك وبادر واحذر من أن تكاثر )) وفعل ذلك في سور شتى كذبا وزورا. وكا مما يعارض به أيضا إذا سمع النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأس أقرع فنبت شعره وتفل في بئر فكثر ماؤها ووضع يده على رأس صبي فقال عش قرنا عش قرنا فعاش ذلك الصبي مائة عام. فكان قوم مسيلمة إذا رأوا ذلك يأتون إليه ويقولون ألا ترى ما فعل محمد فيقول لهم أنا أفعل لكم أكبر من ذلك فكان عدو الله إذا وضع يده على رأس من كان شعره قليلا يرجع أقرع من حينه وإذا تفل في بئر كان ماؤها قليلا يبس أو كان حلوا رجع مرا بإذن الله وإذا تفل في عين أرمد كف بصره لحينه وإذا وضع يده على رأس صبي قال عش قرنا مات في وقته أنظروا يا إخواني ما وقع لهذا الأعمى البصيرة، لكن التوفيق من الله تعالى. وكانت على عهده امرأة من بني تميم يقال لها شجاعة (سجاح) التميمية ادعت النبوة وسمعت به وسمع بها. وكانت في عسكر عظيم من بني تميم فقالت لقومها النبوة لا تتفق بين اثنين، إما يكون هو نبي وأتبعه أنا وقومي وإما أن أكون أنا ويتبعني هو وقومه وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فأرسلت إليه كتابا تقول فيه: أما بعد، إن النبوة لا تتفق بين اثنين في زمن واحد ولكن نجتمع ونتناظر في ملأ من قومي وقومك ونتدارس ما أنزل الله علينا، فالذي على الحق نتبعه. ثم ختمته وأعطته للرسول وقالت له سر بهذا الكتاب لليمامة ومكنه لمسيلمة بن قيس وأنا أسير في أثرك بالجيوش.

فسار ذلك الرسول فلما كان بعد يوم وليلة ركبت في قومها وسارت في أثره. فلما وصل الرسول إلى مسيلمة سلم عليه وناوله الكتاب ففكه وقرأه وفهم ما فيه. فحار في أمره وجعل يستشير قومه واحدا بعد واحد فلم ير فيهم ولا في رأيهم ما يشفي الغليل. فبينما هو كذلك حائر في أمره قام إليه شيخ كبير من بين الناس وقال طب نفسا وقر عينا، فأنا أشير عليك إشارة الوالد على ولده. فقال مسيلمة تكلم فما عهدناك إلا ناصحا. فقال له الشيخ إذا كان صبيحة غد أضرب خارج بلادك قبة من الديباج الملون وافرشها بأنواع الحرير وانضحها نضحا عجيبا بأنواع المياه الممسكة، مثل الورد والزهر والنسرين والفشوش والقرنفل والبنفسج وغيره. فإذا فعلت ذلك فأدخل تحت المباخر المذهبة بأنواع الطيب مثل عود الأقمار والعنبر الخام والعود الرطب والعنبر والمسك وغير ذلك من أنواع الطيب وأرخ أطناب القبة حتى لا يخرج منها شيء من ذلك البخور. فإذا امتزج الماء بالدخان فاجلس على كرسيك وأرسل لها واجتمع بها في تلك القبة أنت وهي لا غير. فإذا اجتمعت بها وشمت تلك الرائحة ارتخى منها كل عضو وتبقى مدهوشة. فإذا رأيتها في تلك الحالة راودها عن نفسها فإنها تطيعك. فإذا نكحتها نجوت من شرها وشر قومها.

فقال مسيلمة للشيخ الكبير أحسنت والله نعم المشورة هذه. ثم إنه فعل لها جميع ما قال له ذلك الشيخ. فلما قدمت عليه أمرها بالدخول إلى القبة فدخلت واختلي بها. وطاب حديثهما فكان مسيلمة يحدثها وهي داهشة مبهوتة. فلما رآها على تلك الحالة علم أنها اشتهت النكاح فقال لها شعرا:

ألا قومي إلى المخدع
فقد هيئ لك المضجع
فإن شئت فرشناك
وإن شئت على أربع
وإن شئت كما تسجدي
وإن شئت كما تركع
وإن شئت بثلثيه
وإن شئت به أجمع

فقالت به أجمع هكذا أنزل على يا نبي الله فعند ذلك ارتقى عليها وقضى منها حاجته. فقالت أخطبني من عند قومي إذا خرجت. ثم إنها خرجت وانصرفت والتقت بقومها، فقالوا لها ما الذي رأيته منه يا نبية الله؟ فقالت لهم إنه تلى ما أنزل الله عليه فوجدته على حق فاتبعته. فخطبها من قومها فأعطوها له وطلبوا منه المهر. فقال لهم المهر نترك عليكم صلاة العصر. فكان بنو تميم لا يصلون العصر إلى زماننا هذا ويقولون مهر نبيتنا ونحن أحق به من غيرنا. ولم يدع النبوة من النساء غيرها. وفي ذلك يقول القائل منهم:

أضحت نبيتنا أنثى نطوف بها
وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

فأما مسيلمة فهلك على عهد أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، قتله زيد بن الخطاب وقبل وحشي وكل من الصحابة والله أعلم أنه وحشي وفي ذلك يقول قتلت خير الناس في الجاهلية حمزة بن المطلب وقتلت شر الناس في الناس في الإسلام مسيلمة. وأرجو الله أن يغفر لي هذا بهذا. ومعنى قتلت خير الناس في الجاهلية حمزة وقتلت شر الناس في الإسلام مسيلمة أنه لما كان في الجاهلية قتل حمزة رضي الله عنه، ولما دخل الإسلام قتل مسيلمة انتهى وما شجاعة (سجاح) التميمية فإنها تابت الله سبحانه وتعالى وتزوجها رجل من الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين.



المحمود عند النساء من الرجال أيضا هو الذي يكون ذا همة ولطافة (نظافة)، حسن القوام والقد المليح الشكل، لا يكذب على امرأة أبدا. ويكون صدوق اللهجة، أي اللسان، سخي وشجاع كريم النفس خفيف على القلب إذا قال أوفي وإذا أؤتمن لم يخن، وإذا وعد صدق وهو الذي يطمع في وصالهن ومعرفتهن ومحبتهن.

وأما الرجل المذموم عندهن فأنظره في الباب الذي بعده عكس ما ذكر.

( حكي ) أن المأمون كان في زمانه ومملكته رجل مسخرة يقال له بهلول. وكان كثيرا ما يتمسخر عليه السلطان والوزراء والقواد. فدخل ذات يوم على المأمون وهو في حكومته فأمره بالجلوس. فجلس بين يديه فصفع عنقه وقال له ما جاء بك يا ابن الزانية. فقال بهلول أتيت لأرى مولانا نصره الله فقال له المأمون ما حالتك مع هذه المرأة الجديدة ومع القديمة؟ وكان بهلول قد تزوج امرأة على امرأته الجديدة، فقال لا حاجة لي مع القديمة ولا حاجة لي مع القديمة. ولا حالة لي مع الفقر فقال المأمون يا بهلول فهل قلت في ذلك شيئا؟ فقال نعم. فقال المأمون أنشدنا ما قلت في ذلك. فقال:

الفقر قيدني والـفقر عذبني
والفقر صيرني في أشد الحال
والفقر شتمني والـفقر أهلكني
والفقــر شـمت بي بين أجيال
لا بارك االله في فقر يكـون كما
فقري فقد شمـت في جميع عذالي
إن دام فقر وكابدني ومـارسني
لا شك يترك مـــني منزلي خال


فقال له وإلى أين تذهب ؟ قال إلى االله ورسوله صلى االله عليه وسلم وإليك يا أمير المؤمنين فقال له أحسنت فمن هرب إلى االله ورسوله قبلناه ثم قال فهل قلت في زوجتك وما وقع بينكما شعرا ؟ قـال نعم .فقال المأمون اسمعنا فأنشد:

تزوجت اثنتين لفرط جهلي
فما أشقـاك يا زوج اثنتين
فصرت كنـعجة تضحي وتمسي
تعذب بيــن أخبث ذئبتين
فقـلت أكون بينهما خروف
أنعم بين ثدي نعجتين
لهذه ليلة ولتلك أخرى
عتــاب دائــم فــي الليلتين
رضي هذه يهيج سخط هذى
وما أنجو من إحدى الـسخطتين
فإن شئت أن تعش عبدا كريما
خلي القلب مملوء اليــــدين
فعش فــردا فإن لم تستطعه
فواحدة تقــوم بعــسكرين

فلما سمع المأمون شعره ضحك حتى استلقى على ظهره .ثم أحسن إليه وخلع عليه ثوبا مذهبا. فسار بهلول مشروح الخاطر فاجتاز في طريقه على منزل الوزير الأعظم وإذا بجارية تنظر من أعالي لا قالت لوصيفتها هذا بهلول ورب الكعبة! أرى عليه ثوبا مذهبا ،فكيف أحتال قصرها وعندما رأت بهلو ً عليه وآخذه منه ؟ فقالت لها وصيفتها يا مولاتي إنك لا تستطيعين أخذه .فقالت للجارية أحتـال عليـه وآخذه .فقالت الوصيفة يا مولاتي إنه رجل حازم ،فالناس يزعمون أنهم يضحكون عليه وهو يضـحك عليهم .اتركيه يا مولاتي لئلا يوقعك في التي تحفر له .فقالت الجارية لا بد من ذلك ثم إنها أرسلت إليه الوصيفة فقالت له إن مولاتي تدعوك .فقال على بركة االله فمن دعاني أستجيب له.

ثم قدم عليها فسلمت عليه وقالت :يا بهلول إني فهمت عنك إنك أتيت لتسمع الغناء .فقال أجـل. وكانت الجارية مغنية عظيمة .فقالت له وفهمت عنك إنك بعد سماع الغناء تريد الطعام .فقال نعم .فغنت له صوتا عجيبا ثم قدمت له الطعام والشراب .فأكل وشرب .ثم قالت له يا بهلول فهمت عنك إنك تريد أن تنزع الحلة التي عليك وتهبها لي .فقال بهلول يا مولاتي على شرط لأنه فات مني يمين لا أهبها إلا لمن أفعل معه ما يفعله الرجل بأهله. فقالت له أتعرف هذا يا بهلول؟ فقال لها وكيف لا أعرفه فوا الله إني لأعرف الناس به وأنا أعلمهم وأعرفهم بحقوق النساء وبنكاحهن وحظين وقدرهن، ولم يعط يا مولاتي للمرأة حقها في النكاح غيري.

وكانت حمدونة هذه بنت المأمون زوجة الوزير الأعظم وحاجبه صاحبة حسن وجمال وقد واعتدال وبهاء وكمال لم يكن في زمانها أفيق منها في حسنها وكمالها إذا رأتها الأبطال تخشع وتذل وتخضع أعينهم في الأرض خوف فتنتها لما أعطاها الله من الحسن والجمال، فمن حقق نظره من الرجال فيها أفتتن. وهلك على يدها أبطال كثيرة. وكان بهلول هذا يكره الاجتماع معها فترسل إليه ويأبى خوفا من الفتنة على نفسه. فلم يزل كذلك مدة من الزمان إلى ذلك اليوم حين أرسلت إليه فأتاها كما ذكرنا أول مرة. فجعلت تخاطبه ويخاطبها وهو مرة ينظر إليها ومرة يقع بصره في الأرض خوفا من الفتنة. فجعلت تراوده على أخذ الثوب وهو يراودها على أخذ ثمنه فتقول وما ثمنه؟ فيقول الوصال فتقول له أتعرف هذا؟ فيقول: أنا أعرف خلق الله تعالى به وحب النساء من شأني ولم يشتغل بهن أحد مثلي. وقال يا مولاتي إن الناس تفرقت عقولهم وخواطرهم في أشغال الدنيا، فهذا يأخذ وهذا يعطي وهذا يبيع وهذا يشتري إلا أنا ليس لي شغل أشتغل به إلا حب الناعمات أشفي لهن الغليل وأداوي كل فرج عليل. فتعجبت وقالت له هل قلت في ذلك شعرا؟ فقال نعم قلت في ذلك. وأنشد يقول:

تفرقت الناس في شغل وهي شغل
وفي انبساط وفي قبض وفي جسم
وفي اضطراب وفي فقر وثمت وفي
غناء مال وفي أخذ وفي نعم
إلا أنا ليس لي في ذاك منفعة
في التركان ولا في العرب والعجم
ولا غرامي إلا في النكاح وفي
حب النساء بلا شك ولا هم
إن أبطأ الفرج عن أيري يعاتبني
قلبي عتابا شديدا غير منصرم
هذا الذي قام فانظري عظم خلقته
يشفي غليل ويطفئ نار تضطرم
بالحل والدلك في الأفخاذ يا أملي
يا قرة العين بنت الجود والكرم
إن كان يشفي غليلا زدت منه ولا
عتب عليك فهذا مصرف الأمم
وإلا فأبعديني عنك واطرديني
طردا عنيفا بلا خوف ولا ندم
وانظري فإن قلت لا لا زدت منقصة
عندي فبالله أعذرني ولا تلم
وادحضي عليك أقاويل العداوة ولا
تصغي لقول سفيه كان متهم
واقربي إلي ولا تبتعدي وكوني كمن
أعطى دواء لمن كان ذا سقم
واعزمي لكي نرقي فوق النهود ولا
تبخلي بوصل إلى قومي بلا حشم
واتركي عليك فأني لا أبوح بذا
لو كنت أنشر من رأسي إلى قدم
يكفيك أنتي فأنتي ثم أنا فأنا
عبد وأنتي مولاتي بلا وهم
فكيف أخرج سرا كان منكتما
أنا على السر منصم ومنبكم
الله يعلم ما قد حل بي وكفى
من الغرام فإني اليوم في عدم

فلما سمعت شعره انحلت. ونظرت أيره قائما بين يديه كالعود، فجعلت تقول مرة أفعل ذلك ومرة لا أفعل ذلك وذلك في نفسها خفية. وقامت الشهوة بين أفخاذها وجرى إبليس منها مجرى الدم وطابت نفسها أن ترقد له ثم قالت هذا بهلول إذا فعل هذا معي وتكلم فلا يصدقه أحد. ثم قالت له انزع الحلة وأدخل المقصورة حتى اقضي أربى منك يا قرة العين. فقامت وهي ترتعد مما حل بها من ألم الشهوة، ثم حلت حزامها ودخلت إلى المقصورة. وتبعها وهي تتدرج فجعل بهلول يقول يا ترى هذا في المنام أم في اليقظة؟

فلما دخلت إلى مقصورتها ارتقت على فرش من الحرير كالبند العالي، وأقامت الحلل على أفخاذها وجعلت ترتعد بصحتها بين يديه وما أعطاها الله من الحسن. فنظر فرأى بطنا معقدة كالقبة المضروبة ونظر إلى سرتها في وسع القدح. ثم مضى نظره إلى أسفل فرأى خلقة هائلة فتعجب من تعرية افخاذها. فقرب منها وقبلها تقبيلا كثيرا ورأها تتصرف وكأنها في غيبوبة. فرأى من حسنها وجمالها ما أدهشه وهي تقوم وتلقي إليه بفرجها. فقال يا مولاتي أراك داهشة مبهوتة. فقالت إليك عني یا ابن الزانية فإني والله كالفرسة الحائلة وزدت أنت على بكلامك. ألم تعلم أن هذا الكلام يحيل المرأة ولو كانت أمين خلق الله. هلكتني بكلامك وشعرك!

فقال لها ولأي شيء تتحيلي معي، وزوجك معك؟ فقالت: المرأة تحيل على الرجل كما تحيل الفرسة على الفرس سواء كان عندها زوج أم لا. وخلافا للخيل فإنها تحيل بطول المكث إذا لم يرتم عليها فحل. والمرأة تحيل بالكلام وبطول المدة فكيف أنا وهاتان الخصلتان التقتا عندي وأنا غاضبة على زوجي أعواما؟ أسرع قبل أن يعود! فقال لها إن بظهري ألما فلا أستطيع الصعود على صدرك ولكن اصعدي أنت وخذي الثوب ودعيني انصرف.

ثم إنه رقد لها كما ترقد المرأة للرجل وأيره واقف كالعود. وارتخت عليه ومسكته بيدها وجعلت تنظر إليه وتتعجب من كبره وعظمه فقالت: هذا فتنة النساء وعليه يكون البلاء يا بهلول. ما رأيت أكبر من ايرك. ثم مسكته وقبلته ومشته بين فرجها ونزلت عليه وإذا به غائب لم يظهر له خبر ولا أثر. فنظرت فلم ترى منه شيئا يظهر فقالت: قبح الله النساء فما أقدرهن على المصائب! ثم جعلت تطلع وتنزل فيه وتغربل وتكربل يمينا وشمالا خلفا وأماما إلى أن أتت الشهوتان جميعا. ثم إنها مسكته وقعدت عليه وأخرجته رويدا رويداً وهي تنظر إليه وتقول: هكذا تكون الرجال!! ثم مسحته وقام عنها يريد الانصراف.

فقالت له: وأين الحلة؟ فقال: يا مولاتي تنكحيني وأزيدك من يدي؟ فقالت: ألم تقل لي أن بظهرك ألما فلا أستطيع الفعل؟! فقال لها: ما ببالي الأول لك وأنت في حل مني والثاني لي وهو حق الحلة ودعيني أنصرف. فقالت في نفسها: إني حصلت ولما حصلت إليه أدعه يفعل هذا الثاني ويذهب عني.

ثم رقدت له. فقال: لا أقبل حتى تنزعي جميع ثيابك. فنزعت الجميع وجعل يتعجب من حسنها وجمالها ويقلب فيها عضوا عضواً إلى أن أتى لذلك المحل فقبله وعضه عضة عظيمة وقال: آه ثم آه يا فتنة الرجال. ولم يزل بها عضا وتقبيلا إلى أن قربت شهوتهما. فقربت يدها إليه وأدخلته في فرجها بكامله. فجعل يدك هو وتهز هي هزاً جيدا إلى أن أنت الشهوتان.

ثم إنه أراد الخروج فقالت له: انزع الحلة. فقال لها: تفادينا الأول بالثاني فقالت: أتهزأ علي؟ فقال لها: لا أنزعها إلا بثمنها. فقالت: وما ثمنها؟ فقال: الأول لك والثاني لي وهو عوض الأول وقد تفادينا. وهذا الثالث هو ثمنه ثم نزعه وطواه بين يديه فقامت ورقدت له وقالت له: افعل ما تشاء. ثم إنه ارتمى عليها وأولج أيره في فرجها إيلاجا مستديما وجعل يدك وهي تهز إلى أن أتت شهوتهما جميعا. فقام عنها وترك الحلة.

فقالت لها الوصيفة ألم أقل لك أن بهلول رجل حازم فلا تقدري عليه وإن الناس يزعمون إنهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم فلم تقبلي قولي. فقالت لها: أسكتي عني وقع ما وقع وكل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه حب من حب أو كره من كره. ولولا أن اسمه مكتوب على فرجى ما كان يتوصل اليه هو ولا غيره من خلق الله تعالى ولو يهب لي جميع الدنيا.

فبينما هما في الحديث وإذا بقارع يقرع الباب. فقالت الوصيفة: من بالباب فقال: بهلول. فلما سمعت امرأة الوزير صوته ارتعدت فقالت له الوصيفة ما تريد؟ قال: ناوليني شربة ماء. فأخرجت له الإناء فشرب ثم ألقاها من يده فانكسرت. فأغلقت الوصيفة الباب وتركته فجلس هناك فبينما هو جالس هناك إذ قدم عليه الوزير. فقال له: مالي أراك هنا يا بهلول؟ فقال: يا سيدي جزت في طريقي من هنا فأخذني العطش. فقرعت الباب فخرجت لي الوصيفة فناولتني إناء ماء فسقط من يدي فانكسر. فأخذت مولاتي حمدونة الثوب الذي أعطاني مولانا الأمير في حق الإناء. فقال الوزير أخرجي له الحلة فخرجت حمدونة فقالت هكذا كان يا بهلول !! ثم ضربت يدا علي يد فقال لها: أنا حدثته بهبالي وأنتي حدثيه بعقلك فتعجبت منه وأخرجت له الحلة فأخذها وانصرف.