الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية
الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية (للسفاريني) | ||
| ||
الحمد لله القديم الباقي | مسبب الأسباب والأرزاق | |
حي عليم قادر موجود | قامت به الأشياء والوجود | |
دلت على وجوده الحوادث | سبحانه فهو الحكيم الوارث | |
ثم الصلاة والسلام سرمداً | على النبي المصطفى كنز الهدى | |
وآله وصحبه الأبرار | معادن التقوى مع الأسرار | |
وبعد فاعلم أن كل العلم | كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي | |
لأنه العلم الذي لا ينبغي | لعاقل لفهمه لم يبتغ | |
ويعلم الواجب والمحالا | كجائز في حقه تعالى | |
صار من عادة أهل العلم | أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم | |
لأنه يسهل للحفظ كما | يروق للسمع ويشفي من ظما | |
ومن هنا نظمت لي عقيدة | أرجوزة وجيزة مفيدة | |
نظمتها في سلكها مقدمة | وست أبواب كذاك خاتمة | |
وسمتها بالدرة المضية | في عقد أهل الفرقة المرضية | |
على اعتقاد ذي السداد الحنبلي | إمام أهل الحق ذي القدر العلي | |
حبر الملا فرد العلى الرباني | رب الحجى ماحي الدجى الشيباني | |
فإنه إمام أهل الأثر | فمن نحا منحاه فهو الأثري | |
سقى ضريحا حله صوب الرضا | والعفو والغفران ما نجم أضا | |
وحله وسائر الأئمة | منازل الرضوان أعلى الجنه |
مقدمة في ترجيح مذهب السلف على مذهب الخلف[عدل]
| ||
اعلم هديت أنه جاء الخبر | عن النبي المقتفى خير البشر | |
بأن ذي الأمة سوف تفترق | بضعا وسبعين اعتقادا والمحق | |
ما كان في نهج النبي المصطفى | وصحبه من غير زيغ وجفا | |
وليس هذا النص جزما يعتبر | في فرقة إلا على أهل الأثر | |
فأثبتوا النصوص بالتنزيه | من غير تعطيل ولا تشبيه | |
فكل ما جاء من الآيات | أو صح في الأخبار عن ثقات | |
من الأحاديث نمره كما | قد جاء فاسمع من نظامي واعلما | |
ولا نرد ذاك بالعقول | لقول مفتر به جهول | |
فعقدنا الإثبات يا خليلي | من غير تعطيل ولا تمثيل | |
فكل من أول في الصفات | كذاته من غير ما إثبات | |
فقد تعدى واستطال واجترى | وخاض في بحر الهلاك وافترى | |
ألم تر اختلاف أصحاب النظر | فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر | |
فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى | وصحبه فاقنع بهذا وكفى |
الباب الأول في معرفة الله تعالى[عدل]
| ||
أول واجب على العبيد | معرفة الإله بالتشديد | |
بأنه واحد لا نظير | له ولا شبه ولا وزير | |
صفاته كذاته قديمة | أسماؤه ثابتة عظيمة | |
لكنها في الحق توقيفية | لنا بذا أدلة وفية | |
له الحياة والكلام والبصر | سمع إرادة وعلم واقتدر | |
بقدرة تعلقت بممكن | كذا إرادة فعي واستبن | |
والعلم والكلام قد تعلقا | بكل شيء يا خليلي مطلقا | |
وسمعه سبحانه كالبصر | بكل مسموع وكل مبصر |
فصل في مبحث القرآن العظيم والكلام المنزل القديم[عدل]
| ||
وأن ما جاء مع جبريل | من محكم القرآن والتنزيل | |
كلامه سبحانه قديم | أعيى الورى بالنص يا عليم | |
وليس في طوق الورى من أصله | أن يستطيعوا سورة من مثله |
فصل في ذكر الصفات التي يثبتها لله أئمة السلف دون غيرهم من الخلف[عدل]
| ||
وليس ربنا بجوهر ولا | عرض ولا جسم تعالى ذو العلا | |
سبحانه قد استوى كما ورد | من غير كيف قد تعالى أن يحد | |
فلا يحيط علمنا بذاته | كذاك لا ينفك عن صفاته | |
فكل ما قد جاء في الدليل | فثابت من غير ما تمثيل | |
من رحمة ونحوها كوجهه | ويده وكل ما من نهجه | |
وعينه وصفة النزول | وخلقه فاحذر من النزول | |
فسائر الصفات والأفعال | قديمة لله ذي الجلال | |
لكن بلا كيف ولا تمثيل | رغما لأهل الزيغ والتعطيل | |
فمرها كما أتت في الذكر | من غير تأويل وغير فكر | |
ويستحيل الجهل والعجز كما | قد استحال الموت حقا والعمى | |
فكل نقص قد تعالى الله | عنه فيا بشرى لمن والاه |
فصل في ذكر الخلاف في صحة إيمان المقلد في العقائد وفي جوازه وعدمه[عدل]
| ||
وكل ما يطلب فيه الجزم | فمنع تقليد بذاك حتم | |
لأنه لا يكتفي بالظن | لذي الحجى في قول أهل الفن | |
وقيل يكفي الجزم إجماعا بما | يطلب فيه عند بعض العلما | |
فالجازمون من عوام البشر | فمسلمون عند أهل الأثر |
الباب الثاني في الأفعال المخلوقة[عدل]
فصل في الكلام على الرزق[عدل]
58 - وسائر الأشياء وغير الذات ... وغير ما الأسماء والصفات
59 - مخلوقة لربنا من العدم ... وضل من أثنى عليها بالقدم
60 - وربنا يخلق باختيار ... من غير حاجة ولا اضطرار
61 - لكنه لا يخلق الخلق سدى ... كما أتى في النص فاتبع الهدى
62 - أفعالنا مخلوقة لله ... لكنها كسب لنا يا لاهي
63 - وكل ما يفعله العباد ... من طاعة أو ضدها مراد
64 - لربنا من غير ما اضطرار ... منه لنا فافهم ولا تمار
65 - وجاز للمولى يعذب الورى ... من غير ما ذنب ولا جرم جرى
66 - فكل ما منه تعالى يجمل ... لأنه عن فعله لا يسأل
67 - فإن يثب فإنه من فضله ... وإن يعذب فبمحض عدله
68 - فلم يجب عليه فعل الأصلح ... ولا الصلاح ويح من لم يفلح
69 - فكل من شاء هداه يهتدي ... وإن يرد ضلال عبد يعتدي
فصل في الكلام على الرزق[عدل]
70 - والرزق ما ينفع من حلال ... أو ضده فحل عن المحال
71 - لأنه رازق كل الخلق ... وليس مخلوق بغير رزق
72 - ومن يمت بقتله من البشر ... أو غيره فب القضاء والقدر
73 - ولم يفت من رزقه ولا الأجل ... شيء فدع أهل الضلال والخطل
الباب الثالث في الأحكام والكلام على الإيمان ومتعلقات ذلك[عدل]
74 - وواجب على العباد طرا ... أن يعبدوه طاعة وبرا
75 - ويفعلوا الفعل الذي به أمر ... حتما ويتركوا الذي عنه زجر
فصل في الكلام على القضاء والقدر[عدل]
76 - وكل ما قدر أو قضاه ... فواقع حتما كما قضاه
77 - وليس واجبا على العبد الرضا ... بكل مقضي ولكن بالقضا
78 - لأنه من فعله تعالى ... وذاك من فعل الذي تقالى
فصل في الكلام على الذنوب ومتعلقاتها[عدل]
79 - ويفسق المذنب ب الكبيرة ... كذا إذا أصر بالصغيره
80 - لا يخرج المرء من الإيمان ... ب موبقات الذنب والعصيان
81 - وواجب عليه أن يتوبا ... من كل ما جر عليه حوبا
82 - ويقبل المولى بمحض الفضل ... من غير عبد كافر منفصل
83 - ما لم يتب من كفره بضده ... فيرتجع عن شركه وصده
84 - ومن يمت ولم يتب من الخطا ... فأمره مفوض لذي العطا
85 - فإن يشأ يعفو وإن شاء انتقم ... وإن يشأ أعطى وأجزل النعم
فصل في ذكر من قيل بعدم قبول إسلامه من طوائف الملحدين[عدل]
86 - وقيل في الدروز والزنادقه ... وسائر الطوائف المنافقه
87 - وكل داع لابتداع يقتل ... كمن تكرر نكثه لا يقبل
88 - لأنه لم يبد من إيمانه ... إلا الذي أذاع من لسانه
89 - ك ملحد وساحره ... وهم على نياتهم في الآخره
90 - قلت وإن دلت دلائل الهدى ... كما جرى للعيلبوني اهتدى
91 - فإنه أذاع من أسرارهم ... ما كان فيه الهتك عن أستارهم
92 - وكان للدين القويم ناصرا ... فصار منا باطنا وظاهرا
93 - فكل زنديق وكل مارق ... وجاحد و ملحد منافق
94 - إذا استبان نصحه للدين ... فإنه يقبل عن يقين
فصل في الكلام على الإيمان[عدل]
95 - إيماننا قول وقصد وعمل ... تزيده التقوى وينقص بالزلل
96 - ونحن في إيماننا نستثني ... من غير شك فاستمع واستبن
97 - نتابع الأخيار من أهل الأثر ... ونقتفي الآثار لا أهل الأشر
98 - ولا تقل إيماننا مخلوق ... ولا قديم هكذا مطلوق
99 - فإنه يشمل للصلاة ... ونحوها من سائر الطاعات
100 - ففعلنا نحو الركوع محدث ... وكل قرآن قديم فابحثوا
101 - ووكل الله من الكرام ... اثنين حافظين للأنام
102 - فيكتبان كل أفعال الورى ... كما أتى في النص من غير امترا
الباب الرابع في ذكر السمعيات[عدل]
103 - وكل ما صح من الأخبار ... أو جاء في التنزيل والآثار
104 - من فتنة البرزخ والقبور ... وما أتى في ذا من الأمور
فصل في ذكر الروح والكلام عليها[عدل]
105 - وأن أرواح الورى لم تعدم ... مع كونها مخلوقة فاستفهم
106 - فكل ما عن سيد الخلق ورد ... من أمر هذا الباب حق لا يرد
فصل في أشراط الساعة وعلاماتها الدالة على اقترابها ومجيئها[عدل]
107 - وما أتى في النص من أشراط ... فكله حق بلا شطاط
108 - منها الإمام الخاتم الفصيح ... محمد المهدي والمسيح
109 - وأنه يقتل للدجال ... ب باب لد خل عن جدال
110 - وأمر يأجوج ومأجوج أثبت ... فإنه حق ك هدم الكعبة
111 - وأن منها آية الدخان ... وأنه يذهب ب القرآن
112 - طلوع شمس الأفق من دبور ... ك ذات أجياد على المشهور
113 - وآخر الآيات حشر النار ... كما أتى في محكم الأخبار
114 - فكلها صحت بها الأخبار ... وسطرت آثارها الأخيار
فصل في أمر المعاد[عدل]
115 - واجزم بأمر البعث والنشور ... والحشر جزما بعد نفخ الصور
116 - كذا وقوف الخلق للحساب ... والصحف والميزان للثواب
117 - كذا الصراط ثم حوض المصطفى ... فيا هنا لمن به نال الشفا
118 - عنه يذاد المفتري كما ورد ... ومن نحا سبل السلامة لم يرد
119 - فكن مطيعا واقف أهل الطاعه ... في الحوض والكوثر والشفاعه
120 - فإنها ثابتة للمصطفى كغيره من كل أرباب الوفا
121 - من عالم كالرسل والأبرار ... سوى التي خصت بذي الأنوار
فصل في الكلام على الجنة والنار[عدل]
122 - وكل إنسان وكل جنة ... في دار نار أو نعيم جنة
123 - هما مصير الخلق من كل الورى ... فالنار دار من تعدى وافترى
124 - ومن عصى بذنبه لم يخلد ... وإن دخلها يا بوار المعتدي
125 - وجنة النعيم للأبرار ... مصونة عن سائر الكفار
126 - واجزم بأن النار ك الجنة في ... وجودها وأنها لم تتلف
127 - فنسأل الله النعيم والنظر ... لربنا من غير ما شين غبر
128 - فإنه ينظر بالأبصار ... كما أتى في النص والأخبار
129 - لأنه سبحانه لم يحجب ... إلا عن الكافر و المكذب
الباب الخامس في ذكر النبوة[عدل]
130 - ومن عظيم منه السلام ... ولطفه بسائر الأنام
131 - أن أرشد الخلق إلى الوصول ... مبينا للحق ب الرسول
132 - وشرط من أكرم ب النبوة ... حرية ذكورة ك قوة
133 - ولا تنال رتبة النبوة ... ب الكسب والتهذيب والفتوة
134 - لكنها فضل من المولى الأجل ... لمن يشا من خلقه إلى الأجل
135 - ولم تزل فيما مضى الأنباء ... من فضله تأتي لمن يشاء
136 - حتى أتى ب الخاتم الذي ختم ... به وأعلانا على كل الأمم
فصل في بعض خصائص النبي الكريم نبينا محمد[عدل]
137 - وخصه بذاك كالمقام ... وبعثه لسائر الأنام
138 - ومعجز القرآن ك المعراج ... حقا بلا مين ولا اعوجاج
139 - فكم حباه ربه وفضله ... وخصه سبحانه وخوله
فصل في التنبيه على بعض معجزاته[عدل]
140 - و معجزات خاتم الأنبياء كثيرة تجل عن إحصائي
141 - منها كلام الله معجز الورى كذا انشقاق البدر من غير امترا
فصل في ذكر فضيلة نبينا محمد وأولي العزم وغيرهم من الأنبياء والمرسلين[عدل]
142 - وأفضل العالم من غير امترا ... نبينا المبعوث في أم القرى
143 - وبعده الأفضل أهل العزم ... ف الرسل ثم الأنبيا بالجزم
فصل فيما يجب للأنبياء وما يجوز عليهم وما يستحيل في حقهم[عدل]
144 - وأن كل واحد منهم سلم ... من كل ما نقص ومن كفر عصم
145 - كذاك من إفك ومن خيانه ... لوصفهم ب الصدق والأمانه
146 - وجائز في حق كل الرسل ... النوم والنكاح مثل الأكل
فصل في الصحابة الكرام رضي الله عنهم[عدل]
147 - وليس في الأمة بالتحقيق ... في الفضل والمعروف ك الصديق
148 - وبعده الفاروق من غير افترا ... وبعده عثمان فاترك المرا
149 - وبعد فالفضل حقيقا فاسمع ... نظامي هذا للبطين الأنزع
150 - مجدل الأبطال ماضي العزم ... مفرج الأوجال وافي الحزم
151 - وافي الندى مبدي الهدى مردي العدا ... مجلي الصدى يا ويل من فيه اعتدى
152 - فحبه كحبهم حتما وجب ... ومن تعدى أو قلى فقد كذب
153 - وبعد فالأفضل باقي العشره ... ف أهل بدر ثم أهل الشجره
154 - وقيل أهل أحد المقدمه ... والأول أولى للنصوص المحكمه
155 - وعائشة في العلم مع خديجة ... في السبق فافهم نكتة النتيجه
فصل في ذكر الصحابة الكرام وبيان مزاياهم على غيرهم والتعريف بما يجب لهم من المحبة والتبجيل وتقبيح من آذاهم[عدل]
156 - وليس في الأمة ك الصحابة ... في الفضل والمعروف والإصابة
157 - فإنهم قد شاهدوا المختارا ... وعاينوا الأسرار والأنوارا
158 - وجاهدوا في الله حتى بانا ... دين الهدى وقد سما الأديانا
159 - وقد أتى في محكم التنزيل ... من فضلهم ما يشفي للغليل
160 - وفي الأحاديث وفي الآثار ... وفي كلام القوم والأشعار
161 - ما قد ربا من أن يحيط نظمي ... عن بعضه فاقنع وخذ عن علم
162 - واحذر من الخوض الذي قد يزري ... بفضلهم مما جرى لو تدري
163 - فإنه عن اجتهاد قد صدر ... فاسلم أذل الله من لهم هجر
164 - وبعدهم ف التابعون أحرى ... بالفضل ثم تابعوهم طرا
فصل في ذكر كرامات الأولياء وإثباتها[عدل]
165 - وكل خارق أتى عن صالح ... من تابع لشرعنا وناصح
166 - فإنها من الكرامات التي ... بها نقول فاقف للأدلة
167 - ومن نفاها من ذوي الضلال ... فقد أتى في ذاك بالمحال
168 - فإنها شهيرة ولم تزل ... في كل عصر يا شقا أهل الزلل
فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة[عدل]
169 - وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر
170 - قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترى
الباب السادس في ذكر الإمامة ومتعلقاتها[عدل]
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[عدل]
171 - ولا غنى لأمة الإسلام ... في كل عصر كان عن إمام
172 - يذب عنها كل ذي جحود ... ويعتني ب الغزو والحدود
173 - وفعل معروف وترك نكر ... ونصر مظلوم و قمع كفر
174 - وأخذ مال الفيء والخراج ... ونحوه والصرف في منهاج
175 - ونصبه ب النص والإجماع ... وقهره فحل عن الخداع
176 - وشرطه الإسلام والحرية ... عدالة سمع مع الدرية
177 - وأن يكون من قريش عالما ... مكلفا ذا خبرة وحاكما
178 - وكن مطيعا أمره فيما أمر ... ما لم يكن ب منكر فيحتذر
فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[عدل]
179 - واعلم بأن الأمر والنهي معا ... فرضا كفاية على من قد وعا
180 - وإن يكن ذا واحدا تعينا ... عليه لكن شرطه أن يأمنا
181 - فاصبر وزل ب اليد واللسان ... ل منكر واحذر من النقصان
182 - ومن نهى عما له قد ارتكب ... فقد أتى مما به يقضى العجب
183 - فلو بدا بنفسه فزادها ... عن غيها لكان قد أفادها
الخاتمة نسأل الله تعالى حسن الخاتمة في ذكر الأدلة وما يتعلق بها[عدل]
184 - مدارك العلوم في العيان ... محصورة في الحد والبرهان
185 - وقال قوم عند أصحاب النظر ... حس وإخبار صحيح والنظر
186 - ف الحد وهو أصل كل علم ... وصف محيط كاشف فافتهم
187 - وشرطه طرد وعكس وهو إن ... أنبا عن الذوات ف التام استبن
188 - وإن يكن ب الجنس ثم الخاصة ... فذاك رسم فافهم المحاصة
189 - وكل معلوم بحس وحجى ... فنكره جهل قبيح في الهجا
190 - فإن يقم بنفسه ف جوهر ... أو لا فذاك عرض مفتقر
191 - والجسم ما ألف من جزئين ... فصاعدا فاترك حديث المين
192 - ومستحيل الذات غير ممكن ... وضده ما جاز فاسمع زكني
193 - والضد والخلاف والنقيض ... والمثل والغيران مستفيض
194 - وكل هذا علمه محقق ... فلم نطل به ولم ننمق
195 - والحمد لله على التوفيق ... لمنهج الحق على التحقيق
196 - مسلما لمقتضى الحديث ... والنص في القديم والحديث
197 - لا أعتني بغير قول السلف ... موافقا أئمتي وسلفي
198 - ولست في قولي بذا مقلدا ... إلا النبي المصطفى مبدي الهدى
199 - صلى عليه الله ما قطر نزل ... وما تعانى ذكره من الأزل
200 - وما انجلى بهديه الديجور ... وراقت الأوقات والدهور
201 - وآله وصحبه أهل الوفا ... معادن التقوى وينبوع الصفا
202 - وتابع وتابع للتابع ... خير الورى حقا بنص الشارع
203 - ورحمة الله مع الرضوان ... والبر والتكريم والإحسان
204 - تهدي مع التبجيل والإنعام ... مني لمثوى عصمة الإسلام
205 - أئمة الدين هداة الأمة ... أهل التقى من سائر الأئمة
206 - لا سيما أحمد والنعمان ... ومالك محمد الصنوان
207 - من لازم لكل أرباب العمل ... تقليد خبر منهم فاسمع تخل
208 - ومن نحا لسبلهم من الورى ... ما دارت الأفلاك أو نجم سرى
209 - هدية مني لأرباب السلف ... مجانبا للخوض من أهل الخلف
210 - خذها هديت واقتفي نظامي ... تفز بما أملت والسلام
تمت بحمد الله