التيجان في ملوك حمير/عمرو بن عامر مزيقيا ملك متوج تبع
عمرو بن عامر مزيقيا ملك متوج تبع
قال أبو محمد حدثني محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن عمرو بن عامر مزيقيا بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن ابن الأزد وإنما سمي مزيقيا لأنه كانت تنسج له في كل سنة ثلاث مائة وستون حلة ثم يأذن للناس في الدخول فإذا أرادوا الخروج استلبت عنه وتمزق قطعاً ولذلك سمي مزيقياً وكانت الحاكة بمأرب تقيم له حلة في كل سنة نسجها ذهب أحمر وكان له عيد من الحول إلى الحول تعدله فإذا أراد الرجوع إلى منزله مزقت عليه وكانت له سنة من ذي القرنين يوم هتك عرشه ومزق حلته وكان فراغ الحاكة منها يوم عيده ثم تمزق عليه وإنما كان يفعل ذلك لئلا يتخذ أحد ما يلبس منها بعده وكان اسم أبيه عامر ماء المزن لأنه كان إذا نزل بقومه جدب فتح بيوت أمواله وعالهم حتى يخصبوا ويقوم لهم مقام المطر إذا فقد وكانوا يقولون كفانا عامر هو ماء المزن لنا وكان عامر ماء المزن ابن حارثة الغرف بن امرئ القيس الجواد بن ثعلبة الضمر[١] بن مازن ابن الأزد وفي ذلك يقول عمرو بن حرام جد حسان بن ثابت
نتاب التيجان و انما كان اول نقلة عمرو بن عامر من اليمن بالاز د و تفرقهم في البلاد أنه كان باليمن سد بناه يشجب بن يعرب بن قحطان و ائمه من بعد هالصعب ذو القرنين عليه السلام * وهو السد الذي ذكر الله في كتابه العزيز وكان السد بين جبل مأرب وجبل الابلق و كان الابلق متصلا بالجبال الزرق و انما قبيل الابلق لانه في ارض سو دا ء فيها معادن اللجين و ارض غبر اء فيها معادن العقيان و ارض زرقاء فيها معادن الزبر جد و الجزع و كان يقال له الا بلق الباذخ ولما رب الشامخ فمأرب متصل بجبال عمان والا بلق متصل بجبال بحراجة و مافوق السد ستة اشهر و ما تحته ستة اشهر بدركه نفع الماء وكان يأتي الى السد سبعو ن نهر اكبار ا سوى ما كان يا تيه من السيول من . ارض حضر موت و ارض برهوت الى باب الحبشة(1) فكان ما يلى مأرب عن شمال السد لبنى كهلان و مايلى الابلق لبني حمير بن سبأفكان يحبس السد لما فيه من الماء سنة من الحول الى الحول يستون، به جنا تهم و زراعتهم و مامها ولوه من امرهم على قدر ما يريد و ن فكان كما قال الله تعالى ـ ( لقد كان السبأفي مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال) الى عموله ( فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا أنفسهم ) وكان لعمر و بن عامر مز يقيا من الجنات و الزروع مثل ما كان لجميع اهل سبأو كان لمر و بن عاصر من الولداحد عشر الاكبر ثعلبة العنقاء و حارثة وابو حارثة وعوف وعلية ومالك وهو قاتل الجوع وكف ووادعة وعمر ووقيس و عبيد وامهم مارية ذات القر طين بنت ظالم بن معاوية بن كندة بن مريع بن مالك ابن عريب بن زيد بن كهلان ـ و كان لعمر و اخ اكبر منه يقال له ، (1) كذا *
- كتاب التيجان
عمر ان بن عامر وكان ملكا متو جا قبله و كان كاهنا لم يكن في الارض اعلم منه وكان بيده علم من بقايا دعاة سليمان وكان له حظ عظيم من ذلك وكانت العرب لا تعدل بعلم عمر ان بد يلا وكان يخبر قو مه ان بلادهم ستغرب آخر الزمان حتى يفترق قو مها في مشر ق الارض و مغر بها و کا نوايكتمو ذ ذ لك من قو له و يقولون شيخ قد كبر و بلغ من السنين ار بع مائة عام و كان اخو ه عمرو بن عامر قد بلغ ثلاث مائة عام فلا حضر عمر ان المو ت د عا باخيه عمر و وقال له .. ياعمر و ا نی میت و هذه البلاد ستخرب و يفترق اهلها و ان الله عليها نعمتين و سخطتين اما النعمة الاولى فهذه النعمة التي كنتم فيها و السخطة الا و لى ينهدم هـذا السد و يفيض عليكم فيهلككم ويهلك زروعكم و جنا تكم واموالكم وتفترقون في الارض والسخطة الثانية تغلب عليكم الحبشة ـ والنعمة الثانية يبعث الله النبي محمدا التهامى صلى الله عليه وآله وسلم بالرحمة ويغلب اهل الاوثان في آخر الزمان اهل الاديان فيخرجو نهم من البيت الحرام و يخربونه فيرسل الله و ٢٦٦ م عليهم رجلا من حمير يقال له شعيب بن صالح فيهلكهم ثم يخر جهم فلا يكون بالد نيا ايمان الابارض اليمن و اني اخبر ك بما يكون لك النجاة ولقو مك و ذلك ان امرأة من قومك يقال لها ظريفة بنت الخبر الحجورية و هي و ارنه علمی_فلا مات عمر آن و و لی اخوه عمرو تز و جهاو تتوج عمر و بعد اخيه وكان عمر واعظم ملك بمأرب وكان له تحت السد من الجنات مالا يحاط به كانت المرأة تمشى من بيتها و على رأسها مكتل فلا تصل الى بيت جارتها الا و هي تملؤه من كل فاكهة من غير ان تمس منها شيئا وكانت كما قال الله تعالى ( بلدة طيبة ورب غفور) و ان الرجل (٣٣) واعطيت كتاب التيجان الرجل تمشي تحت ظلال الشجر شهر بن فلا تصل اليه الشمس من كثرة الجنات حتى د عوا على انفسهم فقالوا ( ربنا باعد بين اسفارنا ) فارسل الله عليهم السيل ـ قال وان ظريفة لما تزوجها عمر و بن عامر كانت ذات يوم نائمة اذرأت كأن آتيا انا ها وقال لها ـ ماتحبين يا ظريفة علم تطيب به نفسك اومولود تقر به عينك ـ فقالت بل علم تطيب به نفسی فجر بيده على صدرها ومسح بظاهر كفه على بطنها فقمت فكانت لا تلد واتسمت في العلم منه حظا عظيما .. فبينما هي ذات يوم نائمة الى جانب عمرو بن عامر اذ رأت كأن سحابة غشيت اليمن فارقت و ارعدت فلم تقع على شجر الا احرقته فذعرت ذعرا شديدا فقام اليها عمرو وقال لها .. مالك ياظريفة فقالت ازف بكم الفرق واتكم من الامر ماقدر وسبق لخفضها عمر وحتى سكنت وقال لها ــ يا ظريفة ماتقولين فقالت وقلبها يختفق ودمعها يندفق ـ يا عمرو هلك النسل بالوحل ثم ان عمرو بن عامر لم يلبث اياما حتى خرج الى بعض حدائقه ومعه قينتان له و بلغ ذلك ظريفة فخرجت تمشى تريده و معها وصائف لهافينا هي تمشي اذعرض لماثلاث مناجد معترضات ومن منتصبات على ارجلهن واضعات ايد بهن على اعينهن .. فلما رأتهن ظريفة وضعت يد هل على عينيها ونزلت الى الارض وقالت لوصائفها اذاذ هين هؤلاء المناجد فاعلمتنى فلما ذهين اخبرتها فقامت مسرعة فعارضها خليج جنات عمرو فوثبت منه سلحفاة فوقعت على التراب واستلقت على ظهرها ورامت ان تنقلب فلم تستطع جعلت تبحث بيد بها ورجليها لتنقلاب فلم تقدر وهى تحتو التراب على رأسها وعلى بطنها وتزرق بولها فلما رأت ذلك ظريفة جلست والقت بيديها على عينيها وقالت لجواريها اذاعادت الى الماء فاعلمنى فلا عادت کتاب النيدان السلحفاة الى الماء اعلمنها فمضت مسرعة حتى دخلت الحديقة نصف النهارحين سكن الريح فاذا شجر الحديقة متناصلة يمينا وشمالا من غير ريح فمضت وعمر و في قبته فلارأى ذلك ظن ان غيرتها حملتها فاستحيا منهافامر الجاريتين نفر جتا وقل لها ۔۔ مر حبابات باظريفة هلمي الى فراشك وان كنت قداميت في ساعة لم يكن المجيء من عادتك ... فقلت .. هيهات هيهات باعمرو - تفاقم الامر ومنع السر .. قل وما ذلك الله ابوك ـ فقالت والنور والظلاء والارض والسماء ليهلكن الشجر بالماء ثم لماء ففزع عمر و وذكر قول اخيه عمران ـ قال لها وما ذلك .. قالت اخبرتني المناجد بسبع سنين شدائد يقطع فيها الولد الوالد وترى بقومك الى ارض المساجد وتوالون الاباءه .. فارتاع عمر و وقال لها انظری ماتقولين ـ فقالت انى اقول "لهذا لمارأيت السحفاة علت خليجا أنها تعترف التراب بيد بها غرفا ولاتني ببو لها ان تقذفا قال لها ـ هذا خطب عظیم فقالت ان الانسان انسان و باللسان الحق والبيان والدهر ذرغير والوان والصمت خير من البيان وفي باطن الأرض كتمان وفي ظاهرها ايضاح و تبيان ـ فعلم عمر و نها قدكرهت ان تخبره وعنده القينتان فقال لها .. اخرجا فخر جتا عنه ثم قال لها .. ما تقولين يا ظريفة فقالت ـ اري امورا جسيمة تأتى باوايد عظيمة وامورا اليمة اشد من الهزيمة نهارا اوعتيمة ـ قال لها ويحك وماهو لقد اشرف مكروه ـ قالت اجل تم اجل فلتكن من امرك على وجل ينجو بنووائل و يهلك الوسائل وما لك من نائل فكانني اسمع رنة القائل عند جولة القبائل فاحذ روا ما تأتي به الدلائل فان علمی جلء - ؤال السائل - قال لها عمر و - بينى لي فاني رأيت في علمك نجان فقالت .. انمي اك تفرق الاحباب وذهاب الخيل والركاب والماشية والاهاب - t ی كتاب التيجان والاهاب والذهب والفضة والثياب من السيل الأسود المنتاب وكان عمر و متك فاستوى جالسا وقال لها ـ بينى لى النجاة ـ فقالت خطب طويل و امر جليل والقتل خير من السيل .. قال لها ــ صدقت فما وجه ما تذكرين فقالت ايت السد و لا تبعث احدا فيكون ذلك أكد فان رأيت جرذا تقلب بر جليه الصخر و يكثر بيد به الحفر فاعلم انه قد نزل الامر فعليك بالصبر ولا تجزع للدهر ـ قال له اماترين هذا الأمر ـ قالت لا ادرى غير انه وعيد من الله نزل و نكال منه لم يكمل ـ يقتل به من قتل لا يصرف عن سبل ولاجل الى حيث ما اراد الله من ارض وصل فليكن الغيرك ياعمر و التكل اوفلك الهبل .. فا نطلق عمرو الى السدو لم يكله لغيره وكمان يحرسه حتى رأى جرذا يبحث برجليه ويقلب الصخر بيد به التي لا يقل بها أربعون رجلا وذاك الذي اراد الله عزوجل وسبق في علمه أنه كائن فصدق ظريفة وعلم أنها صادقة فرجع اليها مغموما فقالت له ... ما وراءك .. فقال شعرا ابنة الخير و الفلاح اصدقينا قد رأينا بعض الذي تعدينا قد رأينا الذي ذكرت يقينا انما الدنيا غرور اللاعبينا قد رأينا الجرذ فى السد يقينا فاشيري الذي تعلمينا قالت يا عمرو اذا ظهر الجرذ الحفار فاستبدل لنفسك دارا من دارو جارا من جارة.ندها تنزل الاقدار ـ قال ومتى يا ظريفة .. قالت له ما بينك و بين سبع سنين ينزل الامر اليقين وتحويل البنين .. قال لها فكيف النجاة فقالت هيهات يا بنماء المزن انقطع علم ذلك من كل ذي علم ولو علم ذلك احد لمامته ظريفة .. ولا يأتى على يوم وليلة الا وانا اتوقع ذلك .. قال لها وماعلامة ذلك قالت ـ ادع بقدح من زجاج في مجلسك دون الرتاج واضرم امامه -كتاب التيجان سر براج فانه يمتلئى رملا بلامناج .. ففعل و وضع قدحا ذ ن رتاج مجلسه فما لبث ان امتلأ رملا والريح لا تصل اليه ـ ثم قالت له يا عمر و اذا رأيت الحصباء في شربك فاغتنم بيع ارضك و اخرج الى النخيل فان رأيت سفها يتنا صل ويميل فارحل فقدان الرحيل وبع ما لك بمأرب من مال قال يا بنة الخبر يضيق بذلك الصدرو ما على هذا الأمر من صبر * قالت يا عمرو ـ التجاء النجاء من اقام غرراً أساء فاعزم ولا يخد عنك المني فان العجز عاقبته البلاء وأن الجلوس غررفالحذر الحذر والله الفعل والامر يهلك من يشاء ويذر فاصدق نفسك ولن ينجو منه ذو ناب ولا ظفر عمر و امره وعزم على بيع ماكان له بمأرب من مساكن وجنات و قصور واجمع ان يرحل بولده واخوته وقومه وفزع ان ينكر عليه ذلك فامر بمائة من الا بل فنحرها وذبح البقر والغنم و كان كثيرا ما يصنع ذلك فأطعم ثلاثة ايام وأرسل في جميع مأرب حتى لا يتخلف عنه احد وكان عمر وقد امر ولده ثعلبة العنقاء وهو اكبر اولاده وهو جد الانصار قال ـ يا ثعلبة اذا امرتك عد الامر باعصنى و اغلظ علي في القول فاذا ضربتك بالميزة التي إيدى فالطمن ـ فقال له يا ابت لا تساعدني بدي ـ قال له ـ ان لم تفعل هلكت انت واخوتك وقومك .. فقال له نعم فلما اجتمع الناس امره الملك عمر و فابی علیه و اغلظ له في القول فضربه بالميزة التي كانت في يده فاطمه علية ابنه ــ فقال عمر وفي يوم مجدى ينظم خدى فيه ولدى واذلاه فوثب الناس إلى ابنه ليقتلوه اعظا ما للملك ـ فقال لهم عمرو ــ لا تقتلوه فان الرحمة سبقت له في قلبي من السخط ولكني سأبلغ منه استطال ثعلبة و اطفاه علي المال ولكنى ساعدمه وابيع جميع مالى بمأرب تحت السدو نذر الله نذرا س ليفان e . - průtě كتاب التيجان ليفعلن حتى يفقر ثعلبة ويدفع الاموال الى اخوته و ينتقل من مأرب الى غيرها ويخلف ثعلبة فقال الناس من اهل الشرف والقوة اغتنموا من عمرو بن عامر غضبه وابتـا عوامنه جميع ما كان له بمأرب فان هو تمادى على غضبه فقد افدتم امو الا عظيمة و ان هو رجع رددتم عليه امواله و كانت لكم عند ه يد فاشتر و امنه جميع ماله فلما قبض ثمن امواله دعا
بمالك بن النعمان و هو سيد الازد بعد ه فأخبره الخبر و دعا بفار يفة فقال لها ما عندك يا ظريفة اين تريد من لنـا السير ــ فقالت يا ما لك بن النعمان يا بن زيد بن كهلان اهل الفضل و البيان ارى ان تند و من الغد و لا تقيم ساعة لو عد امر يسير كالر عد فباعت عند ذلك الاز د اموالها و قالوا لا يتخلف عن ملكنا ۔ فسار عمر و في الا زد و كانوا يمر و ن اعمار اطو الا حتى انه ليكون مع الرجل من ولده وولد ولده عسكر جر ار فكان كل سيد على من يليه وكان مع عمرو ثلاثة و عشرون ر هطا من أولاده و اولاد اولاده وسائر ذلك فلا اجتمعوا للسير دعا ظريفة فقال لها * ٢٦٩ ياظر يفة ابن تريد ين لنا السير فقالت فيكم الامير وعليكم التد بير .. يا اهل المجد من سبأ المزقة سير و النـا فلا بد لكم من فرقة يتقد مهما اليسار و تعفو الآثار فتتأى الديار و تطول فيها الاسفار وتنقضى منها الاوطار عي لمواقضى كل بلد لكم خبر كلما لقيتم نفر ا كان لكم الظفر تتوار ثر ن الملك بعد الملك وتلبسون التاج بغير شك و بدأ الامر من عك ـ فسارت الازد مع عمر و بن عامر و جعلوا على مقد متهم مالك بن النعمان بن الجلهم ابن عدي بن عمر و بن مازن الاز دى فبيناهم يسيرو ن اذ قالت ظريفة كتاب التجان يام.شر غسان انذر تكم من هذا المكان انتم أهل العز والسلطان وفوارس الطعان وسيوف سي قحطان .. قالواو ماذلك باظريفة ـ قالت والسرابيل المحترفة التي يمشى فيها سعلقة بالقدرة المعبقة و السيوف المطبقة ـ قالوا و ما ذ لك يا ظريفة فأمر بنا بالسرعة اذا شئت و الكف متى شئت و الامر اليك .. فقالت انى ارى منكم ايضا حاو وجوها صباحا تسبق الر ما حاو تكثر الصباحا .. قالوا فاين ذلك باطريفة ـ فقالت سيروا الى عك بالسيوف فلكم منهم صر و ف و ضراب و حتوف ۔۔ فز عمو 1 ان ظريفة او ل من ساهم غسان و قيل ان غسان شرب مازن من السد وقال حسان بن ثابت اما سألت فا نا معشر نجب الاسد نسبتنا والماء غسان وقد اختلف الناس في غسان فقالوا هو ماء ابني زيد نزل عليه بنو مازن قسموا به ـ وقال قوم هو ما بين الجحفة و المشلل نهر يسمىغـان فنزلوا عليه فغلب عليهم اسمه و قال أكثر العلماء أنه شر بهم من السد و على هذا عامة العلماء وغسان هم بنو مازن بن الازد خاصة و هذا وفق الاحاديث لا نه شرب لبني مازن من سد سبأ ـ فلما انتهوا الى عك ارسل الملك عمرو بن عامر الى - ملقة بن حباب العكى يسأ له في النزول في ارضهم قليلا ثم يرتحلون عنهم الى ارض غيرها وان سطلقة سيد عك دعا قومه فقال لهم ـ ما ترون ان الملك عمراً قد ارسل الي وقال انا قدمنا بلا دكم واردنا المقام يسيرا مقام الزيارة فواسونا قليلا حتى نرحل عنكم فما ترون في بني عمكم وقد سأ لوكم حسن الجوار يسيرا وقد كرهوا ان ينزلوا ارضكم بغير رضا منكم ولا أذن ـ فقالت عنك ـ ذلك اليك ياسملقة غير انه ما نزل قط قوم على قوم كتاب التيجان ه قوم وعرفوا وجوه ارضهم فوطؤها الا كانت لهم الغلبة عليهم وقد قال يعرب بن قحطان ـ ويل للمنزول عليه من النازل النزول عليه يلين الجوار والنازل مع ذلك متطول .. فقال سملقة ليس هذا من فعل عمرو بن عامسر . لا نه ملك سيروا اليه باسركم فانه اقرب اليكم رحمـا واعظم عندكم منزلة من ان يفعل بكم هذا ـ قالوا له .. امض انت وافعل ما احببت فساراليه سملقة . فقال له ايها الملك اختراي جانب من الوادي شئت ان شئت شرقيه وان شئت غربيه فانزله ـ فقال له جذع بن سنان وكان ص.او كما في غسان و فا تكها في ذلك لزمان ــ ايها الملك الغربي احسن لانه مجمع السيول ومستقر المـاء ـ قال له الملك الغربي احسن ياسملقة فنزل عمرو في غربي الوادي بمن معه وبعث ابنه حارثة (1)را ئدا مع رواد في خيل يرتادون له منزلا وبعث ابنه الحارث في جهة اخرى بخيـل پر تا دون له منزلا تم نحر الملك عمر و وامر بالطعام ونادى الى عك فاجابوه الى طعامه فا حسن اليهم وحملهم وأعطاهم .. وان عمرا بن عامر اعتقل فمات قبل ان يرجع اليه ابناه واستخلف ابنه تعلبة العنقاء في قومه واقام ثعلبة ينتظر الخويه المرتادين قال ونزل عند بني حارثة بن عمرو بن عامر وهم رهط جذع بن سنان رجال من الجن وفيهم قاشر الجني ـ فلما جلسوا حلبوا لهم اللبن وشربوا فقال لهم قاشر الجني يا معشر غسان ما بال لبنكم ليس كلبن في عمكم عك لبنسكم مالح مصرح رقيق و لبن ني عمكم غلیظ دسم قالوا له لاندرى لم ذ لك قال لهم ل ناشر الجني نحن اعلم بذلك منكم انما اتيتم في أموا لكم ومواشيكم من قبل الارض وذلك ان بني عمكم انزلو كم غربي الوادي و أسفلى النهر ومستقر (١) تقدم ابو حارثة وحارثة في الموضعين فتأمله -- ح * ٢٧١ كتاب التيجان ر وتستدر السيول فوا شيهم تشرب صفو الماء ثم تسرح في غربي الوادي فتستقبل الريح بوجوهها وتستد رالشمس بظهورها فتسخن متونها وتنزل ضروعها واذا طلعت الشمس طلعت مكانها فاصابت الكلا قد أطعم نواره وذاب جليده وشرب نداه اصله فاستد نباته و زکی طعمه .. قال و نزلتم يا معشر غسان في غربي الوادى واسفله فا نما مكم تشرب كدرالماء وتسرح شرقي الوادي وتستقبل الشمس بابصارها فتكل عن البذر وتضعف ابدانها الربح بظهورها فتبردمتونها وتنكمش ضر وعها واذا طلعت الشمس فلا تبلغكم الا بعد ارتفاعها فكلاكم ظليل ابدا لا يبرز زهره ولا يشرب نداه اصله .. فمن ثم لبنكم رقيق مالح فكلموا بني عمكم يعاقبوكم من ارضهم قبل ان تهلك انها مكم ... قال فعند ذلك بنت غسان الىءك اعقبو نا من المنزل ولا تستأثر و ا علينا هذه الاثرة كلها ـ فقالت عك يا قومنا الارض ارضنا وانما انتمضر علينا و لو لا السيد الكريم و الملك الرحيم عمرو بن عامر ما انزلناكم ولو كنتم قد اخذ تم الشرقي ما منعناكم فقـد واسيناكم افضل المواساة فلا تبغوا علينا فانه لا يسعكم البنى ـ فقـال ثعلبة العنقاء صدق بنو عمكم فكفوا عنهم فقد احسنوا اليكم في مواساتكم فاخترتم منزلكم الذي انتهم فيه فلا تجعلوا لهم ذنبا لم يذنبوه اليكم ولا ذنب لهم ولا تبغوا عليهم وهذا منكم بنى ــ فقام جذع بن سنان وهو اعور اصم فقال ـ صدقت أيها الملك ـ ثم اتى الى ابن عم له يقال له زوبعة فقال له ان الملك اراد ان تم لك عهدهم و هو حدث غر لا يعرف الشر من الخير ولكن يازوبعة لا بدلك ان تقتل لى سملقة بن حباب وكان زوبعة صاحبا اسملقة فقال له زوبعة ويحك يا جذع انه اخى وصاحبي فكيف اقتله .. قال له جذع ٢٧٢ -كتاب التيجان جذع قد اخبرتك فاتى زوبعة النسان الي سملقة العكى فقال له .. يا بن العم عقب ابن عمك في المنزل التعرف العرب اكرامه فا نه يكره (1) الرحم و فساد ما بيننا وبينك واعلم ان مقامنا في بلاد كم قليل حتى ترتاد منز لا فقال له سماقة انى احب مسرتك وانك لتطلب غير النصف وانك لتعلم مايريد اصحابك وما قـال لهم قاشر الجني واصحابه ـ قال لهم كذا و كذا ولم يرد بناو بكم الخير وانا اعلم ما يؤول اليه هذا الامر وكان سماقة رجلا عائنا زاجرا يقول الشعر ـ فقال السلقة ما انا بشركم من حاجة وكان ذلك اليوم نزل معلقة قو ما من زبيد و كان كريم عك فيا توا عنده فيها سملقة يكلم زوبعة اذ قال له سملقة ياز و بعـة ان الذي اتيت فيه مخنوق او مذبوح .. قال وكيف ذلك باسملقة قال له انك لماكلمتنى وامرأة من الحي قد مرت بي و في يدها ديك فعلمت بزجرى ماقلت لك .. ثمانه بات معه تلك الليلة و تركه حتى تحكمت الخمر في رأسه فقتله و اتى الى الزياديين فقال لهم ـ فروا فان سملقة قد مات واخشى عليكم من عك فتر الزبيديون و رجع زوبعة الى جذع فاخير ه ـ فعند ذلك لا أصبح ووجدت علت سطلقة مقتولا ثارت بالسلاح الى غسان .. فقال لهم جذع
مالكم انتم اخواننا .. قالوا له يا جذع قتل زوبعة سيدنا سلمة .. قال لهم كأنه لم يبيت مع سملقة في القبة الازوبعة قالوا له بات.. نفر من زبيد قال لهم لا تعلمون من قتله وان زوبعة أن تروه بعد هذا وما كان عن امر منا وهذه اموا لنا لكم تحكمون فيها و انه لولا وجع ثعلبة بن عمر و لغدا عليكم فنظر بعضهم إلى بعض وأمروا بجذع فقالوا نقتل اعوراصم دنيـا في قومه ـ ثم قالت عك قدا عتذر اليكم بنوعمكم وقد علموا ماكان منكم من سوء فعل (١) لعله يكره قطع الرحم -- ح * ٢٧٣ كتاب التيجان زييد وصاحبهم ولكن كفوا حتى يدفعوا اليكم زوبعة تقتلوه بسملقة ـ قال لهم جذع ذلك لكم فرجع جذع ومضى الى ثعلبة بن عمر و فلم يخبره أنه امر زوبعة بقتل سملقة فقال له ثعلبة ـ ادفع اليهم ز و بة يقتلوه بسملقة فا نه لاعذر لكم .. قال له جذع لا تعجل ان كان هو من صاحبنا زوبعة فهو من الزبيد بين ـ ثم ان جذع بن سنان الى الى غسان تخير منهم مائة رجل تم قال لك تخيروا منكم مائة رجل يحكمون الامر بيننا و بينكم فتوا عدوا للعهد على مكان بعيد ورجع جذع واختار مائة رجل من قومه وأمران ينطلقوا ليلا الى المكان الذي تواعدوافيه وامرهم ان يدفنوا فيه سلاحهم فلما اصبحوا قال لهم جذع ـ يا معشر غسان اصحا بكم لن يغدوا حتى بروكم فاغدوا في رفيع الثياب ففعلوا وتعرضوا دون سلاح ـ فلما رأواذلك علك اطمأنوا وخرج منهم مائة رجل من اشرافهم بمثل ذلك الزي ـ وقدكان جذع قال لاصحابه احبسوهم بالاحاديث واضربوا لهم الامثال حتى يحمى الهجير و تعلو الشمس و يد خل جميع عك فاذا لوحت لكم بثو بي فعليكم بالسلاح ففعلوا ذلك وقتلوهم حتى ابادوا المائة الرجل ـ ونظر رجل من عك يقال له يزيد بن زياد الى قتلهم فنادى يا آل عك غدرتم في اصحابكم فاقبلت اليه عك على الصعب والذلول وتداءت غسان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى انهزمت غسان ووقعت عك في" غنائم فلما ماؤوا ايديهم وانصرفوا تبعتهم غسان فقتلوهم حتى امعنوا هاربين في الأرض وخلوا منازلهم فنادي جذع في اصحابه ۔۔ ارفعوا السيف فلاحاجة لنافيمن بقي من عك ولا تقربوا غنائمهم ولاعيا لا تهم وحال بينهم وبين ذلك ثعلبة بن عمرو وقال ـ اياك و بنات عمكم ـ فقال المقنع المكي حين انهزمت غسان غسان ٢٧٤ كتاب التيجان ان غسان وعك على و الا شعريون رجال ضنك و القوس فيها وتروعنك(1) والنيل كالنيران صفر سك و المشر فيات تنـا و الداك و الخرد العين لنا و المساك سيعلمون ابنـا الارك قلا كرت غسان عليهم وهزمتهم انشأ جذع بن سنان يقول نحن بنو مازن فينا الملك سيدفع الا بطال عنا الشك سيعلمون من هو الارك اذا التقينا و المكان ضنك غسان غسان وعك مك ليس لكم من البلامنك قال فعظم على ثعلبة بن عمر و غدر عك ولم يجد سبيلا ومالت قبائل غسان مع جذع .. فقال ثعلية لا خير لنا في المقام مع تعاث بعد غد رنا بهم فقال جذع ـ اوطنوا ارض عاك يا آل غسان ـ فارسلت عك إلى الملك شابة و قالت له ـ اعطنا عهد الملك فتشاءم تعا...ة بجذع و اتى الى ثعلبة اخوته المرتادون فاخبروه عن ارض همدان وخصب ارضهم ومراعيهم فدعا بظريفة فقال لها ما ترين فقدجاء بنوك بخير ويخصب ارض همدان وقد اسأنا جوارعك وكرهت المقام فيهم واردت المسير الى همدان فما ترين ..قالت امامك اهل المكر فقدار سلتم عليهم الامير نعمة من نقم الدهر و امالارض همدان فقد اعلمتكم بها منذ زمان .. ثم قالت و الشهاب والفلك و النظارة والو عك ليتخلفن منكم حيان فيعك و ليملكنهم ايما ملك وليد المن عليهم بالدك فساروا الى همدان و تخلف منهم حيان عنس وبولان غاتسبوافي عك الى الآن فقيل عنس وبولان ابنا أصحاب بن عاك وانما عك وبولان اصحاب الحارث بن مازن بن الازد فبيناهم في مسيرهم اذ قالت ظريفة لغلام لها يقال (1) كذا في الأصول والله اعلم * ٢٧٥ كتاب التيجان له سنان باستان بشر الازد غسان من ولد الاغر كهلان بالنصر على همدان والملك الى زمان فلا انتهوا إلى بلاد همدان كلمهم الملك عملية العنقاء ففزعوا ان يكون منهم اليهم ما كان منهم إلى عك بن عدنان بعد المراسلة والاحسان قاموا عليهم فناصبوهم إلى القتال فاقتتلوا قتالا شديدا بموضع يقال له البطحاء فانهزمت همدان ورحلوا عن بلادهم واموالهم..فقال ثعلبة بن عمر ولاتمسوا شيئا من أموالهم فا نظروا إلى موضع من بلادهم ترضونه فانزلوه الى ان تروا مکا نا و ترحلون عنهم فانا لا تريد الاقامة في بلادهم وهم كارهون واحسنوا جوار من رجع منهم ثم بعث إلى همدان هلموا الى اموالكم و بلادكم فانا لا حاجة لنا فيها فرجعوا فقالوا لهم. يا قومنا وقعت بيننا وبينكم قتلى كانت حياتهم خيرا لنا ولكم من موتهم وليس بد من المقدور فاطما نت همدان ورجعت الى منازلها واصطلحت مع غسان .. وقال ثعلبة لهمدان يا تمو منا نريد ان تر حمل عنكم فقالت همدان ايها الملك سخطنا قد ومك واسماء "تنا رحلتك فما احسن الفرقة قبل المعرفة و احسن الاجتماع بعد الفرقة ثم ان ثعلبة و غسان رحلوا وتخلف في بلاد همدان بن عمر و فاحسنت همدان جوار هم و ملكوهم على انفسهم و اسند وا اليهم أمورهم حتى دعاهم ذلك الى ان انتسبوا اليهم فقيل وادعة ان عمرو بن جشم بن حاشد بن همدان فلا اجمعو اللمسير دعا ثعلبة ظريفة فقال لها ـ يا ابنة الخير اين ترين وجه السير ـ فقالت والبرق و البيان والذهب و المقيان لتحار بن الفرسان و لتلقون خيلا ذا ت سنان ذوى بنو وادعة اسل وابد ان وصفائح الايمان فقد موا الى اهل نجر ان فعليكم بحران فلا اتوها لقيهم مذحج سعد المشيرة فقاتلوهم حتى حال بينهم الليل فلا هدأ الناس كتاب التيجان الناس س نادت ظريفة جوف الليل يابي عمر و بن عامر يا عظام المنابر قد جرى لكم خير طائر ـ فاذا اضا ء صبح و اصبح و اعتلج الليل و برح فطو بيلن افلح و نظر في امره واصلح فلما اصبح غدوا الى مذحيح فقا تلوهم قتالا شديدا فا نيز مت قبائل مذحج و وقعت بينهم قتلى تم تصالحت غسان مع مذحج و انتسبت في مذ حيج من غسان بنو زيد بن الهبور و صاروا منهم اخوة فيقال الى اليوم بنو زيد بن الحارث بن كعب ابن عبيد (١) بن خالد بن مالك ـ تم اجمع ثعلبة على المسير فقال لظريفة اين ترين لبنيك المسير .. فقالت نحو السراة عجلوا الرحيلا لا تجعلوا من د و نها بد يلا ا صبح و چه الامر مستحيلا . جه ثم قالت (٢) يا ثعلبة من هذا المكان احكم با لبيان امضوا الآن مسر عين و يتخلف منكم حيان ـ فمن كان منكم ذا هم بعيد و مرا د جديد و حمل شد بد فليأت كار و لید و قصر عمان المشيد فكانت هذه نصر الا زد فسار من سار الى عمان من الازد وكان الذين تحملوا الى عمان بنو نصر ا بن الازدهم اهل بيت عمرو بن الخليد بن البكير و سار بهم ر ئيسهم خوات بن سالم بن ناهدة بن عمر و بن نصر بن الا زد فنزلوا عمان و البحرين ـ ثم قالت يا ثعلبة من كان منكم ذا هم آمدن و خيل ادکن فيلحق ارض شن فكانت هذه صفات ازد شنوءة فلحق بهم عون بن عدي بن حارثة بن عمرو و هؤلاء از د شنوءة ثم قالت .. ياثملية من كان منكم ذاحاجة و امر و آناة و صبر على ازمات (١) في الاصل – عنه (٢) انظر القصة في مروج الذهب ج 1 - ص (٢٦٧) طبع - مصر ☆ ٢٧٧ كتاب التيجان ر الد هي فلينزل الاراك من بطن مرفكانت هذه صفة خزاعة فسارت خزاعة حتى نزلوا ببطن مر ـ ثم قالت من كان منكم ذارمح نجل وسيف تصل و رأي جزل و قو ل فصل - بر بد صدق القول .. و الراسيات في الوحل المطعات في المحل يعلم بعد الجهل و ينصر خاتم الرسل فلينزل بيثرب ذات النخل ... وهي المدينة .. فنزات بهاقيلتان الأوس والخزرج اهل الوجوه الوضية و الانفس الرضية و المناقب السنية فليخر جو ا قبل نزول المنية و حلول القضية و لينزلوا بيثرب بجوار هزان ابن حمير ذات التيجان افضل الاخوان و الجيران ـ خرج حارثة واخوته بنو ثعلية المنقا ء ـ قالت له ـ يا ثعلبة تفرق قومك ثم تلحق بنيك فمن كان منكم يريد بلدا عاليا وعيشا راضيا وخيلا صوافنا وملكا دانيا فليلحق بالمشرق من ارض با بل بين القبائل في اطيب المنازل واحسن المناهل واعلى المعاقل .. فهذه صفة ي همدان بن الازد فسار نحو العراق الى بابل ـ ثم قالت ـ ومن كان منكم ير يدخمرا وخمير! وديباجا وحريرا وملكا كبيرا وتاميرا فليأت بصرى وحفيرا ودمشقا وغويرا.. ومن كان وجهه منيرا وفرسه حمير ا(١) وطعمه قدرا وولده كثيرا فليمض إلى دمشق فكانت هذه صفة علبة بن عمرو بن عامر .. وعلبة هوجفنة فسار جفنة وبنوه وكان العلبة ولد كثير وهو اعن غسان واعز ولد عمرو بن عامر .. وتخلف مأرب مالك بن النعمان بن عمرو بن مازن بن الا زدبعد خروج عمرو بن عامر على من تخلف من و شل الازد .. ونزل السراة من الازد بنوهبير بن الهبور ابن الازد والبعض من ولد الهبور بن دهان وعامر وآهلة ابنا عبد الله ابن نصر بن كعب بن الا زدوهم ازد شنوءة فهذه القبائل الذين سكنوا (١) لعله وفرشه حريراً * و السراة ٢٧٨ كتاب ؛ لتيجان السراة بظهر الجبل الذي يقال له الحجاز اعلى نجد شد بد البرد والحجاز ماحجز بين نجدو نهامة .. ففي اعلى نجد الحر في الشتاء والصيف وفي اسفله غور في الشتاء بارد ونزل سبب ومنهب وراسب منومالك بن نصرات الا زد و هم برق دهان بن دهوان بن كعب بن نصر بن الا زد و هم اولا دعامي الجذر أول من جعل للبيت جدارا وهو الجادر بن الحارث ابن کعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الا زد وهم اهل بيت المهلب ابن أبي صفرة وهو ظالم بن سراق * ثم قالت ظريفة لحارثة و لولده خذوا الجمل الازور فضرجوه بالدم الامر و ارسلوه يمشي على قد رحتى ينزل بكم البلد الاغر بلد النبي الا زهر صلى الله عليه و آله وسلم فنزلوا هؤلاء القبائل الذين نزلوا السراة الذي يقال له الحجاز سمی السراة لاستوائه لانه حجز بين نجد و تهامة و هو السراة و انما و کاستواء سراة الفرس ـ و اقام اة الفرس ـ و اقام بالسراة من غسان من و لد عمرو بن عامر وولد عمران بن عامر ـ ثم سار ثعلبة بن عمرو في اصحابه و وجوه قومه حتى اذا كان بعض الطريق قالت لهم ظريفة وحق ما نزل من علمي بالبيان وما نطق به اللسان ما أعلم مني الا الرب الاعظـم رب جميع الامم انى لا ارى علا يكتم ـ قالوا و ما ذاك ياظريفة قالت ـ خـذ وا البعير الشد قم فا نحر و ه و خضبوه بالدم حتى تأتوا ارض جرهم ولاتبغ بالغلبة فتندم وكف يسلموا و تسلم جوار بيت الله الحرم بيت بناه النبي الأكرم خليل الولي المنعم بيت النبي الأعظم يقتل من كفر و اجرم ـ قال .. فاخذوا الجمل فنحروه ثم مضوا حتى انتهوا الى مكة فاصا بوا بها جر هم و في اسمعيل- فقال ثعلية لجرهم يامعشر جرهم ـ انتم اهل العز ولكم البأس كتاب التيجان . والمجد ولكم على الناس حق بو لا يتكم هذا البيت ولسنا نحب ان يكون بيننا وبينكم حرب فا نا ما نصب لنا احد من الناس حربا الانصرنا عليه خلوا لنا السهل والوطاء حتى تشحم وتلهم انعامنا وغمض عنكم و لا يكون بيننا وبينكم حرب فانكم لا تدرون لمن تكون الغلبة ألكم ام عليكم ـ فغضبت جرهم وقالت ما كنا نرى ان يطمع فينا احد بهذا او يرجوه .. تم تهيؤا للقتال هم و بنو اسمعيل وكانت جرهم و بنو اسمعيل قليلا ـ فهزموهم حتى اد خلوهم مكة واستغاثوا بالحرم ـ وأقام ثعلبة بمكة في بطحائها فذاق شدة العيش هو واصحابه ثم شخصوا عنها وبقى بمكة من غسان ابوحارثة بن عمرو ابن عامر قولي أمرها فاخذه الرعاف ومات .. فكان كل من وليها منهم لا يقيم الاسبعة ايام ثم يموت من الرعاف ـ ثم عم الرعاف عليهم فكانوا لا يتداركون فهربوا ولحقوا بثعلبة... وان ثعلبة انتهى الى الجحفة.. فلما بلغ المثال قالت ظريفة - يا بني عمرو بن عامرا وصيكم فقد هان موتى والكل امر نا ولكل نبأ يولد(١) ارتضا ثم قالت انزلوا واقيموا فأنيميتة هذه الليلة وقدرأيت ان عمى يختفى فيه مولودان في هذه الليلة فجلها الله آية للاولين والآخرين فهو مولود من غسان و يقال له مسعود(٢) بن مازن بن ذؤيب بن عدى ثم قالت .. و الاسم والربا والعلم والابا والنور والضياء لقد ولد فى تميم ؟ من بنى الهم ليس له مفصل ولا عظم يخرج ممسوحاتم تموت امه لسبع ليالينبي بالزيادة و النقصان الي فراغ الخلق والزمان واقسم بالنور والقلق ساله رأس ولا عنق فكان يكبر كما يكبر كل شيىء حتى صار كا لرجل من اهل ز ما نه و ماتت امه السبعة ايام منمو لده فاتوا به الى ظريفة فتحت فيه (1) كذا (٢) في السيرة – واسم سطيح ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن ا۔ فنفثت ابن ذئب بن عدی * ٢٨٠ ار الان كتاب التيجان فنفثت فيه و قالت .. لا تسقوه لبن امرأة و اغذوه فإن هذا يكفيه الى بلوغه ثم قالت ـ انت خليفتي من بعدي .. ثم قالت اقسم بالله يمين الحق ليأتين مثل هذا شق يعلم ماجل و مادق له يد واحدة و رجل واحدة و آية الله عليه شاهدة على ما خفى وما ظهر ينبىء بالحق عند تصديق الخبر فاتو ها به فتفلت في فيه و قالت له .. انت خليفتي من بعدى .. ثم قالت يا عملية اذا جاوزت الحجر والمقام فانزلوا على الاعلام من ارض الشام فاذا اتاك الملك الاعجم في الجحفل العرمرم فقوموا عند انصرام الليل الادهم فالتمسوا امرأة في جيبها ارقم فقلد وها الحرب الاصم - ثم سرا نت في الجيش الامام الى البلد الحرام ـ ثم قلت ان ابنة الخير لها الجوية وميتة تقضى لها مكتوبة يؤدي بها في ليلة العروبة ٤- YAI فيات ليلة الجمعة في عقبة الجحفة فقبر ها هناك مشهور وان عمرو بن ربيعة ابن حارثة بن عمرو بن عامر نزل مكة فا متفر فيها بئرا وسماها غسان و خزاعة من إلى عمر ان الكاهن ولما تخزءت خزاعة قال فيهم عمرو بن. اتف انسانی ولما هبطنا بطن مر تخرعت خزاعة منـا في بطون کر اگر حمت كل و ادمن تهامة واحتمت ببيض القنا والمرهفات البواتر ولما نزلت ازد شنوءة السراة وجدوا بها امرأة من قوم عاد بن قحطان فقالت لهم انى بقية من قوم عاد وانا اعلم بالبلاد منكم فاحملوني على بعير وسيروا بی خبركم عن الارضين حملوها على بعير فلم يستقل بها فقالوا لها ما نجد بميرا يحملك فقالت ... هل من ناقة هبراء فحملو ها عليها فـارت هـم حتى حتى انت كتاب التيجان ارضا تسمى طرب (١) فقالت ـ هذه طرب حجرها ضر وجبلها وعريات الراعي بها شر - ثم خرجت بهم حتى اتت كراء .. فقالت هذه كراء مرملة قاتلة للنساء ثم سارت الى بيشة فقالت ـ منزلة خربة آمنة مانعة ـ فنزات الازد بهذه المنازل كلها -- فقال لها رجل يومئذ اى القسى خير ـ قالت اما السدرة فأنها مذرة هذرة ولكن عليك بالنبع فا نه اصلب عند تقارب النزع واياك والشريان فانها قسي الصبيان ثم ساروا عنها وتركوها بالوادي فقامت از د شنوءة بالسراة و سارت منهم قبائل الى عمان ـ فاول من خرج هم مالك بن فهم و كان سبب خروجه انه كان له جارة وكان لجارته كاية وكان لله اخ له اولاد كثيرة فرمى ابن اخيه كلية جارته فقتلها وكان بنو اخيه اكثر من بنيه فلم يستطع ان يفعل في بني اخيه شيئا فغضب و قال والله لا اقيم ببلد يفعل هذا فيه بضيفى فسار حتى نزل عمان فسمى الموضع الذي رحل اليه نجد الكلية الى اليوم ـ فلما ورد مالك بن فهم عمان "زوج بها امرأة من بني عبد القيس فو لدت له غلمانا كثيرة وكان أصغرهم سليمة وانه اناخ ابله ذات ليلة و خشى عليها الطرد فعقلها ومعه سليمة فياتا فيها فلما كان في الليل قام يفتقد عقلها فرآه سليمة و هو يكب عليها ويرفع رأسه فظن انه لص فنزع له سها فر ماده فقطع نساه فقتله ثم لحق بهان ثم ان الازد ضاقت بهم ارض السراة تخرج من كل قبيلة منهم ناس فرج بنو رابعة بن عمران و بنو حارثة بن عمرو و بنو غالب بن دهران خرجوا و نزلوا بالشعب من ارض عمان فقال في ذلك شاعر من غسان کو نوا گمران اذسبه محله فقال حبس وضیف بات في رصد(٢) (1) كذا ولم نعثر عليه - ح (٢) هذا كماتري والله اعلم * ٢٨٢
- كتاب التيجان
شد المطى على الانساع قا نشمرت تطوى المحاصيح حتى منتهى الرعد وان ثعلبة العنقاء سار حتى قدم الشام وكان اكثر من مضى الى الشام بنو جفنة ابن عمرو بن عامر فلا نزلوا بالشام عورض ثعلبة العنقاء و كان جميلا فقتلته الجن فاستخلف ابنه حارثة وهو ابوالاوس والخزرج وامره ان يشاور في امره جذع بن سنان ولا يعصيه فكان جذع ذا رأى مبين على ماكان من عوره وصممه وكان شجاعا لا يملا قلبه شيء ومات ثعلبة العنقاء وهو ان مائة سنة و مضى القوم حتى بلغوا الشام و بالشام سليح وهو قبيل من عمامة فاضا بوا قيصر قد تغلب على الشام و ذلك بالفترة التى كانت باليمن انقضاء التبابعة وذلك بعدموت قيصر ماهان عامل تبع شمر برعش فولى بعده ابنه دقيوس بن ماهان فقالت غسان السايح ... ارمو نا بلدكم .. قالو لهم ليس لنا من الامر شيء و ذلك الى الملك قيصر - فقالت لهم غسان ـ انتم شفعاؤنا اليه فكلموه في غسان واخذو الهم منه عهد اعلى عهد عيسى واذن لهم بالنزول فنزلوا بالشام واقا موامع سليخ و جاور و هم با حسن جوار وعند غسان كتاب من عند قيصر بالعهد وخرج عامل لقيصر يجي من تحت يده من الروم وغيرهم فاتى غسان يجيبهم فعظم ذلك عليهم لانهم كانو الا يعرفون الجباية ولم تكمن التبابعة تفعل ذلك ولا هي من سنتهم وما كانوايد خلون بيوت أموالهم الا ماج وه باسيا فهم..فلما اتاهم في الجباية عظم عليهم ذلك ونقل فقالواله ان كتاب قيصر بالمعهد عندنا وانما جاورة لوجه المراحة ـ قال لهم ماادري ما تقولون ولكنكم اد وا ما عليكم والا فلكم عندنا السيف والسبى ـ ثم قال لهم لا يبقى منكم انسان الا اعطاني دينا را فاصطفوا صفا واحدا فاذا مررت برجل تا ولى دينارا ـ ففعلوا وجعل لا يمر برجل الا اعطاه دينارا حتى اتى على عد ٢٨٣ كتاب التيجان الصفوف والملك محارثة بن ثعلبة العنقاء قائم بمعزل عنهم فقال لهم مابال هذا لا يعطيني ـ قالواله ذلك الملك ابن الملك قال لهم ـ لا اعرف ملكا غير قيصر .. فقال له هات د ینا را .. فقال له حارثة انا راعي قومي واللك ايصر لنفسه يحمل عنهم الضيم ولا يؤدى قومه الى ما يكرهون (1) وكان اسم الجاني وسيطا فمر على جذع بن سنان و هو واقف في طرف الناس وفي بده سيف خلق الجفن وقد قعديه الدهر ـ فة لله جذع خنسينى حتى اعطيك دينارا فكاكه فاشهره الرومي وقال_ادخله في حرامك فلم يسمع ماقاله ولكنه علم انه لم يقل خير اله .. فقال لمن حوله ماقال قالوا له .. لم يقل شيئا وكرهوا ان يعلموه لشدة نفسه ـ فقال له ابن اخت له قال كذا و كذا... فسل جذع سينه فضرب به رأس الرومى فرماه ثم قال ـ خلفت الراحة و الدعة في سد سبأ ثم احمل ضيا لطلب الراحة والدعة .. فقال رجل من سليح للجابي ـ خذ من جذع بن سنان ما اعطاك قال فذهبت مثلا وخرج كاتب لقيصر فاعلمه الذي كان فبعث اليهم قيصر مائة رجل ايسوقوا غسان فيقتلوا منهم من شؤا فلقوهم غسان بوادي الكسوة تسمي بذلك للكسوة التي اخذت غسان من الروم فيه .. فعمدت غسان الى المال الرجل فقتلوهم واخذ واكسو نهم وخيلهم والى الخبر الى قيصر فيمث الي غسان الجاثليق وة ل له .. انظار لى خير القويم وماهم عليه فاتى الجاثليق الى غسان فوجدهم على عهد قيصر واخر جواله كتاب قيصر فرجع اليه فاعلمه بذاك وقـال الجاليق لقيصر ـ ايها الملك ارفع عن القوم الجور واعلم ان لهم منعة فاكفف عنهم جندك واوف لهم شرطك فبعث اليهم ان ابعثوا الى بمائة رجل من اشرا فكم وخياركم حتى العهد بيني و بينهم عهدا واعقد لهم عقدا (1) كذا وهوغير ظاهر * وان ٢٨٤ F كتاب التيجان وان الا عاجم سريعة قلوبهم الى الغدر عند الغلبة ـ فلما اتهم رسول قيصر قال حارثة ما تقول ياجذع .. قال له جذع - كلا بإحارثة ليس الامر على ما قال قيصر ولكن أرسل معى تسعة وتسعين عبداوانا تمام المائة فقال له حارثة الرأي رأيك فسار اليه .. فلا الى جذع إلى قيصر قال من انت ـ قال جذع ابن سنان قال قيصر .. ومن هؤلاء الذين معك سمهم .. قال له جذع هؤلاء تسعة وتسعون عبداليس فيهم حر غيرى و اما على ان ياتيك خيارنا ووجوهنا فتفعل بهم بامرك فلا فافعل خيرا ان اردته وان كان شر اقتلات وتسعين عبدا وقتلتني شيخا اعور اصم .. فلما رأى قيصر ذلك وانه تسعة لم ينل حاجته شاور اصحابه فقال لهم ــ ماترون ـ فقالو اله اذا لم تنل حاجتك واعط هذا الكلب الاصم حاجته ـ فقال له قيصر -- ماحا جتك ـ فقال له جذع ان في نفسك مناشيئا لا يدلك منه ومقامنا معك غرور وانت ملاك نقد ران تقول فتفعل و اذا قدر الا عجمن فعل ونحن العرب نقد روشرك
لطفا ورأفة ـ فق ل قيصر اسمعتم ما لقينى به هذا الكلاب الاعمى .. و لو الله رجاله الذر الحب العالم لمن يريد ان يذبحه قاتل ( 1 ) فقال له جذع ۔۔ اکتب لى كتابا بالصلح بيني و بينك واعطنافيه ذمة ابراهيم و اسحاق وفي : بالكتاب الاول الذي قد كنت كتبت لنا ولا تمنع منامن اراد الد خول في بلدك ولا من اراد الخروج ولات: نا مرعى نرعاه ولاياتينا عدو الا كانت عساكرك انصارة ولا يظامنا ظالم الا نصرتنا و المواساة منك بالعدل فاعطاه ذلك وكتب له كتابا وارسله الى عامله وارسله العامل الى حارثة ـ وقال لهم لكم العدل والمقام متى شئتم و الرحيل متى شئم ـ فقال جذع لاصحابه اعطاكم والله (1) كذا – ولعله ابذر الحب العام لمن تريدان تذبحه قابل - ح * . ٢٨٥ عطفاً تحته حتف فأعطوه استقامة تعقبها ندامة واحذروا فاني لا آمنه عليكم – إنما أراد أن يسكنكم حتى تسكنوا ثم يفاجئكم بغدره كأن قلبه لكم كالمرجل وإني والله ما التقى بصره وبصري حتى رأيت العداوة في نظره وبعد ذلك فإن ظريفة قد وصفت لكم من يقيم بأرض الشام وما تلقون من حروبهم وإنهم بنو علبة بن عمرو وهم بنو جفنة - فأقيموا وقد وصفت من يلحق بيثرب فإنهم يا حارثة بنوك وبنو بنيك فأطيعوني فما زلت لكم ناصحاً فقال له حارثة صدقت يا جذع فسار حارثة وبنوه الأوس والخزرج للوصف الذي قد كانت ظريفة وصفته لهم وأقام بنو جفنة ومن أقام معهم من أخوانهم من بني عمرو بن عامر وغيرهم من قبائل الأزد فدخلوا في نسب بني جفنة - وهم بنو قيس بن جفنة وعمرو ابن جفنة وعامر بن جفنة وجبلة بن جفنة وأولادهم - وتقدم حارثة بن ثعلبة العنقاء إلى يثرب وقدم عمرو بن جفنة على قومه وأخوته وبني عمه بالشام وانصرف حارثة إلى يثرب
- ↑ کذا*