انتقل إلى المحتوى

التيجان في ملوك حمير/سيف بن ذي يزن أول ملك متوج

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الصفحات ٣٠٦–٣١٠
 

سيف بن ذي يزن أول ملك متوج

وأقام سيف بن ذي يزن ملكاً من قبل كسرى يكاتبه ويصدر في الأمور عن رأيه إلى أن قتل وإن سبب قتله إنه أخذ من أولئك الحبشة خداماً فخلو به في منضدة[١] فزرقوه بحرابهم فقتلوه وهربوا فطلبهم أصحابه فقتلوهم جميعاً وانتشر الأمر باليمن ولم يملكوا أحداً على أنفسهم غير أن كل ناحية ملكوا عليهم رجلاً من حمير وكانوا كمثل ملوك الطوائف حتى أتى الله بالإسلام وهذا ما كان من أخبار الملوك الدابرة والأمم الغابرة والحمد لله على ذلك كثيراً كما هو أهله تم الكتاب بحمد الله الوهاب*

وما ذكر من أخبار سيف بن ذي يزن الحميري في نسخة من غير هذا التأليف قيل لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنين[٢] أتته وفود العرب وأشرافا وشعراؤها لتهنئة وتمدحه وتذكر ما كان من آلائه وطلبه بثار قومه ― فوفد عليه عبد المطلب

. ابن هاشم وأمية بن أبي الصلت وأمية بن عبد شمس وخويلد بن أسد في جماعة من أهل بيته وإذا الملك جالساً في رأس غمدان وهو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت لطلب الوتر

إن المكارم والأفضال في يزن
لجج في البحر للأعداء أحوالا
أتى هرقل وقد شالت نعامته
فلم يجد عنده النصر الذي سالا
ثم انتحى نحو كسرى بعد عاشرة
من السنين يهين النفس والمالا
حتى أتى ببني الأحرار يقدمها
تخالهم فوق متن الأرض أجبالا
من مثل كسرى وما دار الملوك له
ومثل وهرز يوم الموت إذ صالا
لله درهم من عصبة خرجوا
ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا
لا يفخرون وإن جدت مفاخرهم
فلا ترى منهم في الطعن ميالا
غر حجا حجة بيض مراجحة
أسد تربب في الغيطان أشبالا[٣]
يرمون عن شدف كأنه عطب
في جحفل جعل الأموات أسجالا[٤]
أرسلت أسداً على سود الكلاب فقد
أضحى شريدهم في الأرض فلالا
فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفعاً
في رأس غمدان داراً منك محلالا
ثم أطل بالمسك إذ شالت نعامتهم
وأسبل اليوم في برديك إسبالا
تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيباً بماء فعادا بعد ابوالا

ثم استأذن وهو على سريره وتاجه على رأسه ووميض المسك في مفرقه وسيفه بين يديه وعن يمينه وشماله الملوك والمقاول وأبناء الملوك فسلم عبد المطلب ودنا وأستأذنه في الكلام ― فقال له سيف إن كنت ممن يتكلم بين أيدي الملوك فقد أذنا لك ― فقال عبد المطلب أيها الملك ― إن الله جل اسمه قد أحلك محلاً رفيعاً صعباً منيعاً شامخاً باذخاً وأنبتك منبتاً طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت أصله وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن وأنت أيها الملك رأس العرب وربيعها الذي به تخصب وأنت عمودها الذي عليه عمادها ومعقلها الذي تلجأ إليه العباد ― سلفك لنا خير سلف وأنت لنا منهم خير خلف ولم يخمد ذكر من أنت سلفه ولن يهلك من أنت خلفه ― نحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته أشخصنا الذي أبهجنا إليك لكشف الكرب فنحن وفد التهنئة لا وفد الرزية ― فقال سيف أيهم المتكلم قال ― أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ― قال ― ابن أختنا ― قال ― نعم أصلح الله الملك ― قال ― مرحباً وأهلاً وناقة ورحلا وملكاً ربحلا يعطي عطاء جزلاً قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فأهل الليل والنهار ما أقمتم ولكم الحباء إذا ظعنتم ثم انهضوا إلى دار الضيافة وأجرى عليهم الإنزال وأقاموا لا يصلون إليه ولا بأذن لهم شهراً ثم انتبه لهم انتباهة فأرسل إلى عبد المطلب فأحضره وأدنى مجلسه ورفع قدره ثم قال له ― يا عبد المطلب إني مفوض إليك أمراً لو كان غيرك لم أبح له به وجدتك معدنه فأطلعتك عليه ― إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون خيراً عظيماً وخطراً جسماً فيه شرف الحياة وفضيلة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة ― فقال عبد المطلب ― أيها الملك عز جدك وطال عمرك ودام ملكك ― فهل الملك مخبري بإيضاح فقد وضح لي بعض الإيضاح ― فقال سيف هذا حبه الذي يولد فيه أو قد ولد يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه وقد وجدناه مراراً والله باعثه جهاراً وجاعل له منا أنصاراً بعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ويضرب كتاب التيجان الطاعة میمه بهم الناس عن عرض ويستبيح بهم كرام الارض يعبد الرحمن و يكسر الا و ثان .. قو له فصل ووجهه سهل و امر ه عـد ل يأمر بالمعروف و يقله و ينهى عن المنكر و يبطله غضيض الطرف عفيف الفرج مبارك ن الغرة .. صـادق اللهجة تظله الغمام و يهتدى به الا نام قال خر عبد المطلب ساجد الله فقال سيف ۔۔ ارفع راسك ثلج صدرك و علا كميك فهل احسست من امره شيئا ـ قال نعم .. اصلح الله الملك كان لى و له و كنت به معجبا و علیه شفيقا فز و جته بكر عة من كر ثم قو می آمنة بنت وهب بن عبد مناف بززهرة فجاءت بغلام سميته محمد امات ابو ه قبل امه و كفلته انا و عمه ـ فقال سيف ـ و البيت ذي الحجب M با و العلامات على النصب انك ياعبد المطلب لجده غير الكذب .. فا حفظ ابنك و احذر عليه من اليهود فانهم له عدى و ان يجعل الله لهم عليه سبيلا و اطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الذين معك ـ فلست آمن ان بد اخلهم النفاسة بأن تكون لك الرياسة فيبتغوذلك النوائل وينصبون لك الحبائل و هم غافلون عن ذلك و آباؤهم (١) و لو لا ان الموت مجتاحي ، نيل مبعثه اسرت تخیلی و ر جلي حتى اصير يثرب دار مملكته .. فا نی اجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون ان بيثرب استحكام امر • و دار هجرته و اهل نصر نه و موضع حفر ته و لو لا الى اخشى عليه الآفات و احذر عليه العاهات لا وطأت رقاب العرب كعبه و اعلیت على حداثة سنه ذكره و لکنی سا صرف ذلك اليك من غير تقصير منى ثم امر لكل واحد منهم بمان من الابل و عشرة من الخيل و عشرة من البقر وعشرة من الغنم و عشرة من العبيد و عشرة ارطال ذهب وعشرة (1) كذا – ويحتمل - فاعلون ذلك، وابناؤهم - ح * كتاب التيجان و امر ارطال من الفضة وبكرش مملوءة عنبرا و بكرش مملو ء ة مسكا .. و لعبد المطلب بعشرة اضعاف ذلك ـ و قال ياعبد المطلب اذ اكان رأس الحول فأتنى بخبر ا بنك و ما يكون من امر ه ــ فمات سيف قبـل رأس الحول .. فكان عبد المطلب يقول .. لا يغبطنى احد بجزيل عطاء الملك و لكن يغبطنى بما سيبقي لي شرفه و ذكره الى يوم القيامة ـ و الله اعلم تم (1) الكتاب بحمد الله تعالى ومنه وكرمه وحسن توفيقه فله الحمد على كل حال و كان الفراغ من رقه وقت العصر من يوم الاحد الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة احد شهور سنة أربع وثلاثين بعدالف من الهجرة وذلك خط الفقير الى الله سبحانه وتعالى المطهر بن عبدالرحمن بن المطاهر بن الامام شرف الدين وكتبه يومئذ في الدار الحمراء ولى سبع سنين وثلاثة اشهر اسيرا فلله الحمد على ما قسم لى و اسأل الله بحق القرآن العظيم ان يضاعف الاجر و يمن بحسن الصبر و القبول لماكتبه الله وان يفك اسرى بحق محمد المصطفى و فك اسر الجميع من المسجو نين آمين آمين آمين وصلى الله على اشرف خلقه اليه واقربهم منزلة لديه خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ا جین (١) هذه عبارة الاصل* اخبار


  1. كذا ويحتمل أنه ― في قصره
  2. في دلائل النبوة ― بسنتين*
  3. في السرة - بيضا مرازية عليا أساورة ― اسدا تريب في الغيضات أشبالا - ح
  4. كذا - وفي السيرة كأنها غبط - ح *