التيجان في ملوك حمير/النسر الرابع
النسر الرابع
قال ثم توجه لقمان يا أمير المؤمنين إلى جبل قريب منهم فلما دنا من الجبل سمع منادياً ينادي به يا لفمان بن عاد اطلع إلى الجبل تلق عند السهور[١] ذي الرتب في تلة العرتون المنتصب مغيباً لم يغب من حلول موت قد كتب على أهل المشرق والمغرب فطلع لقمان ذلك الجبل حيث وصف الذي ناداه فإذا هو بوكر نسر فيه بيضتان قد تفلقتا عن فرخيهما فاختار أحد الفرخين وعقد في رجله سيراً ليعرفه به وسماه مغيباً ثم قال أنت المغيب - كما سماك من لا يكذب عيشك معي العيش المخصب ويزاح عنك المكد المخرب وأنا عليك حدب في بقائك مرتقب فكن أبقى ممن قد ذهب فكان لقمان لا يغفل عن إطعامه حتى نهض طائراً له يدعوه باسمه للمأكل فيجيبه حتى إذا كبر وضعف ودعاه لقمان ذات يوم من رأس الجبل فلم يجبه فطلع إليه فوجده ميتاً فهاله ذلك من موته هولاً شديداً ونزل به كرب عظيم فأنشأ لقمان يبكي نفسه وهو يقول