التيجان في ملوك حمير/النسر الثالث
النسر الثالث
قال وكان لقمان يومئذ بالسراة فبينما لقمان يبكي نفسه تحت شجرة إذ سمع منادياً ينادي يا لقمان بن عاد اطلع الصفا تجد عند العرتون شرفاً تصادف فيه خلفاً وشبحاً مأموراً يطيعك منصفاً لمن تجد عنده خلفاً واسمه خلف واقبل بالحياة نصفا*
قال فطلع لقمان رأس الجبل فوجد وكر نسر فيه بيضتان قد تفلقتا عن فرخيهما فاختار أحد الفرخين وعقد في رجله سيراً ليعرفه به وسماه خلفاً ثم قال أنت الخلف كما وصفك من وصف احترازاً من التلف وأبقى مما قد سلف ولك عندي أفضل النصف – وكان لا يغفل عن إطعامه حتى نهض طائراً مسخراً له يدعوه للطعام فيجيبه حتى إذا أدركه الكبر وضعف ولم يقدر أن يطير أخذ له لقمان قفصاً يحمله فيه حيثما توجه ويطعمه فيه ويقال إنه يا معاوية أول من حمل طائراً في قفص - فينما لقمان في مجمع عكاظ ومعه نسره ذلك في قفصه إذا اجتمع إليه من حضر من العرب بعكاظ وطلبوا إليه أن يريهم نسره فبينما هم يلبونه وينظرون إليه إذ مات النسر في أيديهم وبينهم فاغتم لقمان لموته وجزع عليه جزعاً شديداً وانحل جسمه وقال في ذلك شعراً
اخبار عبيد
يا نفس ابكي عليه ان تجدى عند اختياريان عندي لك الصفا
اخترت من هفوتي بلا حدث ولا احترام منى لك التلفا
عليك ابكي اذصرت نصب الردى و است ایکی ببرنی خلفا
و
ايقنت ان النفوس لاحقة لا شك في ذاكم بمن سلفا
والموت لا شك فيه يطلبني وهو مدرکی و ملحقي قرفا
مكما
عيناي لا تبخلا
بد
على بل فا مطلا به وكفا
واسعدانی سیل سرب محد را دانيا ولاقنا
فت عليه يجود دمعكما بعدی با دراره وان نز فا
و استعيرا بالدما بقاء كما و لا تضنا به نقد ازفا
مونى نجودا لمهبع درر من نهر جرت با لشيخ معتر فا
ثلاثة كلهم قدكن لي حزنا وصيرت نفسي لاردى لها هدفا
همانجا تی من مدرکی هربا ومن غلوب علمي قد عكفة
والقلب منى الخوف سطو ته واحدة في الوقت قد ر جفا
والخوف منه انسوف يلحقنى في غفلتى سادرا قد التحفا
و كان عمرو بن عمارة بن لخم ملكا من ملوك العرب في ذلك الزمان و كان
قدر شهد عكاظ بجنوده يوم هلك نسر لقمان بن عاد الذي سماه خلفا و كان
عمرو بن غارة قد عر في امر لقمان فقال في شعر له و هو يعظ قو مه
يذكر لقمان بن عاد
ا نعم الراى ليس ذو أرب يدعى ار يبا الا بماقدرأى(1)
كونو الدى الحزم التوكل ما لاقاهاتى و ان فلا صبرا
( 1 ) هذه القصيدة والتي قبلها في الخبط سواء
ه
( 40 )