انتقل إلى المحتوى

التيجان في ملوك حمير/النسر الثالث

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الصفحات ٣٥٩–٣٦١
 

النسر الثالث

قال وكان لقمان يومئذ بالسراة فبينما لقمان يبكي نفسه تحت شجرة إذ سمع منادياً ينادي يا لقمان بن عاد اطلع الصفا تجد عند العرتون شرفاً تصادف فيه خلفاً وشبحاً مأموراً يطيعك منصفاً لمن تجد عنده خلفاً واسمه خلف واقبل بالحياة نصفا*

قال فطلع لقمان رأس الجبل فوجد وكر نسر فيه بيضتان قد تفلقتا عن فرخيهما فاختار أحد الفرخين وعقد في رجله سيراً ليعرفه به وسماه خلفاً ثم قال أنت الخلف كما وصفك من وصف احترازاً من التلف وأبقى مما قد سلف ولك عندي أفضل النصف – وكان لا يغفل عن إطعامه حتى نهض طائراً مسخراً له يدعوه للطعام فيجيبه حتى إذا أدركه الكبر وضعف ولم يقدر أن يطير أخذ له لقمان قفصاً يحمله فيه حيثما توجه ويطعمه فيه ويقال إنه يا معاوية أول من حمل طائراً في قفص - فينما لقمان في مجمع عكاظ ومعه نسره ذلك في قفصه إذا اجتمع إليه من حضر من العرب بعكاظ وطلبوا إليه أن يريهم نسره فبينما هم يلبونه وينظرون إليه إذ مات النسر في أيديهم وبينهم فاغتم لقمان لموته وجزع عليه جزعاً شديداً وانحل جسمه وقال في ذلك شعراً


اخبار عبيد يا نفس ابكي عليه ان تجدى عند اختياريان عندي لك الصفا اخترت من هفوتي بلا حدث ولا احترام منى لك التلفا عليك ابكي اذصرت نصب الردى و است ایکی ببرنی خلفا و ايقنت ان النفوس لاحقة لا شك في ذاكم بمن سلفا والموت لا شك فيه يطلبني وهو مدرکی و ملحقي قرفا مكما عيناي لا تبخلا بد على بل فا مطلا به وكفا واسعدانی سیل سرب محد را دانيا ولاقنا فت عليه يجود دمعكما بعدی با دراره وان نز فا و استعيرا بالدما بقاء كما و لا تضنا به نقد ازفا مونى نجودا لمهبع درر من نهر جرت با لشيخ معتر فا ثلاثة كلهم قدكن لي حزنا وصيرت نفسي لاردى لها هدفا همانجا تی من مدرکی هربا ومن غلوب علمي قد عكفة والقلب منى الخوف سطو ته واحدة في الوقت قد ر جفا والخوف منه انسوف يلحقنى في غفلتى سادرا قد التحفا و كان عمرو بن عمارة بن لخم ملكا من ملوك العرب في ذلك الزمان و كان قدر شهد عكاظ بجنوده يوم هلك نسر لقمان بن عاد الذي سماه خلفا و كان عمرو بن غارة قد عر في امر لقمان فقال في شعر له و هو يعظ قو مه يذكر لقمان بن عاد ا نعم الراى ليس ذو أرب يدعى ار يبا الا بماقدرأى(1) كونو الدى الحزم التوكل ما لاقاهاتى و ان فلا صبرا ( 1 ) هذه القصيدة والتي قبلها في الخبط سواء ه ( 40 )

انتم
أنتم كلقمان في بينكم
أمسوا كما يمسي لم يكن صغرا
فمن رأى منكم الملوم ومن
لاقى سروراً يقول قد ظفرا
في أمر لقمان عبرة لكم
إذ قال نسراً يختار أو بعر
في كهف طود ولا ترى أبداً
وطأة وأط ولا ترى مطراً
أو أنسر سبعة لها أمد
يفنى فقال الشقي بل أنسرا
ففاته الخلد إذ تخيره
يفنى كفاكم بذاكم عبرا
خير فاختار جاهداً تلفا
فصار للموت والردى جزرا
من ذا إليه حوى مناه ومن
عنه بما احتال يصرف القدرا
والخير والشر ملك مقتدر
كلا بعز وقدرة قهرا