البداية والنهاية/كتاب الفتن والملاحم/الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسنات

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



فصل ( الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسنات )


قال القرطبي وغيره: من ثقلت حسناته على سيئاته، ولو بصؤابة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أثقل ولو بصؤابة دخل النار، إلا أن يعفو الله سبحانه عنه، ومن استوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف. وروي مثل هذا عن ابن مسعود، رضي الله عنه.

قلت: يشهد له قوله تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما [النساء: 40] لكن ما الحكم فيمن ثقلت حسناته على سيئاته بحسنة أو بحسنات؟ هل يدخل الجنة فيرتفع في [ص:517] درجاتها بجميع حسناته، وتكون قد أحبطت السيئات التي وازنتها وقابلتها؟ أو يرتفع بما بقي له من الحسنات الراجحة على السيئات، وتكون السيئات قد أسقطت ما وازنها من الحسنات، فأبطلتها؟ وكذلك إذا رجحت سيئاته على حسناته بسيئة أو بسيئات، هل يعذب في النار بجميع سيئاته، أو بما رجح على حسناته من سيئاته ؟