انتقل إلى المحتوى

الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس/تميم اليفرني بمدينة فاس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
 

الخبر عن دولة الامير تميم اليفرني بمدينة فاس وأعمالها وفي
الدولة الأولى بها

هو الامير أبو الكامل تميم بن زمور بن يملى الزناتى ثم اليغرنی امیر بنى يفرن كلها في وقته ملك مدينة فاس بعد غروب جامة عنها وهزيمته وذلك في شهر جمادي الآخرة سنة أربع وعشرين واربع مائة فاوقع فيها باليهود فقتل منهم خلقا كثيرا يرددون على الستة الاف يهودى واخذ أموالهم وسبى نساءهم وكان تميم اليفرني رجلا مصمما في دينه الغالب عليه الجهل وكان مولعا جياد برغوادلة كان يغزوهم في كل سنة مرتين فيقتل منهم ويسبى فلم ينزل على ذلك الى أن مات في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة فلمّا كان في سنة اثنتين وستين واربع مائة وقتل ولده محمد في حرب لمتونة اتوا به ليدفونه الى جنب قبر أبيه تميم فسمعوا من قبره تكبيرا عظيما وتشهدا فنبشوا القبر فوجدوه لم يتغيّر منه نى فرداه بعض قرابته فى النوم في تلك الليلة وقل له ما فلك التكبير والتسبيح والتشهد الذي سمعنا من قبرك قال ملايكة وكلهم الله تعالى بقبي يكبرون ويهللون ويستحون ويكون اجر ذلك لى فلا يقتلع فى عمل إلى يوم القيامة قال له ويم تلت ذلك وبلغت من الله تعالى هذه المنزلة حتى اكرمان بهذه الكرامة قال بجهاد في الكفرة برغوادلة وفعلن فيهم في كل سنة، فاقام الامير بمدينة فاس مدة من سبعة أعوام ووصل حمامة بن المعتز الى وجده فاطم بها سنة وقد تفوقت عند جیوه وترقت جموعه فلما را ذلك خرج من مدينة وجدة إلى مدينة تونس وكتب الى قبائل مغراونا فاجتمعوا اليه بها وأقام حركة وزحف بجيوش مغراوة الى مدينة فاس فلكها وفر عنها تميم بن زيرى اليفرني الى مدينة سالة وذلك في سنة أحدى وتلتين واربع مائة وقيل كان دخوله فاس في دولته الثانية في دي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة وأقام سمامة بن المعتز على ملك مدينة فاس وكثير من أعمال المغرب ومدن الى أن توقى فى سنة أربعين وأربع مائة فكانت ايامه بالمغرب ثمان عشرة سنة غلب عليه فيها تميم اليغرنّى بمدينة فاس نحو خمسة أعوام أو سبعة على اختلاف الروايات وولى بعد حمامة ولده دوناس