إلمامها أهدى إلى الصب لمم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ

​إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ​ المؤلف السري الرفاء


إلمامُها أهدَى إلى الصَّبِّ لَمَمْ
إذ طَرَقَتْ وهْناًفَحَيَّتْ من أَمَمْ
لاعِبةٌ زارَتْ مُجِدّاً لَعِبَتْ
به السُّرى والأرحبيَّاتُ الرُّسُمْ
باتَتْ تُريه البانَو هو مُغْرِبٌ
في حَمْلِه الوردَ الجنيَّ والعَنَمْ
و طَلعةًسالَم ضوءُ صُبحِها
ظلامَهاو الصُّبحُ حَربٌ للظُّلمْ
و قد عفا مَنزِلُها بقلبِه
كما عفا منزلُها بذي سَلَمْ
أحَلَّها منه مَحَلاًّ صَدَداً
لا الرِّيحُ تَعفوهُ ولا صَوبُ الدِّيَمْ
يا كَذِبَ القُربِ المُفيدِ نِعمةً
منهاو يا صِدْقَ البُعادِ المُنتَقِمْ
لا تُنْكِراً فَرطَ سَقاميإنما
حَمَلْتُ عن أجفانِها بَعضَ السَّقَمْ
آنستُ منها بخَيالٍ آنسٍ
يُسابِقُ الغُمْضَإذا الغُمْضُ أَلَمّ
و عارضٍ أكلأُ منه بارِقاً
كالنارِ شَبَّتْ في ذُرى طَوْدٍ أَشَمّ
إذا ادلهمَّ ابتسمَتْ لشائمٍ
أقطارُهفاختلفَتْ منه الشِّيَمْ
كأنه نَشوانُ جَرَّ ذَيلَه
فكلَّما رِيعَ انتضَى عَضْباً خَذِمْ
حتى إذا الرَّعدُ انبرَتْ ألسُنُه
كأنما يَخلِطُ لَحْناً بِكَلِمْ
فاطَّرَدَ الماءُ على أرجائِه
و نارُه من كلِّ أفقٍ تَضطَرِمْ
و حلَّت الرِّيحُ نِطاقَ مُزْنِه
فعادَ منه البَرُّ بحراً مُلتَطِمْ
قُلْناو قد أخجلَ فيضَ جُودِه
جُودُ ابنِ فَهْدٍكَرَمٌ بعدَ كَرَمْ
العارِضُ المُختالُ من إنعامِه
و بأسِه ما بينَ نُعْمى ونِقَمْ
مُسَلَّطُ البأسِ على أعدائِه
و مُؤثِرُ الجُودِ على الأمرِ المُهِمّ
بَنَتْ أياديه بِهَدْمِ مالِه
سُورَ عُلا للأَزدِ غيرَ مُنهدِمْ
ثناؤُنا زَهْرُ الرَّبيعِ المُجتلى
و جُودُه صَوبُ الرَّبيعِ المُنسجِم
كم قالَ مَنْ يسمعُ مَدحي ويرى
إحسانَهعاش زهيرٌ وَ هَرِم
لا أعدَمَ اللّهُ الأَنامَ ظِلَّه
فقد أَزالَ الخَوفَ عنه والعَدَمْ
هذاو يَومٍ تكتسي البِيضُ به
لَوْناًو تكسو لونَها سُودَ اللِّمَم
كأنه لَيلٌ بَهيمٌ خَطَرَتْ
فيه منَ الشُّمِّ البَهاليلِ بُهَم
أُسْدٌ لَهامن بِيضِها وسُمرِها
جَداوِلٌ مُطَّرَداتٌ وأَجَمْ
يَنثُرُ بالطَّعْنِ أَنابيبَ القَنا
كما وَهي سِلكُ الفِرِنْدِ المُنتَظِم
أقامَإذ عَرَّدَ فيه قِرنُه
بالسَّيفِ في قلبِ العَجاجِ مُعتَصِمْ
حتى تَجلَّى النَّقعُ عن أسيافِه
كما انجلَى عن وَضَحِ الشَّيْبِ الكتَم
يا أقربَ الناسِ مَنالاً في النَّدى؛
و أبعدَ الناسِ مَراماً في الهِمَم
صُمْتَفأعطَيْتَ الصِّيامَ حقَّه؛
و رُبَّ ذي صَوْمٍ خِداجٍ لم يَصُم
فانعَمْ بفِطْرٍ حَسُنَتْ أيامُه
حتى لَخِلْناها من الحُسْنِ نِعَمْ
وافاكَو الغَيْثُ عَميمٌ والرُّبى
ضاحكةٌ بالزَّهْرِو النَّبْتُ عَمَمْ
فاغتَنِمِ العَيشَ الذي من حَقِّه
إذا صَفَتْ أيامُه أن يُغتَنَمْ
و حَمِّلِ الكأسَ الهُمومَإنَّها
مَطِيَّةٌ للهَمِّ يحدوها النِّعَمْ
مُذْهَبَةٌ تَبسِمُ عن حَبابِها
مثلَ جَنى النَّرجِسِ جَادَفابتَسَمْ
و اجتَلِها عَذراءَ لم تأْتِ بها
غادَةُ نَهَّابٍ تَعَدَّىو ظَلَمْ
كأنها زَهْرَةُ رَوْضٍ أَشرَقَتْ
أجفانَها المُزنُ بِدَمْعٍ مُنسَجِمْ
و خَيرُ هذا الشِّعرِ ما تَلبَسُه
من ثِقَةٍ في الشعرِ غيرِ متَّهَمْ