إذا السحاب حداه البرق مجنوبا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا

​إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا​ المؤلف السري الرفاء


إذا السَّحابُ حَداه البرقُ مَجْنُوبا
و حَثَّ منه وَميضُ البرقِ شُؤْبُوبا
و حنَّ حتى أجابَ النَّبْتَ حَنَّتَه
كأنه مُذكِرٌ أشجانَها النِّيبا
و حمَّلَ الريحَ حِمْلاً لا كِفاءَ له
يُعيدُ مَنكِبَه بالثِّقْلِ مَنكوبا
و سارَ جَحفلُه في الجوِّ وانتشرَتْ
أعلامُهفحَباها البرقُ تَذهيبا
و خِيلَبينَ ضِرامٍ ساطعٍ وَحَيَاً
أبو الفوارسِ مَرجُوّاً ومَرهوبا
فجاد حَيّاً أُرَوِّي في زيارتِهم
خوفاً وظنّاً أُوَرِّي عنه تغييبا
و إن حَمى البينُ عَذْباً من موارِده
إلا خيالاً يَزيدُ القلبَ تَعذيبا
و ربَّما جَنَّبتْ ريحُ الجنوبِ حَياً
رَدَّ الجَوى فيه حتى عادَ مَربوبا
و شبَّ لي في سوادِ الليل بارقُه
فخِلْتُه في سوادِ القَلبِ مَشبوبا
أقولُ والرّيحُ تَثْني من أعِنَّتِه
على الثَّنِيَّةِ أَلاَّ رُحْتَ مَسلوبا
أرضٌإذا نُسِجَتْ فيها مَطارِفُها
زادَتْ لطِيبِ الثَّرى أطرافُها طِيبا
لا تستغيثُ إلى الأنواءِ تُربتُها
إذا استغاثَ إليها التَّرْبُ مَكروبا
دَساكِرٌو رياضٌ حينَ ساعدَني
دِينُ البَطالَةِ كانت لي محاريبا
و ما تَنَمَّرَ جِلبابُ الغَمامِ بها
إلا كسا الرَّوْضَ من نَهرٍ جَلابيبا
كأنما الغيثُمُرفَضّاً بعَقوتِها
نُعْمى الأميرإذا ارفَضَّتْ شآبيبا
الواهبِ النفْسَ للأرماحِ في نَشَبٍ
يُعيدُهُ في طِلابِ الحَمْدِ مَوهوبا
بينا تراه وأسلابُ الملوكِ له
رأيْتُه بسِجالِ العُرفِ مَسلوبا
كالغيثِ يَبسِمُ للرُّوَّادِ بارِقُه
و ربَّما عادَ في الأعداءِ أُلْهُوبا
أقامَ للرِّفْدِ سُوقاً من مَكارِمِه
يُضحي الثَّناءُ إليهاالدَّهرَمَجلوبا
و دَرَّتِ الجُودَ وَعْداً صادقاً يَدُه
و كان ظَنّاً على الأياتمِ مَكذوبا
حِلمٌ ومَكرُمَةٌما دارَ بينَهما
إلا أراكَ هِضاباًأو أهاضيبا
يُقابلُ الخَصْمُ منه مَنْطِقاً ذَرِباً
و القِرْنُ أزرقَ ماضي الحدِّ مَذْرُوبا
أَغَرُّ لا تَخْضِبُ الصَّهباءُ راحتَه
حتى يَرُدَّ القَنا رَيَّانَ مَخضوبا
أقولُ للمُبتغي إدراكَ سُؤدُدِهِ
خَفِّضْ عليكَ فليسَ النجمُ مطلوبا
إنْ تسألِ السِّلمَ تَسْلَمْ من صَوارِمِه
أو تُؤثِرِ الحربَ تَرجِعْ عنه مَحروبا
كم من جَبينٍ أنارَ السيفُ صفحتَه
فعادَ طِرْساً بحدِّ السَّيفِ مَكتوبا
و كم له في الوغى من طَعنةٍ قتلَتْ
عِداهأو نثَرت رُمحاً أنابيبا
قومٌ إذا جَرَّدوا البِيضَ الرِّقاقَ حوَوْا
جُردَ الصَّواهلِ والبِيضَ الرَّعابيبا
بَادُونَ للعِزِّ يَبدو ضَوءُ نارِهِمُ
لَيلاً إذا باتَ ضَوءُ البرقِ مَحجوبا
يُعِدُّ من تَغلِبَ صِيداً غَطارِفَةً
أَضحى مُغالِبُهُم في الحربِ مَغلوبا
أَرسَوا قِبابَهم في البرِّو اتَّخذوا
سُوراً عليه من الأَرماحِ مَضروبا
إليكَوافَتْ بنا الآمالُ مُهدِيةً
دُرَاً إلى لُجَجِ الأَفكارِ مَنسوبا
من كلِّمَخدومةِ الألفاظِ خادمةٍ
على نَفاسَتِها الغُرَّ المَنا جيبا
و كم لأفكارِنا من سِلْكِ قافيةٍ
أصابَ دُرَّ مَساعٍ منك مَثقوبا