ألقي في حبك القناع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
(حولت الصفحة من أُلقي في حبّكَ القناعُ)

أُلقي في حبّكَ القناعُ

​أُلقي في حبّكَ القناعُ​ المؤلف كشاجم



أُلقي في حبّكَ القناعُ
 
وصارَ كالرؤية ِ السّماعُ
وشاعَ من سرّنا الذي ما
 
كنّا نرى أنهُ يُشاعُ
وقد خلعنا فلا رقيبٌ
 
نَخْشَى ولا عاذلٌ يُطاعُ
صَارَتْ مناجاتُنا شِفاهاً
 
وانقضَتِ الرّسْلُ والرقاعُ
وأسرعَتْ سَلْوتي وداعاً
 
فحبّذا ذلكَ الودَاعَ
يا ذا الذي بِعْتُهُ فؤاداً
 
ما كانَ لولا الهوى يُبَاعُ
وصلُلتَ لي مُذْ وصلتَ فرداً
 
وإنّما هجرُكَ المشاعُ
وكلّما زادَ فيك عقدٌ
 
من كَلَفٍ زادَ فيَّ اتّبَاعُ
ما إنْ رأينا سِواكَ ظَبياَ
 
تَفْرَقُ من لحظِهِ السّباعُ
طَبيٌ تراعُ القلوبُ منه
 
والظّبيُ من ظلّهِ يُراعُ
وجنة ٌ مِلؤُهَا غرامٌ
 
ومقلة ٌ ملؤُها خِدَاعُ
مَتَاعُ لحظٍ لمستشفٍّ
 
لهُ بما حملَ اضطلاعُ
طَالِعْ أخي وَجْهَهُ تُطالِعْ
 
بدراً لَهُ في الدّجا اطّلاعُ
إنْ لم تصدّقْ فهاتِ تَابعْ
 
وانظرْ لِمَنْ يحصُلُ التّباعُ
وبعدَ ذا فالمضيعُ منّا
 
يومُ سرورٍ هو المُضَاعُ
فَقُمْ لِينَفْتَضَّها عَرُوساً
 
تُباعُ في مَهْرِها الضّياعُ
نارٌ بَدَتْ في إناءِ نورٍ
 
لها وما شَعشعتْ شُعاعُ
إِنْ صُدِعِ الرأسُ من شَرابٍ
 
فهي يُداوَى بها الصُّداعُ
قد نَظَمَتْ سِمْطَهَا الرّوابي
 
وقشّرَتْ شَعرَها البِقَاعُ
فالزَّهر في الأَرَضِ لِي بَسْطٌ
 
والغيمُ في الجوِّ لي شراعُ
أُنْظُرْ إلى منظرٍ تولتْ
 
صَنِيعة ُ مُزنة ٌ صنَاعُ
للنَّبتِ تحتَ الدّجَا اضطجاعٌ
 
وللنَّدى فوقَهُ اضطِجَاعُ
طابتْ لَنَا قَاربٌ فطابتْ
 
وهادُهَا الخضرُ والتّلاعُ
واستبشَرَتْ تلكمُ المغَانِي
 
واستضحَكَتْ تلكُمْ الرّباعُ
تَروى القلوبُ العطاشُ منه
 
وتشبَعُ الأَعينُ الجِيَاعُ
وذاكَ بستانُها الذي ما
 
للطَّرفِ عن أمرهِ امتناعُ
حديثُ أَطيَارِهِ صياحٌ
 
ولعْبُ أشجارِهِ صِرَاعُ
وصوتُ دُولابها سَمَاعٌ
 
لنا إذا فَاتنَا السّماعُ
يا جنَّة ً وسعتْ فَما إنْ
 
لجنّة ٍ عندَهَا اتّساعُ
لا أزمَعَ الغيثُ عنكِ بيناً
 
ولا دَرَى الغيثُ ما الزمَاعُ
بل جادَ بالريّ فيكِ جوداً
 
تَروى بهِ قارة ٌ وَقَاعُ
جودٌ على أخي المعالي
 
فجودُهُ في النّدى طِباعُ
السيّدُ الأيّدُ الذي عن
 
سؤددِهِ ينجلي القِراعُ
الأسد المستفيضُ الأُ
 
سودَ في عَيْنِهِ ضباعُ
للفَهم في لحظِهِ اتّقَادٌ
 
لِلعلْمِ في لفظِهِ التمّاعُ
مماصعٌ في العلى مُصَاعاً
 
يضيقُ ذرعاً بهِ المصاعُ
مُدافعٌ دونها دفَاعاً
 
يقرعُ سنّاً له الدّفَاعُ
ضليعُ عزمٍ ضليعُ حزمٍ
 
يا بأبي مجدُهُ اليفَاعُ
حُكْمُ النَّدى في هواه مَاضٍ
 
وأمرُه عندَه مُطاعُ
ذُو عزمة ٍ ما لها ارتدَادٌ
 
دونَ مَدَاهاولا ارتجاعُ
فما أضاعت فليسَ يُحمى
 
وَمَا حَمَتْه فما يُصاعُ
يفديهِ من فِعلهُ بطيءٌ
 
جدّاً وأقوالُهُ سِراعُ
دينارهْ في السّماحِ فلسٌ
 
وَكَرّهُ في النّجارِ صَاعُ
ياسيداً سؤدداً أصيلاً
 
لا سؤدداً أََصْلهُ ابتدَاعُ
غُبِطْتَ ما عشتَ في سجاعٍ
 
وعاشَ في غبطة ٍ سجاعُ
وزادَ نجما كما ارتفاعاً
 
فما امترى ماثلٌ سجاعٌ
فأَنتما لا عَدَا اقترابٌ
 
شَمْلَكُمَا لا ولا اجتماعُ
العينُ والحاجِبُ اقتراباً
 
في الوصلِ والعضدُ والذّراعُ
إِنْ يَكُ قلبٌ رضيعَ قَلبٍ
 
فبينَ قلبيكما رضاعُ
عليَّ كلُّ ارتفاعِ عزٍّ
 
لهُ لدى عِزّكَ اتّضاعُ
 
ما لم يكنْ قَطّ يُسْتَطَاعُ
فما امترى مائِلٌ سجاعٌ
 
في أَنّه القائِلُ السّجاعُ
أحرَزتَ منهُ ركيبَ فكرٍ
 
تضمَّنتْ وكره القِلاعُ
إن تصطَنِعْهُ على اختيارٍ
 
منك فما ضاعَ الإصطناعُ
أو يكْسُ في ظنّكَ انتفاعاً
 
فقد زَكا ذاكَ الانتِفَاعُ
هاهو مُصْغٍ إليك سمعاً
 
لهُ إلى أَمرِكَ استماعُ
مُدَّرِعٌ منكَ درعَ فخرٍ
 
فليهنهُ ذاكَ الادَّراعُ
فاصْدَعْ بهِ قلبَ كلّ لاحٍ
 
بقلبِهِ منكما انصِدَاعُ
فأنتَ طَودُ العلا الذي قد
 
رَسَا فما إنْ لهُ انقلاعُ
كم ذي نزاعٍ إلى محلٍّ
 
حَلَلْتَهُ خَانَهُ النزاعُ
فما يساويه فيهِ إلاَّ
 
إذا استوى الرأس والكراعُ
وقولُنا غيرَ ذا جُنونٌ
 
إن تجنِ قلناه أو صداعُ
عش سالماً لاختراعِ مجدٍ
 
فإنَّه نِعمَ الاختراعُ
جودُك ما إن لهُ انقطاعُ
 
ومدحُنا ما لهُ انقِطَاعُ