أللأربع الدهم اللواتي كأنها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا

​أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا​ المؤلف ذو الرمة


أَلِلأَرْبُعِ الدُّهُمِ اللَّوَاتِي كَأَنَّهَا
بَقِيَّاتُ وَحْيٍ فِي مُتُونِ الصَّحَائِفِ
بوهبينَ لمْ تيركْ لهنَّ بقيّةً
زبيبُ الزُّبانى بالعجاجِ القواصفِ
تغيَّرنَ بعدّ الحيِّ ممَّا تعمَّجتْ
عَلَيْهِنَّ أَعْنَاقُ الريَاحِ الْحَرَاجِفِ
تصابيتْ واستعبرتْ حتى تناولتْ
لِحَى الْقَوْمِ أَطْرَافُ الدُّمُوعِ الذَّوارِفِ
وُقُوفاً عَلىَ مَطْمُوسَةٍ قَطَعَتْ بِهَا
نوى الصَّيفِ أقرانَ الجميعِ الأوالفِ
قلائصَ لا تنفكَّ تدمى أنوفها
على طللٍ منْ عهدِ خرقاءَ شاعفِ
كما كنتَ تلقى قبلُ في كلِّ منزلٍ
عَهِدْتَ بِهِ مَيّاً فَتِيٍّ وَشَارِفِ
إِذَا قُلْتُ قَلْبِي بَارِىءٌ لبَّسَتْ بِهِ
سقاماً مراضُ الطَّرفِ بيضُ السَّوالفِ
بعيداتُ مهوى كلِّ قرطٍ عقدنهُ
لِطَافِ الْخُصُورِ مُشْرِفَاتُ الرَّوَادِفِ
فَمَا الشَّمْسُ يَوْمَ الدَّجْن وَالسَّعْدُ جَارُهَا
بَدَتْ بَيْنَ أَعْنَاقِ الْغمَامِ الصَّوآئِفِ
ولا مخرفٌ فردٌ بأعلى صريمةٍ
تصدَّى لأحوى مدمعِ العينِ عاطفِ
بِأَحْسَنَ مِنْ خَرْقَآءَ لَمَّا تَعَرَّضَتْ
لنا يومَ عيدٍ للخرائدِ شائفِ
سرى موهناً فالتمَّ بالرَّكبِ زائرٌ
لخرقاءَ واستنعى هوىً غيرَ عازفِ
فَبِتْنَا كَأَنَّا عِنْدَ أَعْطَافِ ضُمَّرٍ
قدْ غوّرتْ أيدي النُّجومِ الرَّوادفِ
أَتَتْنَا بِرَيَّا بُرْقَةٍ شَاجِنِيَّةٍ
حشاشاتُ أنفاسِ الرّ‍ِياحِ الزَّواحفِ
دهاسِ سقتها الدَّلو حتى تنطَّقتْ
بِنَوْرِ الْخَزَامَى فِي التِّلاعِ الْجَوَآئِفِ
وعيناءَ مبهاجٍ كأنَّ إزارها
عَلىَ وَاضِحِ الأَعْطَافِ مِنْ رَمْلِ عَاجِفِ
تَبَسَّمَ عَنْ أَحْوَى اللِّثَاتِ كَأَنَّهُ
ذُرَى أُقْحُوَانٍ مِنْ أَقَاحِي السَّوَآئِفِ
دعتني بأسبابِ الهوى ودعوتها
بِهِ مِنْ مَكَانِ الإِلْفِ غَيْرِ الْمُسَاعِفِ
وعوصاءِ حاجاتٍ عليها مهابةٌ
أطافتْ بها محفوفةٍ المخاوفِ
حمىً ذاتِ أهوالِ تخطَّيتُ دونها
بِأَصْمَعَ مِنْ هَمِّي حِيَاضَ الْمَتَالِفِ
وأشعثَ قدْ نبَّهتهُ عندَ رسلةٍ
طليحينِ بلوي شقَّةٍ وتنائفِ
يئنُّ إلى مسِّ البلاطِ كأنَّما
يراهُ الحشايا في ذواتِ الزَّخارفِ
ثَنَى بَعْدَ مَا طَالَتْ بِهِ لَيْلَةُ السُّرى
وبالعيسِ بينَ اللاَّمعاتِ الجفاجفِ
يداً غيرَ ممحالٍ لخدٍّ ملوَّحٍ
كَصَفْحِ الْيَمَانِي فِي يَمِينِ الْمُسَآئِفِ
وأشقرَ‍ بلَّى وشيهُ خفقانهُ
على البيضِ في أغمادها والعطائفِ
وأحوى كعيمِ الضَّالِ أطرقَ بعدما
حَبَا تَحْتَ فَيْنَانٍ مِنَ الظِّلِ وَارِفِ
فقامَ إلى حرفٍ طواها بطيِّهِ
بها كلَّ لمَّاعٍ بعيدَ المساوفِ
أَوَاخِيُّهَا بِالْمُرْأَيَاتِ الرَّواجِفِ
وألوحُ شمٍّ مشرفاتِ الحناجفِ
وَأَغْضَفَ قَدْ غَادَرْتُهُ وَادَّرَعْتُهُ
بِمُسْتَنْبَحِ الأَبْوَامِ جَمِّ الْعَوَازِفِ
بعيدٍ منَ المسقى تصيرُ بجوزهِ
إِلىَ الْهَطْلِ هِزَّاتُ السَّمَامِ الْغَوَارِفِ
وَقَمَّاصَةٍ بِالآلِ دَاوَيْتُ غَوْلَهَا
مِنَ الْبُعْدِ بالْمُدْرَ نْفِقَاتِ الْخَوَانِفِ
قَمُوسِ الذُّرَى تِيهٍ كَأَنَّ رِعَانَهَا
مِنَ الْبُعْدِ أَعْنَاقُ الْعِيَافِ الصَّوَادِفِ
إِذَا احْتَفَّتِ الأَعْلاَمُ بِالآلِ وَالْتَقَتْ
أنابيبُ تنبو بالعيونِ العوارفِ
عسفتُ اللَّواتي تهلكُ الرِّيحُ بينها
كلالاً وجنَّانُ الهبلِّ المسالفِ
بِشُعْثٍ عَلىَ أَكْوَارِ شُدْقٍ رَمَى بِهِمْ
رهاءَ الفلا نأيُ الهمومِ القواذفِ
تُسَامِي عَثَانِينَ الْحَرُورِ وَتَرْتَمِي
بنا بينها أرجاءُ خوقٍ نفانفِ
إِذَا كَافَحَتْنَا نَفْحةٌ مِنْ وَدِيقَةٍ
ثنينا برودِ العصبِ فوقَ المراعفِ
وَمُغْبَرَّةِ الأَفْيَافِ مَسْحُولَةِ الْحَصَى
دياميمها موصولةٌ بالصَّفاصفِ
صدعتُ وأشلاءُ المهارى كأنَّها
دلاءٌ هوتْ دونَ النِّطافِ النَّزائفِ
بخوصٍ منَ استعراضها البيدَ كلَّما
حدا الآل حدُّ الشَّمسِ فوقَ الأصالفِ
مَسَتْهُنَّ أَيَّامُ الْعَبُورِ وَطُولُ مَا
خَبطْنَ الصُّوَى بِاْلمُنْعَلاَتِ الرَّوَاعِفِ
ومطوُ العرى في مجفراتٍ كأنَّها
تَوَابِيتُ تُنْضِي مُخْلِصَاتِ السَّفَآئِفِ
برى النَّحزُ منها عنْ ضلوعٍ كأنَّها
بِمُخْلَوْلِقِ الأَزْوَارِ عُوجُ الْعَطَآئِفِ
يَمَانِيَةٌ صُهْبٌ تُدَمِّي أُنُوفَهَا
إذا جدَّ منْ مرفوعها المتقاذفُ
إذا فرقدُ الموماةِ لاحَ انتضلنهُ
بِمَكْحُوَلةِ الأَرْجَآءِ بِيضِ الْمَوَاكِفِ
رَمَتْهَا نُجُومُ الْقَيْظِ حَتَّى كَأَنَّهَا
أواقيُّ أعلى دهنها بالمناصفِ
إِذَا قَالَ حَادِينَا أَيَا عَسَجَتْ بِنَا
صُهَابِيَّةُ الأَعْرَافِ عُوجُ السَّوَالِفِ
وصلنا بها الأخماسَ حتى تبدَّلتْ
مِنَ الْجَهْلِ إِحْلاَماً ذَوَاتُ الْعَجَارِفِ
تَرَى كلَّ شِرْوَاطٍ كَأَنَّ قُتُودَهَا
على مكدمٍ عاري الصَّبييَّنِ صائفِ
مُرِنِّ الضُحَى طَاوٍ بَنَى صَهَواتِهِ
رَوَايَا غَمَامِ النَّثْرَةِ الْمُتَرَادِفِ
يصكُّ السَّرايا منْ عناجيجَ شفَّها
هبوبُ الثُّريَّا والتزامُ التَّنائفِ
إِذَا خَافَ مِنْهَا ضِغْنَ حَقْبَآءَ قِلْوَةٍ
حداها بجلجالٍ منَ الصَّوتِ جادفِ
وَهَيْجُ التَّنَاهِي وَاطِّرَادٌ مِنَ السَّفَا
وَتَشْلاَلُ مَخْطُوفِ الْحَشَا مُتَجَانِفِ