أما والهوى بالوجوه الملاح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ

​أمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


أمَا والهوى بالوُجُوه الملاحِ
لَقَد لَذَّ لي في الغرام کفتضاحي
ومن ثمَّ رحتُ وقول العذول
يمرُّ بسمعي مرور الرياح
حرامٌ عليَّ بدين الغرام
ركوني إلى ما تقول اللواحي
ويا ربّما زادني صبوة
إذا ما لحاني على الحبّ لاحي
ويوماً على غفلات الرقيب
نَحَرْتُ به الزقّ نحر الأضاحي
وما العيشُ إن كان عيشاً يسرّ
سوى كأس راحٍ وخودٍ رداح
بروضٍ تصِفّقُ أوراقه
وقبَّلَ بالقطر ثغر الأقاح
أسّرحُ طرفي بتلك الرياض
بحيث کغتباقي وحيث کصطباحي
وأسكرني طرف ذاك الغرير
بغير المدام فهل أنت صاح
بروحي ذاك المليح الذي
يحيّي الندامى برَوح وراح
تراءَتْ بوجه الحييّ الحليم
وتفعَلُ فِعْلَ السفيه الوقاح
جنحنا إلى حلبات الكُمَيْت
وليس على مطرب من جناح
فكدْتُ أطير سروراً به
ومن ذا يطير بغير الجناح
ومستملح نامم سكره
على أَنَّ فيه بقيّات صاح
فوسّدْتُه ساعدي والكرى
يخوض بعينيه حتّى الصباح
فعانقتُ منه مكانَ العقودِ
وألبستُ منه مكان الوشاح
فللّه من نشوات الصّبا
ولله من هفوات الملاح
ومن رشفاتٍ ترشّفتها
تبلّ غليلي وتأسو جراحي
أقولُ له هل تطيق النهوض
ولو مدَّ راحٍ إلى أخذِ راح
فقد نبَّهتكَ ديوك الصباح
وأكثرنَ من غلبات الصياح
فأومى إليَّ بهات الصبوح
وصرَّحَ في لفظ راح صراح
فناولته الكأس مملوءَةً
وغنَّيْتُه بالقوافي الصحاح
فكان له غَزَلي كلُّه
وكان لسلمان جلُّ امتداحي