انتقل إلى المحتوى

أمن أجل هم بالعتيمة طارق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أمن أجل هم بالعتيمة طارق

​أمن أجل هم بالعتيمة طارق​ المؤلف إبراهيم بن قيس


أمن أجل هم بالعتيمة طارق
ترنمت أم ذكرى حبيب مفارق
أأم لرعابيب عذارى غرانق
يمدن كأغصان فويق النمارق
أأم أنت للدنيا الدنية عاشق
وقد كنت في أمس لها غير عاشق
فقلت لها واللّه ما لي سفاهة
ولست إِلى ما قد ذكرت بشائق
ولكن لقوم عاهدوا اللّه أنهم
يقدون نسج الهام من كل فاسق
وأن يقدحوا زند الحروب لديهم
وأن يردوها جهرة بالمفارق
وأن لا يولوا الدبر يوم عريكة
ويوم هياج للبلا وشقائق
فولوا نفوراً حين ما اشتدت الوغى
وألقوا عهود اللّه من كل شاهق
ولا يرقبوا في اللّه إِلاّ وذمة
وكان مسؤلاً عهد رب المشارق
فيا ليت شعري كيف طاشت عقولهم
وكيف استطاعوا حل عقد الوثائق
وكيف رضوا بالذل بعد ظهورهم
على الكل وانقادوا ورا كل ناعق
وصاروا كمثل الرق في كل بلدة
يهشون كالأنعام مع كل سائق
فخذلانهم في الدين أدهى مصيبة
ونقضهم للعهد إحدى البوائق
فواللّه لولا كان من عقد بيعة
ومن قسم منهم وصفقة صافق
لأصبح كل مستكيناً بخدره
لصيقاً إلى بكر من البيض عانق
وما نقموا شيئاً على علم نية
فإن نقموا أفحمتهم بالدقائق
ولو فلجوا ثم اعترفت بفلجهم
لعدت وعادوا في العهود الوثائق
ولو لم أكن قد قمت ضاق خضوعهم
لمن هو من ماء من الصلب دافق
على أنه لا يستلذ بغيرهم
فإن قيل لا قلنا بلى يا بن طارق
وإلاَّ فسيحوا عنه مقدار فرسخ
فإن لم يدن حقاً فلست بصادق
فإن قيل قال اللّه جل أخرجوهم
من الدار وإلا بنا كضرب العوانق
فقد قال فيهم جلا لو أن فعلتم
إذاً لهديناكم لرشد الطرائق
وقولهم من ذاك يكفل أهلنا
لقد جعلوا رب السما غير رازق
لعلهم ظنوا بأن معاشهم
يروح ويغدو بعد حيلة حادق
وقد قال أيضاً إن يكن نساؤكم
أحب إليكم من بديع الطرائق
بعداً لكم بعداً ولذلك أنكم
نأيتم على قطر من الأرض ساحق
وألزمهم حرب الذين يلونهم
بأجمعهم لا عذر فيه لمارق
ها أنا كالملهوف بين ظهورهم
أفور وقوداً في الوغى غير طارق
ولو حضرتني الأربعون لأثرت
قواضبها في المبطلين الزواهق
فكم في براة من براة لخالف
عن النصر بين الخالفات الفنائق
وإن قال عي في العقود برخصة
لكل أب من أشيب أو مراهق
فما في الأنام أريحي مهذب
يفر كعبد آخر الليل آبق
بلى إن منهم ذا الحمية ربما
يواصل بالطومار سراً كسارق
وأيضاً فما ذا من جهاداً ذا الفتي
ثحامى على أن لا يلاقى بمارق
كأن لم يكن شمل الأنام مبدداً
بسهم منون بالقضيه راشق
وليس وذي الآلاء يظهر أمرهم
بطيب كلام أو بكتمان راتق
فلو كان لين القول يظهر دعوة
لكان رسول اللّه حلو المناطق
ولكن كما قال المهيمن أنها
ببيض رقاق لمعها كالبوارق
وفتية صدق صابرين أعزة
على السفها فوق العتاق السوابق
أما أنه سبحانه خص حزبه
والزم الفا حرب ألفي منافق
وقال تعالى للنبيء محمد
الاكن غليظاً للعدو المعاوق
وقد قال أما تثقفن منافقاً
فشرد به من خلفه بالعوائق
بطعن كأشداق الجمال مفتح
وضرب ببيض الهند للهام فالق
وإن خفت من قوم هناك خيانة
فحاربهم طرا بجند الصواعق
ويوم أسارى بدر قال لأحمد
ولولا كتاب بالسعادة سابق
نجوت فلو آسرت قوماً ولم تكن
بمثخن في قتل ولست بفاتق
وقال له ضرب الرقاب وبعده
فشد وثاق القوم شد المخانق
كما أمر الأملاك يوماً بضربها
وكل بنان في عدو مشافق
سلوا المصطفى ما قال لابن دجانة
وقد هز سيف الحق عند التراشق
وما كان من أبناء كعب بن أشرف
ومن حكم سعد في القريض الموافق
سلوا عن أبي بكر الرضي ألم يكن
سقاه الردى صبراً ومشي الحرائق
سلوا عمر الفاروق هل كان خاضعاً
لزلزلة من مغرب ومشارق
سلوا الخلفاء المقتدين بهديهم
أعزوا بغير السيف ديناً لخالق
سلوا عرو عن بلج وأبرهة الرضي
أما قتلوه وهو تحت السرادق
سلوا راشداً ثم الخليل خليله
أبالسيف عزوا أم بلثم العواتق
أما قتلوا في البر والبحر ثلة
فقتلاهم ما بين دام وغارق
أولئك إخواني وآلي وموئلي
وقلبي إليهم وامق أيّ وامق
وقلبي لهم ما عشت بالنصر واثق
ولست إِلى أهل الخنوع بواثق
ألا رب خل كان عندي مقرباً
وثقت به فانسل عند الحقائق
فمالي إِلى الدنيا ولذة عيشها
وربح تجارات وغرس بواسق
ولم ادر بعد العقد ما كان بيننا
أخلع بران أم طلاق كطالق
أأم حرمة من غير تخييرنا جرت
فهل بد من تعريفها للخلائق
أأم خاف سيف البغي والجور فانثنى
فلا هو مملوك وليس بطالق
فخذها ففيها للبيب فوائد
إِذا هو أصغى سمعه غير ناطق
محبرة لا يسأم القلب نشرها
وفضل ولا سمع ولا عين رامق
شداها فتى تلقاه في الناس مشرفاً
ولو كان في الاحشا كلذع الفواسق
وكم حاسد قد غاله بشتيمة
وكم مبغض للحق بالهجر سابق
ولكنه أم الاله بفعله
وكل أذى منهم به غير لائق
وأختم قولي بالصلاة مسلماً
على خير مخصوص بفضل السوابق
مدى الدهر ما غنى حمام مطوق
على معذقات السدر فوق الغرانق