ألا قل لشر عبيد الإلـ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ

​ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ​ المؤلف صفي الدين الحلي


ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
ـهِ وطاغي قريشٍ وكذابِها
وباغي العِبادِ وباغي العِنادِ،
وهاجي الكِرامِ ومُغتابِها
أأنتَ تفاخرُ آلَ النبي
وتَجحدُها فَضلَ أحسابِها
بكمْ باهلَ المصطفى أمْ بهمْ
فردَّ العداةَ بأوصابها
أعَنكُمْ نَفَى الرِّجسَ أم عَنهمُ
لطهرِ النفوس وألبابِها
أما الرِّجسُ والخَمرُ من دابِكم،
وفرطُ العبادةِ من دابِها
وقلتَ ورِثنا ثيابَ النّبيّ،
فكَمْ تَجذبِونَ بأهدابِها
وعندَكَ لا يُورِثُ الأنبياءُ،
فكَيفَ حَظيتُمْ بأثوابِها
فكَذّبتَ نَفسَكَ في الحالَتَينِ،
ولم تعلمِ الشهدَ من صابِها
أجَدُّكَ يَرضَى بما قُلْتَهُ،
وما كانَ يوماً بمرتابِها
وكانَ بصفينَ من حزبهمْ،
لحربِ الطغاةِ وأحزابها
وقد شمرَ الموتُ عن ساقِهِ،
وكشرتِ الحربُ عن نابِها
فأقبلَ يدعو إلى حيدرٍ،
بإرغابِها وبإرهابِها
وآثَرَ أن تَرتَضيهِ الأنامُ
منَ الحكمينِ لأسبابِها
ليُعطي الخِلاَفَةَ أهلاً لها،
فلَمْ يَرتَضوهُ لإيجابِها
وصلذى مع الناسِ طولَ الحياةِ،
وحيدَرُ في صَدرِ مِحرابِها
فهَلاّ تَقَمّصَها جَدُّكم،
إذا كان، إذْ ذاك أحرَى بِها
لِذا جُعِلَ الأمرُ شُورى لهم،
فهل كانَ من بعضِ أربابِها
أخامِسَهُمْ كانَ أمْ سادِساً،
وقد جلبتْ بينَ خطابِها
وقولكَ أنتمْ بنو بنيهِ
ولكن بَنو العَمّ أولى بِها
بنو البنتِ أيضاً بنو عمّهِ،
وذلِكَ أدنَى لأنسابِها
فدَعْ في الخلافةِ فَصلَ الخِلافِ،
فليستْ ذلولاً لركابِها
وما أنتَ والفَحصَ عن شانِها،
وما قَمّصوكَ بأثوابِها
وما ساورتكَ سوء ساعةٍ،
فَما كنتَ أهلاً لأسبابِها
وكيفَ يخصّوكَ يَوماً بِها
ولمْ تتأدّبُ بآدابِها
وقلتَ بأنّكُمُ القاتِلونَ
أسودَ أميةَ في غابِها
كذَبَتَ وأسرَفتَ فيما ادّعَيتَ،
ولم تنهَ نفسكَ عن عابِها
فكَم حاوَلَتها سَراةٌ لَكُمْ،
فردتْ على نكصِ أعتابِها
ولولا سيوفُ أبي مسلمٍ
لعزتْ على جهدِ طلابِها
وذلكَ عَبدٌ لهمْ لا لَكُمْ،
وسَعيِ السُّقاةِ بأكوابِها
وكنتُم أسارى بَبطنِ الحُبوسِ،
وقد شفكم لثمُ أعقابِها
فأخرَجَكُمْ وحَباكُمْ بِها
وقَمّصَكُم فَضَل جِلبابِها
فجازَيتموهُ بشرّ الجزاءِ،
لطَغوى النّفوسِ وإعجابِها
فدَعْ ذكرَ قومَ رَضوا بالكَفافِ،
وجاؤوا الخِلافَةَ مِن بابِها
همُ الزّاهدونَ، همُ العابدونَ،
هُمُ السّاجدونَ بمِحرابِها
هُمُ الصّائمون، هُمُ القائمون،
هُمُ العالمون بآدابِها
همُ قطبُ ملة دينِ الإلهِ،
ودورُ الرّحَى حولَ أقطابِها
عليكَ بلهوكَ بالغانياتِ،
وخَلِّ المَعالي لأصحابِها
ووصفِ العذارِ وذاتِ الخمارِ،
ونعتِ العقارِ بالقابِها
فذلك شأنُكَ لا شأنُهُمْ،
وجَرْيُ الجِيادِ بأحسابِها