ألا إنه الفرقان عين وجودي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي

​ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي​ المؤلف محيي الدين بن عربي


ألا إنهُ الفرقانُ عينُ وجودي
وإنْ كانَ قرآناً فذاكَ شهودي
زبورٌ وتوراةٌ وإنجيلُ مهتدٍ
مسيحٌ وقرآنٌ صريحٌ وجودي
تعاليتَ أنت الله في كل صورةٍ
تجلتْ بلا سترٍ لعينِ مريدِ
وقدْ شهدتْ عندي بذاكَ مسامعي
من ألفاظِ معصوم بحبل وريدِ
فما العالم المنعوتُ بالنقصِ كائنٌ
ولكنه نقصٌ بغير مزيد
فما نظرت عيني مليكاً مسوَّداً
تجلى لمملوك بنعتِ مسود
سواه ولكن فيه للقلبِ نظرة
إذا هوَ حلاَّه بنعتٍ عبيدِ
فأخبرت عن قرب بما أنا شاهد
وإنْ كنتُ فيما قلتهُ ببعيدِ
فبعدي بهِ قربٌ إليهِ وقربنا
هوَ البعدُ إذ كانَ الوجودُ شهيدي
وما أنا معصوم ولست بعاصمٍ
إذا طلعتْ شمسي بنجمِ سعودي
ولو كنتُ معصوماً لما كنت عارفاً
وإني لعلاَّم به وبجودي
كما جاءنا نصُّ الكتابِ مخبراً
بغفرانِ ذنبِ المصطفى بقيودِ