أقول وما حنت بذي الأثل ناقتي:

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:

​أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:​ المؤلف الشريف الرضي


أقولُ وَما حَنّتْ بذي الأثلِ نَاقَتي:
قوي لا ينل منك الحنين الموجع
تحنين الا ان بي لابك الهوى
ولي لا لك الخليط المودع
وباتت تشكى تحت رحلى ضمانة
كِلانَا، إذاً، يا ناقَ نِضْوٌ مُفَجَّعُ
احست بنار في ضلوع فاصبحت
يَخُبّ بِهَا حَرُّ العَرَامِ وَيُوضَعُ
اروح بفتيان خماص من الجوى
لَهُمْ أنّةٌ في كُلّ دارٍ وَأدْمُعُ
إذا غَرّدَ الرّكْبُ الخَفيّ تَأوّهُوا
لِمَا وَجَدُوا بَعدَ النّوَى وَتَوَجّعُوا
على ابرق الحنان كان حنينا
وبالجزع مبكى ان مررنا ومجزع
تزافر صحبي يوم ذي الائل ذفرة
تَذُوبُ قُلُوبٌ مِنْ لَظَاها وَأدمُعُ
مَنازِلُ لَمْ تَسْلَمْ عَلَيهِنّ مُقلَةٌ
ولا جف بعد البين فيهن مدمع
فَدَمْعٌ عَلى بَالي الدّيَارِ مُفَرَّقٌ
وَقَلْبٌ عَلى أهْلِ الدّيَارِ مُوَزَّعُ
ارى اليأس حتى تعزم النفس سلوة
وَيَرْجعَ بي داعي الغَرَامِ، فأطمَعُ
ذكَرْتُ الحِمَى ذِكرَ الطّرِيدِ محَلّهُ
يذاد مذاد العاطشات ويرجع
واين الحمى لا الدار بالدار بعدهم
ولا مربع بعد الحنين مربع
سَلامٌ عَلى الأطْلالِ لا عَنْ جِنَايَةٍ
وان كن يأسا حين لم يبق مطمع
نَشَدْتُكُمُ هَل زَالَ مِنْ بَعدِ أهله
زَرُودٌ، وَرَامَتْهُ طُلُولٌ وَأرْبُعُ
وَهَلْ أنْبَتَ الوَادي العَقيقيِ بَعدَهم
وبدل بالجيران شعب ولعلع
فيا قلب ان يفن العزاء فطالما
عَهِدْتُكَ بَعدَ الظّاعِنِينَ تَصَدَّعُ
وقد كان من قلبي الى الصبر جانب
فقلبي بعد اليوم للصبر اجمع
نعم عادني عيد الغرام ونبهت
عَليّ الجَوَى دارٌ بِمَيْثَاءَ بَلْقَعُ
وَطَارَتْ بقَلبي نَفْحَةٌ غَضَوِيّةٌ
ينفسها حال من الروض ممرع
أصُدّ حَيَاء للرّفَاقِ، وَإنّمَا
زِمَاميَ مُنقَادٌ مَعَ الشّوْقِ طَيّعُ
نَظَرْتُ الكَثيبَ الأيمَنَ اليوْمَ نظرَةً
تَرُدّ إليّ الطّرْفَ يَدمَى وَيَدْمَعُ
ورب غزال داجن في كناسه
عَلى رُقْبَةِ الوَاشِينَ يُعطي وَيَمنَعُ
وَأُحسِنُ في الوُدّ التّقاضِي إذا لَوَى
وَيَبْذُلُ مَنزُورَ النّوَالِ، فأقْنَعُ
وايقظت للبرق اليمانيّ صاحبا
بذات النقا يخفى مراراً ويلمع
تَعَرّضَ نَجدِيّاً، وَأذكَى وَميضُهُ
عَقيقَ الحِمَى منهُ مَعانٌ وَأجْرَعُ
أأنْتَ مُعِيني للغَلِيلِ بنَظرَةٍ
فنَبْكي عَلى تِلْكَ اللّيَالي وَنَجْزَعُ
معاذ الهوى لو كنت مثلي في الهوى
اذاً لدعاك الشوق من حيث تسمع
هَناكَ الكَرَى، إنّي منَ الوَجدِ ساهرٌ
وَبُرْءُ الحَشَى، إنّي من البَيْنِ مُوجَعُ
فلا لب لي الا تماسك ساعة
وَلا نَوْمَ لي إلاّ النّعَاسُ المُرَوَّعُ
تصامم عني لائثاً فضل برده
ولا يحفل الشوق النؤم المقنع
طوتك الليالي من رفيق كانه
من العجز يربوع الملا المتقصع
يَنَامُ عَلى هَدّ الصّفَاة بَلادَةً
ألا مَوْطِنٌ يَدنُو بشَمْلٍ وَيَجمَعُ
الا سلوة تنهي الدموع فتنتهي
الا مورد يروى الغليل فينقع
فصبراً على قرع الزمان وغمزه
وهل ينكر الحمل الذلول الموقع
وَهَبتُ لَهُ ظَهرِي على عَقرِ غارِبي
فكل زمام قادني منه اتبع
وكم ظهر صعب عاد بالذل يمتطى
وعرنين آب بات بالضيم يقرع
وَقُلْ للّيَالي حامِلي، أوْ تَحَامَلي
فلم يبق في قوس المقادير منزع