أغر أيامي مني ذا الطلل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أغر أياميَ مني ذا الطللْ

​أغر أياميَ مني ذا الطللْ​ المؤلف الشريف الرضي


أغر أياميَ مني ذا الطللْ
وإنها ما حمّلتني أحتمل
وَأنّني بَقِيّةُ البُزْلِ الأُوَلْ
قد يجسر العود على طول العمل
شَيْبٌ وَمَا جُزْتُ الثّلاثِينَ نزَلْ
نزول ضيف ببخيل ذي علل
يصرِفُ عنه السّمعَ إن رَغا الجَمَلْ
وَلا يَقُولُ إنْ أنَاخَ: حيّ هَلْ
كَأنّهُ لَمّا طَرَا عَلى عَجَلْ
سَوَادُ نَبْتٍ عَمَّهُ بَياضُ طَلّ
يجيءُ بالهم ويمضى بالأجل
فأُوهِ إنْ حَلّ، وَوَاهاً إنْ رَحَلْ
أبدَلٌ مِنَ الشّبَابِ لا بَدَلْ
سِرْعَانَ مَا رَقّ الأديمُ وَنَغِلْ
هل ينفعنّي في الوهاد والقلل
مد العَلابيّ من النوق الذُلَلْ
في فِتيَةٍ عَوّدَهم جَوْبُ السُّبلْ
أنْ يَشرَبوا ماءَهُم عَلى المَقَلْ
يَنْضُونَ باللّيْلِ غُلالاتِ الكَسلْ
ويستسلون الكرى من المقل
إذا دعوا للطعن والخطبُ جلل
حسبت أيديهم من القنا الذُبل
يُبقُونَ آثَاراً مِنَ الطّعنِ نَجَلْ
من كل فوهاء كما ضغ الوعل
يطمعُ في حاملها السمع الأزل
يقول من عاينها من الوجل
كذا الطعان لا عمىً ولا شلل
في كلّ يَوْمٍ أنا مِخماصُ الأُصُلْ
آكلُ بالميس غوارب الإبل
أهْدُمُ مَا يَبني السّنَامُ وَالكَفَلْ
بين عجاريف العنيق والرمل
مُشتَملاً بُرْدَ الجَنوبِ وَالشَّملْ
وَطالعاً مَعَ الشّميطِ ذي الشُّعَلْ
وَغارِباً مَعَ الظّلامِ وَالطَّفَلْ
تَعَرُّضاً للرّزْقِ وَالرّزْقُ أشَلّ
وشنج الكف إذا قيل بذل
رِدْ ما سقاك الدّهر علا ونهل
وَما حَذَتكَ النّائِباتُ، فانتَعِلْ
ما دُمتَ جَثّاماً عَلى نِضْوِ الإبلْ
مُسَوَّفاً في كُلّ يَوْمٍ بالرِّحَلْ
مَن لمْ يُعَانِ الغَزْوَ لمْ يُعطَ النَّفَلْ
قد انقضى العمرُ وأنتَ في شغل
فاجسُرْ على الأهوَالِ إن كنتَ رَجُل
وَنَلْ بأطرَافِ القَنا مَا لمْ يُنَلْ
من طلب العز بغير السيف ذل
وأمش إلى المجد ولو على الأسل
وَانجُ من الهُونِ كما يَنجو البَطَلْ
من لم يئل من بعدها فلا وأل