أعكرم! إن غنيت ألفيت نادبا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً

​أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً​ المؤلف أبوالعلاء المعري


أعِكرِمَ! إنْ غَنّيتِ ألفَيتِ نادِباً،
فلا تَتَغَنّيْ، في الأصائلِ، عِكرما
بنَظمٍ شَجا، في الجاهليّةِ، أهلَها،
وراقَ، معَ البعثِ، الحنيفَ المخضرما
وقد هاجَ، في الإسلامِ، كلَّ مُوَلَّدٍ،
وأطرَبَ ذا نُسكٍ وآخرَ مُجرما
لكِ النّصحُ مني، لا أُغاديكِ خاتلاً
بمكرٍ، ولكني أُغاديكِ مُكرِما
إذا ما حذِرْتِ الصّقرَ يوماً فحاذري
أخا الإنسِ أيّاماً، وإن كان مُحرِما
يَصوغُ لكِ الغاوي، قلادَةَ هالكٍ
من الدّمِ، تُخبي وجدَكِ المتضرّما
وكم سحَقتْ كفّاهُ مثلَكِ في ضُحا
شَبيبَتِها، إذْ لم تَرَ الدّهرَ مُهرما
وراعَ، بقَهرٍ، من جناحكِ آمناً،
فظلّ، على الرّيشِ، النهوضُ مُحرَّما
وقد يُبرِمُ الحَينَ القَضاءُ بناشىءٍ،
يراوِحُ خيطاً، شدّهُ بكِ، مُبرَما
كما قَيّدَ السّلطانُ حِلفَ جنايَةٍ
ليَقتَصّ منهُ، أو ليُغرِمَ مَغرما
فزوري وبارَ القفرِ من كلّ وابرٍ،
وإلاّ فرومي خَلفَ ذلكَ مَخرما
بحيثُ توافينَ الصّحابيَّ مُعوزاً
من النّاس، والماءَ السّحابيَّ خِضْرِما
وحِلّي بقافٍ، إنْ أطَقْتِ بلوغَهُ،
فأفني لَدَيهِ عُمرَكِ المُتَصَرّما