أصل نما بك ربه فرعه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ

​أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ​ المؤلف ابن الرومي


أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
من بعدما التمس العِدى قَلْعهْ
يا من تجلَت للوجود به
بعد السَّوادِ تَشُوبه سُفعهْ
ما ينقِمُ الحسادُ منك سوى
أمنٍ شَننْتَ عليهمُ دِرعهْ
بل عزُّ مثلك لا كفاءَ له
بنَّيت بعد حفوفه ربْعه
مُلكٌ شَرَوْه من عدوِّهمُ
سفهاً فكنتَ أحق بالشَّفعه
ورياسةٌ كانت مطلَّقةً
منهم فكنتَ أحق بالرجعه
يا آخراً أضحى لأوَّله
كالسجدة اتصلت بها الركعه
قد قلتُ حين ملكتَ أمرهُم
شملٌ أراد مليكهُم جمعه
يا من إذا دُعي المديحُ له
لبَّى الدعاةَ وجاء في سُرعه
هُنِّئتَ ما أوتيتَ مغتبطاً
بمزيد ربٍّ شاكراً صُنعه
وفَّيتَ حقَّ الشرطتين وما
وُفِّيت حقك لا ولا رُبعه
لكنها باكورةٌ بكرتْ
مما نؤمِّل فَانتظر ينعَهْ
واسلم على رَيب الحوادثِ ما
سجعَ الحمامُ مرجِّعاً سجعهْ
الآن نام الخائفونَ وما
كانت تذوقُ عُيونهم هجعهْ
لم تُمسِ عينُ اللَّه راعيَة
أحداً يبيتُ وأنت لم تَرْعَهْ
أضحى عبيد اللَّه سيدُنا
في المجد وِتْراً لا يرى شَفعهْ
يغري خطوبَ الدهر منْصلتاً
كالسيف أحمدَ ضاربٌ وَقْعه
يقع الربيعُ وجودُ سيدنا
فإليه تُصرَفُ دونه النُّجعه
جودٌ يزيد اللَّه صاحبَه
وثَوابه المذخور لا السُّمعه
وله إذا ما الرأي حيَّره
خطبٌ يشنِّع ورده قرعه
رأيٌ كأن الدهر أطلعه
من سرِّ كلِّ خفيَّةٍ طِلعه
فتَّاقُ ما يعيا الدهاةُ به
رتاقُ مالم يرتقوا صَدْعه
كم غبطةٍ لمعاشر صدرتْ
عنه وكم لمعاشرٍ فجْعه
فالناس طرّاً بين مرتقِبٍ
سطواته ومؤمِّلٍ نفعه
كالعارض التهبتْ صواعقه
وسقى البلاد فلم يدع بُقعهْ
أحْذاه عبداللِّه شِيمتَه
والأصلُ يسقي ماؤُه فرعهْ
يندى ويَصلُبُ عُودُه فترى
لَدْنَ المهزَّة صادقَ المنعهْ
كالخيزُران لعاطِفيه وإن
عجمتْه نائبةٌ فكالنَّبعهْ
ملكٌ يباشر نارَه صَردٌ
فتظل مُدفِئةً بلا لذعه
فإذا اصطليتَ حريقه بطراً
فهناك لستَ بآمنٍ سفْعه
متسربلٌ حلماً بطانته
عزٌّ وليس بكائنٍ فقعه
يُحيي ويُردي وهو مقتدرٌ
حلو المجاجةِ قاتلُ السَّبعه
فعَّال مُنقِذةٍ ومُهلكةٍ
قوَّالُ مثلهما بلا قَذعه
لا يرأَمُ العوراءَ منطقُه
كلا وليس يُعيرها سمعه
يسعُ الجسيمَ من الفِعال وما
يرضى نداه لقَدْره وُسْعَهْ
وأتى الأميرُ لقد جرى فسعى
مسعاه غيرَ مُطالعٍ طِلْعهْ
وجرى أبو العباسِ يتبعه
سعياً فقال ألا كذا فاسْعَه
ولدٌ أقرّ لعين والدهِ
طالت لوالده به المُتعهْ
وَزَعت يداه ما يُحاذره
من دهرنا فأجادتا وَزعَهْ
لم يرعَ سرحَ الملك رِعْيته
راعٍ ولا قَمَع العدى قمعهْ
عجباً لطائفةٍ تقيسُ به
من لا يوازنُه ولا شِسْعه
أنَّى تقاسُ شُعيلةٌ خمدتْ
بالشمس في الإشراق والرفعه
قومٌ بغوا بيقينهم بَدلاً
ممن أبت سقطاتُه رفعه
مُستبطني ضَغْن له وبه
رفعوا جنوبهُمُ من الصَّرعه
وعليهمُ للعز أُبَّهةٌ
من بعد ما رَهَقتهم الخشعه
مالوا بودِّهمُ إلى رجلٍ
جعل البوارَ لأهله شِرعه
طالت به عَثراته فكبا
وكَبوا وكلٌّ راكبٌ ردْعه
يَهوُون في أَهويَّةٍ قَذَفٍ
من يُمن صاحبِه بها يَنْعه
حتى تداركهمْ فأنقذهم
صَلتُ الجبين مبارك الطلعه
لو قارعَ الأكفاءَ كلَّهمُ
عن سؤدد وقعت له القُرعه
فجزوه أن حفروا له حفراً
جذبَ المهيمنُ دُونها ضَبعهْ
وأبيهمُ ما كان ريعهُمُ
لأخيهمُ بمُشاكلٍ زَرْعهْ
إن المُريد بمثله بدلاً
لكن يريدُ بدُرَّةٍ ودَعهْ
يا زَينهمْ إذ كان أشأمَهم
شيناً وليس الأنفُ كالسَّلعه
شَهدوا غداة رقعتَ وهْيهمُ
أن قد أجدْتَ ولم تُسىء رقعه
يا بيهقيٌّ دع القريضَ لذي
حِذقٍ يعاونُ علمُه طبعَهْ
فادفِن سُلاحاً ظلْتَ تَسلحُه
من فيك لا اسِتك دُفعةً دُفعهْ
أخطأتَ في المصراع مفتتِحاً
وأتيت إذ عَجَّزته بدعه
سكَّنت ميماً غير ساكنةٍ
وجعلتَ ربَّك أنجماً سبعه
حكَّمتها في من لو انتظمتْ
تاجاً لقلَّ لمثله خِلعه
وزعمتَ سيدنا الأميرَ سما
بالجود حتى صافح الهقعه
وهو الذي أدنى مَواطِئه
فوق الذي سمَّيت والهنعه
وجعلتَ أقصى ما تجود به
للمستميح نَواله الجُرْعه
ثَلْطٌ على ثَلطٍ وضعتَ به
ووضعتَ بعد هدائِل القَصعهْ
من كان مثلكَ في جماعته
أضحى وقيمةُ رأسه قرعهْ
وشكوتَ جُوعك في ذَرى ملكٍ
فنقضْتَ مدحك فيه بالشُّنعهْ
أقبلتَ تشكو في ضيافته
طولَ الطَّوى متمنياً نجعه
كذباً عليه بعد زَعْمِكه
نصَبَ الجفان بربوةٍ تلعه
أقبِح بإفكٍ في مناقضةٍ
كالنبذة الشمطاء في الصَّلعه
وحكيت أنك مذ أطفتَ به
في عِيشةٍ تَقتاتُها لُمْعَهْ
وزعمتَ صُرَّتك اغتدتْ عُطلاً
لا درهمٌ فيها ولا قطعه
وهو الذي يُضحي مجاوره
من جنة الفردوس في تُرعه
وجعلتَ ذكر الصَّفع خاتمةً
مسترزِقاً من صافعٍ صَفْعه
فثوابُ مثلك صفع أَخْدعه
بل بَصقةٌ في الوجه بل نَخعه
ما زلتَ في معنىً يُحاك وفي
لفظٍ يساءُ كقولك الضبعه
وذكرتَ رهطاً تسعةً جَدعوا
أنف الفتيلِ فأوعبوا جَدْعه
فجعلتَ صاحبهم طويساً وما
لاقى طويسٌ أولئك التسعهْ
أفلا قُدَار جعلتَ تاسعهم
كَسْعُ است قاطع زبرها كسعهْ
وذكرت بالحولاءِ بحربة
ونعتَّها فجعلتها ربعهْ
وجعلت تحفتها مغازلةً
لك أن تقول مجيبةً نزعه
ووصفت كأساً لا يُشاكلها
فجعلتها صهباءَ كالدَّمعه
لا دمعةٌ صهباءُ نعلمها
إلا دمُ استك خاضباً فُصعه
ووصفتَ ضوء الصبح محتفلاً
فجعلته كإضاءة الشَّمعه