رياض الصالحين/الصفحة السادسة والخمسون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر

قال اللَّه تعالى (يونس 24): {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازَّيَّنَتْ وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}.

وقال تعالى (الكهف 45، 46): {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح، وكان اللَّه على كل شيء مقتدراً. المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً}.

وقال تعالى (الحديد 20): {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد، كمثل غيث أعجب الكفار نباته، ثم يهيج فتراه مصفراً، ثم يكون حطاماً، وفي الآخرة عذاب شديد، ومغفرة من اللَّه ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

وقال تعالى (آل عمران 14): {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب}.

وقال تعالى (فاطر 5): {يا أيها الناس إن وعد اللَّه حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}.

وقال تعالى (التكاثر 1- 5): {ألهاكم التكاثر، حتى زرتم المقابر، كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين}.


وقال تعالى (العنكبوت 64): {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون}.

والآيات في الباب كثيرة مشهورة.

وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه:

457- عن عمر بن عوف الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ بعث أبا عبيدة بن الجراح رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رَسُول اللَّهِ ، فلما صلى رَسُول اللَّهِ انصرفوا فتعرضوا له فتبسم رَسُول اللَّهِ حين رآهم ثم قال: (أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ) فقالوا: أجل يا رَسُول اللَّهِ. فقال: (أبشِرُوا وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

458- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جلس رَسُول اللَّهِ على المنبر وجلسنا حوله فقال: (إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

459- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (الدنيا حلوة خضرة، وإن اللَّه تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

460- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

461- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ قال: (يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد: يرجع أهله وماله، ويبقى عمله) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

462- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ : (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط، هل مر بك نعيم قط فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط، هل مر بك شدة قط فيقول: لا والله ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

463- وعن المستورد بن شداد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع!) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

464- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ مر بالسوق والناس كَنَفَتَيْهِ، فمر بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال: (أيكم يحب أن هذا له بدرهم ) فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به قال: (أتحبون أنه لكم ) قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً أنه أَسَكّ فكيف وهو ميت! فقال: (فوالله للدنيا أهون على اللَّه من هذا عليكم) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

قوله (كنفتيه): أي عن جانبيه.

و (الأَسَك): الصغير الأذن.

465- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت أمشي مع النبي في حرة المدينة فاستقبلنا أحد فقال: (يا أبا ذر) قلت: لبيك يا رَسُول اللَّهِ. قال: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا شيء أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد اللَّه هكذا وهكذا وهكذا) عن يمينه وعن شماله ومن خلفه. ثم سار فقال: (إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا) عن يمينه وعن شماله وعن خلفه (وقليل ما هم) ثم قال لي: (مكانك لا تبرح حتى آتيك) ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتاً قد ارتفع فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي فأردت أن آتيه فذكرت قوله (لا تبرح حتى آتيك) فلم أبرح حتى أتاني. فقلت: لقد سمعت صوتاً تخوفت منه فذكرت له. فقال: (وهل سمعته ) قلت: نعم. قال: (ذاك جبريل أتاني فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة) قلت: وإن زنى وإن سرق قال: (وإن زنى وإن سرق) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. هذا لفظ البخاري.

466- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن رَسُول اللَّهِ قال: (لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

467- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة اللَّه عليكم) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وهذا لفظ مسلم.

وفي رواية البخاري: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه).

468- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة! إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

469- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء: إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم. فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته> رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

470- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

471- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال أخذ رَسُول اللَّهِ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل)

وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

قالوا في شرح هذا الحديث معناه: لا تركن إلى الدنيا، ولا تتخذها وطناً، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها بما يتعلق به الغريب في غير وطنه، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله، وبالله التوفيق.


472- وعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال جاء رجل إلى النبي فقال: يا رَسُول اللَّهِ دلني على عمل إذا عملته احبني اللَّه وأحبني الناس. فقال: (ازهد في الدنيا يحبك اللَّه، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة.

473- وعن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: ذكر عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ما أصاب الناس من الدنيا فقال: لقد رأيت رَسُول اللَّهِ يظل اليوم يلتوي، ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

( الدقل) بفتح الدال المهملة والقاف: رديء التمر.

474- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: توفي رَسُول اللَّهِ وما في بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

قولها (شطر شعير): أي شيء من شعير. كذا فسره الترمذي.

475- وعن عمرو بن الحارث أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنها قال: ما ترك رَسُول اللَّهِ عند موته ديناراً، ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. 476- وعن خباب بن الأرت رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: هاجرنا مع رَسُول اللَّهِ نلتمس وجه اللَّه تعالى فوقع أجرنا على اللَّه؛ فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئاً؛ منهم مصعب ابن عمير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قتل يوم أحد وترك نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه؛ فأمرنا رَسُول اللَّهِ أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئاً من الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(النمرة) كساء ملون من صوف.

وقوله (أينعت): أي نضجت وأدركت.

وقوله (يهدبها) هو بفتح الياء وضم الدال وكسرها لغتان: أي يقطفها ويجتنيها. وهذه استعارة لما فتح عليهم من الدنيا وتمكنوا فيها.

477- وعن سهل بن سعد الساعدي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (لو كانت الدنيا تعدل عند اللَّه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث حسن صحيح.

478- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر اللَّه تعالى وما والاه، وعالماً ومتعلما) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

479- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

480- وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: مر علينا رَسُول اللَّهِ ونحن نعالج خصاً لنا فقال: (ما هذا ) فقلنا: قد وهي فنحن نصلحه. فقال: (ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك) رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم وقال الترمذي حديث حسن صحيح.

481- وعن كعب بن عياض رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

482- وعن أبي عمرو، ويقال أبو عبد اللَّه، ويقال أبو ليلى عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي قال: (ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.

قال الترمذي: سمعت أبا داود سليمان بن أسلم البلخي يقول: سمعت النضر بن شميل يقول: الجلف: الخبز ليس معه إدام. وقال غيره: هو غليظ الخبز. وقال الهروي المراد به هنا: وعاء الخبز كالجوالق والخرج، والله أعلم.

483- وعن عبد اللَّه بن الشخير -بكسر الشين والخاء المشددة المعجمتين- رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه قال: أتيت النبي وهو يقرأ: {ألهاكم التكاثر} (التكاثر) قال: (يقول ابن آدم: مالي مالي! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت !) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

484- وعن عبد اللَّه بن مغفل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رجل للنبي : يا رَسُول اللَّهِ والله إني لأحبك. فقال: (انظر ماذا تقول ) قال: والله إني لأحبك (ثلاث مرات) فقال: (إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافاً فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

(التجفاف) بكسر التاء المثناة فوق وإسكان الجيم وبالفاء المكررة هو: شيء يلبسه الفرس ليتقى به الأذى، وقد يلبسه الإنسان.


485- وعن كعب بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

486- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال نام رَسُول اللَّهِ على حصير فقام وقد أثر في جنبه. قلنا: يا رَسُول اللَّهِ لو اتخذنا لك وطاء. فقال: (ما لي وللدنيا! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.


487- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

488-وعن ابن عباس وعمران بن الحصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما عن النبي قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ من رواية ابن عباس.

ورواه البخاري أيضاً من رواية عمران بن الحصين.

489- وعن أسامة بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

و (الجد): الحظ والغنى. وقد سبق بيان هذا الحديث في باب فضل الضعفة (انظر الحديث رقم 258).

490- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

رياض الصالحين - كتاب المقدمات

باب الإخلاص وإحضار النية | باب باب التوبة | باب الصبر | باب الصدق | باب المراقبة | باب التقوى | باب اليقين والتوكل | باب الاستقامة | باب التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى | باب المجاهدة | باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر | باب بيان كثرة طرق الخير | باب الاقتصاد في العبادة | باب المحافظة على الأعمال | باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها | باب وجوب الانقياد لحكم اللَّه تعالى | باب النهي عن البدع ومحدثات الأمور | باب من سن سنة حسنة أو سيئة | باب الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة | باب التعاون على البر والتقوى | باب النصيحة | باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله | باب الأمر بأداء الأمانة | باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم | باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم | باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة | باب قضاء حوائج المسلمين | باب الشفاعة | باب الإصلاح بين الناس | باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين | باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين | باب الوصية بالنساء | باب حق الزوج على المرأة | باب النفقة على العيال | باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد | باب وجوب أمر أهله وأولاده بطاعة الله تعالى | باب حق الجار والوصية به | باب بر الوالدين وصلة الأرحام | باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم | باب بر أصدقاء الأب والأم | باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم | باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل | باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم | باب فضل الحب في الله والحث عليه | باب علامات حب الله تعالى للعبد | باب التحذير من إيذاء الصالحين | باب إجراء أحكام الناس على الظاهر | باب الخوف | باب الرجاء | باب فضل الرجاء | باب الجمع بين الخوف والرجاء | باب فضل البكاء | باب فضل الزهد في الدنيا | باب فضل الجوع وخشونة العيش | باب القناعة والقفاف والاقتصاد | باب جواز الأخذ من غير مسألة | باب الحث على الأكل من عمل يده | باب الكرم والجود والإنفاق | باب النهى عن البخل والشح | باب الإيثار والمواساة | باب التنافس في أمور الآخرة | باب فضل الغني الشاكر | باب ذكر الموت وقصر الأمل | باب استحباب زيارة القبور للرجال | باب كراهة تمنى الموت | باب الورع وترك الشبهات | باب استحباب العزلة عند فساد الناس | باب فضل الاختلاط بالناس حضور جمعهم وجماعاتهم | باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين | باب تحريم الكبر والإعجاب | باب حسن الخلق | باب الحلم والأناة والرفق | باب العفو والإعراض عن الجاهلين | باب احتمال الأذى | باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع | باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم | باب الوالى العادل | باب وجوب طاعة ولاة الأمر | باب النهى عن سؤال الإمارة | باب حث السلطان والقاضي | باب النهى عن تولية الإمارة والقضاء